بذرة التطرف الصانعة لشجرة الإرهاب والتخلف تتشكل من محاولات إقناع المسلم بأنه بلا قدرة على التصرف في حياته بحرية، وليس من حقه اختيار ما يراه أنسب وأصلح لحياته بنفسه، وأن دوره محصور في الالتزام بتعاليم الدين بلا نقاش. من هنا تأتي بذرة التطرف، كون حاملها أصبح منزوع العقل، مسلوب الإرادة، لا يتحرك إلا بنص ديني مهما كان هذا النص مزيفًا أو فاسدًا!
المؤسف أن الوقوع في هذا الفخ لم يعد حكرا على ضعاف الشخصية الذين يخشون استخدام عقولهم وحرياتهم، ويُفضّلون وصفة سريعة وجاهزة ومختصرة للحياة دون عناء التفكير وعبء حرية التصرف. جميعنا أكثر عرضة للوقوع في الفخ نفسه تحت تأثير الدعاية المتطرفة المسيطرة علي الخطاب الديني، الذي يصعب علي المسلم العادي تفكيكه ونقده.
ورغم كون الدين علاقة شخصية بين المرء وربه، تعمل الجماعات الدينية على تحويل “التدين الشخصي” إلي “تدين سياسي عام”، عبر نظريات ابتدعوها تشمل “شمولية الإسلام” و”الحاكمية” و”الجاهلية” و”الخلافة” وتطبيق “الشريعة”، وشعارات “الإسلام هو الحل”، وكلها نظريات تكرس فكرة العقل النصي.