كنا نعرف أن تطبيق فيسبوك لا يزال يتلقط بيانات موقع المستخدمين من هواتف آيفون – الذي يبلغ عدد مستخدميه مليار عالميًا – باستخدم البيانات الوصفية من الصور وعنوان الآي بي، حتى لو اختار المستخدم إغلاق خيار السماح للمنصة ببتبع موقعه.
لكننا نعلم الآن أن الأمر أكبر
باحثو الأمن السيبراني اكتشفوا أن فيسبوك يراقبك لحظة بلحظة، خركتك، نشاطك، سلوكياتك في وقت معين من اليوم أو في مكان معين، أو عند التفاعل مع تطبيقاته وخدماته.
والمشكلة الأخطر أن فيسبوك لا يعطيك أي إشارة إلى أنه يتعقب هذه البيانات، ولا يوفر إعدادات لتمكين التتبع أو تعطيله. ولا يبدو أن هناك أي طريقة معروفة لإيقاف تشغيل هذه الخاصية.
الأكثر إثارة للقلق أن تطبيق فيسبوك لم يعد يكتفي ببياناتك أنت وحدك، بل بات يجمع بيانات الأشخاص القريبين منك في المكان، سواء كنت تعرفهم أم لا!
الباحثان طلال حاج بكري وتومي ميسك يقولان إن تطبيق فيسبوك يصل إلى هذه النتيجة عبر التلصص على بيانات مقياس التسارع (الموجود في ميزة تحديد الموقع ) طوال الوقت.
وبعملية تكنولوجية بسيطة ستطابق نمط الاهتزاز التي تسجله مقاييس التسارع في هواتف آيفون للمقارنة والتوقع ثم تحديد مكانك بدقة!
مثلًا، إذا كنت في حافلة وكان أحد الركاب يشارك موقعه الدقيق مع تطبيق فيسبوك سيمكن للمنصة أن تحدد بسهولة أنك في نفس موقع الراكب، لأن نمطي الاهتزاز متطابقان.
إذا كنت تعتقد أن هذا خيالي، فإن فيسبوك لديه بالفعل طلب براءة اختراع لاستخدام إشارات الهاتف اللاسلكي لتوصيل الغرباء.
يستشهد بنفس مثال الحافلة، فيقول إنه قد يكون من المفيد توفير نهج للمستخدمين، الذين التقوا أو من المحتمل أن يتقابلوا، للتواصل مع بعضهم البعض إذا اختاروا ذلك.
فرانسيس هوجن | امرأة هزت عرش مارك زوكربيرج .. إلى أي مدى يتلاعب بنا فيسبوك؟ | س/ج في دقائق
المشكلة أننا لا نعرف أصلًا لماذا يقرأ تطبيق فيسبوك مقياس التسارع.
يقول مسؤولو فيسبوك إنهم يستخدمون بيانات مقياس التسارع لضمان إمداد المستخدم بعدة ميزات، بينها وظائف الكاميرا، للحصول على صورة بزاوية 360 درجة مثلًا.
وفي حين أنه قد تكون هناك فوائد لاستخدام الكاميرا، فهذا لا يفسر سبب تتبع تحركاتك باستمرار، وليس فقط عندما تكون ميزات الكاميرا قيد الاستخدام.
تطبيقات تيك توك، ووي شات، وآي مسينجر، والتلجيرام، وسيجنل، لا يفعلون ذلك..
يحتج فيسبوك كذلك بأن جمع بيانات التسارع أصلًا غير ضار بالمستخدمين. بالتالي فلا مشكلة من جمعها لتوفير خدمة أفضل.
لكن المشكلة ليست في بيانات مقياس التسارع أصلًا، بل في النتائج التي يمكن إنتاجها منها. هذا يشمل معرفة دقات قلب المستخم وأدق حركاته، وحتى الوصول لموقعه الدقيق، ثم جمع بيانات تطبيقات iOS الأخرى دون إذن.
الأسوأ من ذلك أنه حتى عندما يقوم المستخدمون بإيقاف ميزة الإبلاغ هذه في تطبيق فيسبوك يستمر التطبيق في قراءة مقياس التسارع، وأنه لا توجد طريقة لتعطيله إلا بحذف تطبيق فيسبوك نفسه.
الحقيقة وراء السوشال ميديا | لماذا يغلق فيسبوك حسابك بينما يمرر محتوى متطرفا؟ | س/ج في دقائق
تطبيق فيسبوك على هاتفك ليس إلا جزءًا من إمبراطورية قيمتها تريليون دولار مبنية على البيانات والبيانات فقط.
فإذا كان بإمكان تطبيق فيسبوك جمع المزيد من البينات عنك وعن المحيطين بك. بأي منطق لا يفعل ذلك؟
هو باختصار يستغل أي فرصة لجمع المزيد. وفي خزائن بيانات فيسبوك، لا شيء يضيع، ولا معلومة بلا فائدة.
وزالآن نعرف قاعدة بسيطة، طالما أنك تستخدم تطبيق فيسبوك على هاتفك، فأنت ضمنيًا تسمح لفيسبوك بالوصول إلى أي بيانات يمكنه جمعها عبر هاتفك، سواء علمت أم لم تعلم.
فيسبوك يدخل عصر الميتافيرس | متى؟ ماذا يعني؟ وهل دخلنا الواقع الافتراضي عمليًا؟ | س/ج في دقائق
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
