سقوط الخليفة | هل دق البيتكوين ومذابح الأرمن المسمار الأخير في نعش أردوغان؟| ترجمة في دقائق

سقوط الخليفة | هل دق البيتكوين ومذابح الأرمن المسمار الأخير في نعش أردوغان؟| ترجمة في دقائق

28 Apr 2021
تركيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال تحليلي لـ توم لونغو: “سقوط تركيا.. صعود البيتكوين” المنشور في موقع إنفستينج.


الآذان الصماء لأصحاب السلطة لا تفقد أبدًا قدرتها على الإبهار. لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أفضل تجسيد حي لهذه المشكلة، حيث يواجه مشكلة خطيرة لأول مرة في حياته السياسية، بينما يحدق في مشكلة انتخابية ضخمة قادمة هذا الخريف.

أردوغان يقود حاليًا دولة في حالة انهيار اقتصادي كامل، مع تقارير جديدة عن أعمال شغب حدثت خلال توزيع الحكومة لحصص غذائية لبطاطس وبصل، بينما الأوضاع تزداد سوءًا مع اقتراب الانتخابات الوطنية.

إساءة تقدير القوة

تركيا رمز لما يمكن أن يحدث لدولة أسيئت إدارتها بشكل منهجي “بسبب” أهميتها الجيوسياسية. رجل مثل أردوغان تمكن من البقاء في السلطة كل هذه السنوات عبر مناطحة جانبي البوسفور باستمرار للحصول على مساعدات لدعم طموحاته الشخصية.

هذا جزء من السبب وراء امتلاك تركيا لأكبر جيش في الناتو بينما اقتصادها في أسوأ وضع لالتزامات رأس المال الأجنبي في أي سوق ناشئة رئيسية.

لكن في هذه المرة، يبدو أن أردوغان ربما يكون قد بالغ في استخدام قبضته مرات عديدة في العام الماضي.

ارتكب العديد من العثرات الرئيسية على المسرح الجيوسياسي، في محاولة لتأكيد تركيا كقوة إقليمية. لكن في كل منعطف، كانت روسيا في الانتظار لإحباط أحلامه، سواء كانت ليبيا أو قبرص أو سوريا أو أذربيجان أو العراق، فقد تفوق بوتين على أردوغان في كل منعطف.

مع كل من هذه النكسات، تصبح مناورات أردوغان يائسة أكثر فأكثر، بينما يحاول الاختباء وراء درع عضوية تركيا في الناتو، ظانًا ألا أحد يدرك اللعبة: يتمسك بموقف يعتقد فيه أنه قادر على مواجهة روسيا من خلف ظهر الولايات المتحدة، ثم الاستدارة مع الولايات المتحدة من خلف ظهر روسيا ظانًا أنه يتلاعب بهما لمصلحته، ومعتقدًا أن مستقبله في صعود.

تركيا على حبلي روسيا – الغرب | هل يكتمل طموح أردوغان في إحياء العثمانية؟ | س/ج في دقائق

جيم أوفر

اليوم، أصبح وضع الدين الخارجي لتركيا أفضل بشكل هامشي فقط مما كان عليه في 2018.

لكن الأمور تفاقمت أكثر خلال 2020؛ إذ تحسنت عملية التقليل من الديون بالدولار ثم ساءت بعد عودة البنك المركزي إلى الحد الصفري بعد كارثة كورونا وسيطرة أردوغان على البنك المركزي التركي.

نقطة ضعف أردوغان الحقيقية هنا تتمثل في عجز العملة الأجنبية الذي لا يمكن معالجته، ولا يوجد أي حافز لحلها؛ لأن الجميع يعرف أن أردوغان يعض اليد التي تطعمه باستمرار. 

الصين وروسيا مثلًا كان لديهما ما يكفي لمساعدة أردوغان حين هاجمته الولايات المتحدة اقتصاديًا. لكن ليس أردوغان؛ لأن الجميع يعرف أنه دائمًا ما ينقلب على الشخص الذي ساعده ظنًا أنه اللاعب الأكبر على الطاولة.

والآن، سئمت جميع القوى العظمى منه ومن لعبته، وقررت السماح بسقوطه الكبير.

وهذا ما يشرحه توقيت اعتراف بايدن بالإبادة الجماعية للأرمن. عبر هذا القرار، يُقال لأردوغان بوضوح إن الولايات المتحدة أيضًا لم تعد بحاجة إليه؛ لأن القرار دخل مباشرة على نقطة القوة في حفاظ أردوغان على السلطة: السياسة الداخلية القومية العدوانية، بعدما لعبت طموحاته العثمانية الجديدة دورًا جيدًا في الداخل منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.

لكن، مع تجويف الاقتصاد التركي حاليًا بسبب مغامرته وسوء إدارته لليرة، فإنه يواجه مشكلة سياسية خطيرة بطريقة لم يسبق لها مثيل.

هذا يترك تركيا بلا أصدقاء تقريبًا بعد الآن. وهذا يترك تركيا أمام قرار حاسم يتعين اتخاذه.

غزوة البيتكوين

هذا هو سبب انفجار الليرة، وهذا هو السبب في أن أردوغان يحاول إنقاذ نفسه من خلال دعم اللعب الأمريكي في أوكرانيا، والإعلان عن حظر خدمات الدفع بعملة البيتكوين في تركيا.

لم يكن أردوغان ليصدر هذا الإعلان ضد العملات المشفرة إذا لم تشكل تهديدًا حقيقيًا لليرة. فما الذي يمكن أن يقدمه بنك تركي للأتراك في هذه المرحلة بخلاف مكان غير آمن لتخزين أموالهم؟

كان على أردوغان اتخاذ خطوات لوقف المد ضد الليرة.

كان اتخاذ خطوة عامة ضد بيتكوين هو الخيار الأسهل، ومن الواضح أنه تم إجراؤه لإرضاء شركائه في الغرب الذين طعنوه في الظهر بعد أقل من أسبوع. لكن هذا لن يكون كافيًا وقد تكون هذه الخطوة أقوى إشارة حتى الآن على مدى قوة قدرة بيتكوين في العثور على نقاط الضعف في النظام المالي.

أنا متأكد من أن إدارة بايدن سعيدة بالقرار الذي جرى توقيته لخنق الاختراق الأخير الذي حققه بيتكوين ليصل إلى مستوى مرتفع جديد، وتقويض الاكتتاب العام الأولي لـ كوينباس (شركة تبادل العملات الرقمية)، والذي كان ناجحًا للغاية خاصة عندما يقارن بالاكتتاب العام الأولي لشركة فيسبوك في 2012.

ويبدو أن الخطوة نجحت أخيرًا في إبطاء زخم البيتكوين، وإن كان الزخم تحول إلى عملات بديلة؛ لأن الناس لم يعودوا يرغبون في العودة إلى الدولار الأمريكي أو اليورو. 

هذا يعيدنا إلى الخطوة المضادة التي اتخذتها الصين التي ألقت بشريان الحياة للبنوك التركية بإعلانها أن البنوك الصينية يمكنها الآن استيراد الذهب لأول مرة منذ 2019.

نظرًا لأن البنوك التركية يمكنها الاحتفاظ بالذهب كاحتياطيات، فقد أضر سعر الذهب الضعيف بها حقًا وأضر بالمركز المالي لتركيا. لأنه إذا بدأ ارتفاع جديد في أسعار الذهب، سيتحسن وضع الدين الخارجي لتركيا أيضًا.

لماذا البيتكوين؟

مع ذلك، لن يخمد التضخم المتفشي، وأسعار المواد الغذائية المرتفعة، وأي من المشكلات المجتمعية الأخرى في تركيا في الوقت المناسب قبل الانتخابات.

بدأ الأتراك، من خلال الاستطلاعات الأخيرة، يرون أن أردوغان ليس لديه أي إجابات حقيقية ولا لديه أصدقاء.

إذا كان عليهم أن يبتلعوا كونهم الدولة الوحيدة المتبقية لرفض الاعتراف بتاريخهم الخاص في مذابح الأرمن، فستكون هذه لحظة انهيار بالنسبة لهم حول مدى تراجع موقعهم بفضل مغامرات أردوغان الفاشلة والإشراف الفاشل على ثرواتهم.

تقترب تركيا بسرعة من نقطة سقوط جادة كما هو الحال مع أردوغان. لقد قاده غروره إلى أماكن لم يكن يجب أن يذهب إليها أبدًا، وبعد أن عض الأيدي التي أطعمته مرات عديدة، يبدو مستقبله جنبًا إلى جنب مع حكومته قاتمًا. 

أي حاكم آخر غير أردوغان يرتكب كل هذه من الأخطاء الجيوسياسية والعسكرية الكبرى كان من الممكن أن يتم الإطاحة به بالفعل لو لم يكن مهمًا من الناحية الإستراتيجية. لكن الآن، يبدو أنه أكمل مساره بالكامل.

عزلة تركيا | حتى قطر قد تبيعه قريبًا.. كيف أدخلها أردوغان لأشد عزلاتها تاريخيًا؟ | ترجمة في دقائق


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك