بسبب الجغرافيا والدين | لماذا إثيوبيا بهذه العدوانية مع جيرانها ومنهم مصر والسودان؟ | الحكاية في دقائق

بسبب الجغرافيا والدين | لماذا إثيوبيا بهذه العدوانية مع جيرانها ومنهم مصر والسودان؟ | الحكاية في دقائق

26 Jun 2021
أثيوبيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

رغم أن مصر حاربت إسرائيل 5 مرات، إلا أن الدولة التي ستدخل معها في صراعها القادم على الأغلب ستكون إثيوبيا

– تيم مارشال في كتابه: سجناء الجغرافيا- يوليو 2015

تملك إثيوبيا موارد كثيرة تجعلها قوة إقليمية. لولا عقبتان أساسيتان جعلاها “تحتاج إلى العدوانية”

إثيوبيا ليست شعبًا واحدًا، بل مجموعات عرقية متصارعة تسكن 9 ولايات تحت سلطة مركزية. ما إن تصعد إحدى هذه المجموعات حتى ينقلب الباقي عليها.

التقسيم العرقي في إثيوبيا، حسب موقع CIA ، يظهر في الإنفوجرافيك التفاعلي التالي. ستظهر المجموعات العرقية المختلفة بنسبها مع السكرول داون

ولم تكن  الصراعات الطائفية غريبة على إثيوبيا. الأدق أنها شكلت معظم تاريخها. وكانت الحكومة المركزية دومًا تحاول فرض سيطرتها – أحيانًا بالقوة – على الثقافات المختلفة داخل البلاد، سواء في الحكم الإمبراطوري المنتمي للأمهرة أو حكم التيجراي الجمهوري الشيوعي، لا يوجد رضا تام بين باقي الطوائف.

هذا ملخص أزمة انتقال الحكم في إثيوبيا من التيجراي إلى آبي أحمد المنتمي للأورومو. لا يلقى تأييدًا من كل الطوائف.

وهذا ملخص رقمي، للإنفوجرافيك، يمكنك استخدامه إن كنت صحفيا أو مهتما بالشأن الإثيوبي:

الأورومو 34.9% ،

الأمهرة 27.9% ،

التيجراي 7.3% ،

سيداما 4.1% ،

ولايتا 3% ،

غوراج 2.8% ،

سومالي 2.7% ،

الهادية 2.2% ،

عفار 0.6%

ومجموعات أخرى تمثل كلها 12.6% بحسب إحصائيات 2016.

التقسيم الديني في إثيوبيا ليس متجانسا أيضًا، كما يظهر في الإنفوجرافيك التفاعلي التالي؛

الديانة الغالبة هي المسيحية الأرثوذكسية 43.8%

الإسلام 31.3%

البروتستانت 22.8%،

الكاثوليك 0.7%،

الديانات التقليدية 0.6%

وديانات أخرى 0.8%.

يتركز المسلمون في شرق البلاد، تحديدًا في عفار وسومالي، بينما المسيحية تنتشر أكثر في الشمال بمنطقة التيجراي بغالبية مطلقة تزيد عن 90% وما بين 80% إلى 90% بمنطقة أمهرة، بينما تقل نسبة الكثافة المسيحية في وسط البلاد في أوروميا وفي بني شنقول لنحو 50%.

بحسب “أفريكا ريبورت”، فإن التوتر في إثيوبيا ليس إثنيًا وحسب، بل ديني أيضًا؛ فخلال 2012، اندلعت مظاهرات دينية يقودها المسلمون احتجاجًا على سيطرة الدولة الإثيوبية على المجلس الإسلامي الأعلى، وكان المحتجون يرون أن الدولة تدعم تحديدًا طائفة الأحباش المسلمة فوق باقي الطوائف المسلمة.

وفي 2013، عرض التلفزيون الحكومي وثائقي بعنوان “حركة الجهاد” كوسيلة لربط قادة المظاهرات المسلمين بجماعات إرهابية مثل “بوكو حرام” – “أنصار الدين” – “الشباب”.

وفي سبتمبر 2019 ظهرت النزاعات الدينية على السطح في مظاهرات المسيحيين في أمهرة احتجاجًا على تعرض الكنائس الإثيوبية الأرثوذكسية والبروتستانتية لهجمات.

كانت هذه الاحتجاجات الأبرز منذ بدأت الهجمات على الكنائس في يوليو 2018 وخلال هذه الهجمات دمرت أكثر من 30 كنيسة في دولة غالبية سكانها مسيحيون.

والأسوأ ظهر مع تقارير في فبراير 2021 عن مذبحة بين 28 و29 نوفمبر 2020 خلال حرب تيجراي، عندما اقتحم مسلحون كنيسة بمدينة أكسوم المقدسة بتيجراي وقتلوا 800 شخص وتركوا الجثث تتعفن في الشوارع حتى أكلتها الضباع.

الحكومة الإثيوبية نفت هذه التقارير وقالت إنها ملفقة من قبل حركة تحرير تيجراي، لكن شهودا قالوا إن المنفذين كانوا مسلحين متحالفين مع الحكومة الإثيوبية مع تقاير أشارت لكون هؤلاء المسلحين قادمين من إريتريا المتحالفة مع آبي أحمد رئيس الوزراء.

لكن حتى لو استطاعت إثيوبيا تحقيق مواءمة عرقية ودينية، تظل العقبة الثانية – الجغرافيا – مستعصية على الحل دون توسع

إثيوبيا دولة حبيسة، لا تطل على أي بحر، خاصة بعد استقلال إريتريا، فأصبحت هي وجيبوتي حاجزًا أمام إثيوبيا يمنعها من الوصول للبحر الأحمر وتوسيع مواردها الاقتصادية عبر التجارة خلاله.

كما أن المجموعات العرقية الإثيوبية نفسها مركزة في نقاط جغرافية استراتيجية بالنسبة لإثيوبيا، مما حد من قدرة الحكومة المركزية على استغلال موقعها الجغرافي. ولجأت غالبا إلى السيطرة بالعنف.

في القرن الـ 20 فقط دخلت إثيوبيا 5 صراعات بداية من دولة الدراويش، والاستيلاء على أراضيها، والصراع ضد إيطاليا مرتين الأولى كانت نجاح مرحلي للغزو الإيطالي 1935 ثم طرد الإيطاليين في 1940

وفي الستينيات شاركت إثيوبيا في أزمة الكونغو ضمن القوات الدولية.

في نفس الفترة التي كانت تقمع فيها تمرد الأورومو وسومالي، بجانب حرب أخرى ضد الصومال.

وبعد فترة هدوء عاد النشاط العسكري الإثيوبي في 1995 في حرب داخلية ضد جبهة التحرير الشعبية بأوجادين التي سعت لإنفصال إقليم سومالي، ثم حرب أخرى ضد إريتريا في 1998.

قبل أن ترسل إثيوبيا قوة عسكرية للقتال ضد حركة الشباب في الصومال.

في الألفية الثالثة، دخلت إثيوبيا من ٢٠١٦ إلى ٢٠٢٠ في 5 نزاعات مسلحة لم تحسم حتى الآن، هي:

1 – اشتباكات المسلحة في أورومو وسومالي “2016 – ؟؟”

2 – النزاع ضد جبهة تحرير الأورومو ” 2018 – ؟؟”

3 – النزاع ضد مليشيات جورموز المتحالفة مع التيجراي وجبهة تحرير الأورومو “2019 – ؟؟”

4 – حرب تيجراي “2020 – ؟؟”

5 – الاشتباكات مع السودان بشكل متقطع ” 2020 – ؟؟”

لا تختلف العقلية الإثيوبية في ملف النيل وسد النهضة عن التعامل مع باقي الملفات.. أديس أبابا محاطة بالأعداء من الداخل والخارج والحديث عن الحرب الأهلية ليس أمرًا بعيدًا.

ما الذي يجعل الحكومة الإثيوبية المركزية محتفظة بمكانها أمام الملايين الغاضبة من الإثنيات والديانات المختلفة؟.. الحل بسيط: ضع نفسك في صورة المدافع عن البلاد في وجه دول طامعة بمواردها.

حتى الأرض التي تبني عليها إثيوبيا سد النهضة لتخزين مياه النهر الخائن، هي نفسها أرض متنازع عليها مع السودان. إثيوبيا تتعمد التمسك بموقفها وإلا ستكون نهاية حكومتها المركزية.

النهر الخائن عبارة يصف بها أدباء وشعراء إثيوبيا نهر “النيل الأزرق”

بحسب صحيفة “إثيوبيان هيرالد” في مقال بتاريخ 24 يوليو 2020، فإن النظرة الإثيوبية للنيل الأزرق هو أنه نهر تشارك إثيوبيا بأغلب مياهه وتستفيد مصر بأغلبها.

محاولة إثيوبيا استخلاص “النهر الخائن” لنفسها أضافت غريما إقليميا إلى قائمة العداوات الإثيوبية، مصر، التي وصفها المؤرخون بأنها “هبة النيل”.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك