عسكريون يتهمون ماكرون علنا بالرضوخ للإسلاميين.. حدث يهز فرنسا وربما أوروبا | س/ج في دقائق

عسكريون يتهمون ماكرون علنا بالرضوخ للإسلاميين.. حدث يهز فرنسا وربما أوروبا | س/ج في دقائق

11 May 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

مجموعة من العسكريين الفرنسيين في الخدمة ينشرون خطابي تحذير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن بقاء الدولة في فرنسا أصبح على المحك، بعدما قدم الرئيس تنازلات متتالية للإسلاميين الذين باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة من أراضي الدولة.

رئيس الوزراء جان كاستيكس وصف الخطابين بـ “تدخل غير مقبول” من العسكريين في أمور السياسة، بينما تعهدت قائدة الجيوش بمعاقبة من يقف وراءهما.

تأتي الرسالتان في مناح سياسي محموم قبل انتخابات 2022، حيث من المتوقع أن تنافس زعيمة اليمين مارين لوبان ماكرون على الرئاسة، في وقت يتنامى فيه الإرهاب الإسلامجي بعد سيطرت الإسلامجية على الضواحي الفرنسية.

س/ج في دقائق


ماذا كشف الخطابان عن واقع فرنسا؟

نشر عسكريون فرنسيون في الخدمة رسالتي تحذير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قالوا فيهما إن بقاء فرنسا أصبح على المحك بعدما قدم الرئيس تنازلات للإسلاميين.

الرسالة الأولى، وقعها 1,000 شخص بينهم ضباط في الخدمة وحوالي 20 جنرالًا متقاعدًا، وحذرت من تفكك فرنسا واقتراب الحرب الأهلية بسبب سيطرة الإسلاميين المتطرفين على الضواحي.

الرسالة الثانية، وقعها 2,000 جندي، ودعمها أكثر من 150 ألف شخص على الانترنت، شبهت ماكرون وحكومته بالمتعاونين مع النازيين في زمن الحرب، وشبهت الضباط الذي وقعوا على الرسالة الأولى بمقاتلي المقاومة الفرنسية. وقالت بوضوح إن فرنسا قد تشهد حربًا أهلية أو عملًا عسكريًا ضد الإسلاميين.

الجنود الذين وصفوا أنفسهم بـ”جيل النار” في الجيش الفرنسي قالوا إنهم شهدوا زملاءهم وقادتهم يضحون بحياتهم لمواجهة إرهاب الإسلاميين، بينما قدمت الحكومة تنازلات لهم على الأراضي الفرنسية، وقالوا لماكرون “الحرب الأهلية تختمر في فرنسا وأنت تعرفها جيدًا”.


كيف رد ماكرون وحكومته؟

رئيس الوزراء جان كاستيكس وصف الخطابين بتدخُّل غير مقبول، بينما تعهدت قائدة الجيوش بمعاقبة المسؤولين.

بعد الرسالة الأولى، وقعت وزارة الدفاع إجراءات تأديبية على 18 ضابطًا وعسكريًا شاركوا بالتوقيع. لذلك أخفوا هوية الضباط في الرسالة الثانية، وأتاحوا التوقيع عليها إلكترونيا للشعب الفرنسي.

وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، وهو حليف مقرب لماكرون، انتقد الرسالة واعتبرها مناورة فجة واتهم الموقعين المجهولين بالافتقار إلى الشجاعة.

رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية، الجنرال فرانسوا لوكوانتر، قال إن العسكريين الموقعين سيواجهون عقوبات تتراوح بين الإجراءات التأديبية إلى احتمال التقاعد القسري الكامل، وتوعدهم بالمثول أمام مجلس عسكرى أعلي، وأن يوقع رئيس الجمهورية مرسومًا بطردهم، وتوعد المتقاعدين بفقدان رواتبهم وامتيازاتهم.

الديمقراطية التوحيدية | هيا نلعب ونمرح تحت سقف المرشد الأعلى | خالد البري 


ما أهمية توقيت الخطابين؟

تأتي الرسالة في جو سياسي محموم قبل انتخابات 2022، حيث من المتوقع أن تنافس ماكرون زعيمة اليمين مارين لوبان.

يقول محللون إن ماكرون توجه يمينًا في الأشهر الأخيرة في محاولة لمنع لوبان من استغلال سلسلة من الهجمات وقعت في أواخر عام 2020، والتي ألقي باللوم فيها على المتطرفين الإسلاميين الذين هاجروا مؤخرًا إلى فرنسا.

الأزمة الأكبر أمام الحكومة أن الناخبين الفرنسيين، وفقًا لاستطلاع للرأي، قالوا إنهم يتفقون مع الجنرالات الذين هددوا ضمنيًا بـ “انقلاب” إذا لم يستطع ماكرون منع صعود الإسلام المتطرف.

استطلاع للرأي نشرته قناة La Chaîne Info الإخبارية أظهر أن 58٪ أيدوا الرسالة الأولى، بينما عارضها 42٪، واتفق 73% على مضمونها بأن فرنسا تتفكك.

 ووصلت نسبة التأييد بين أنصار لوبان إلى 86%،

كما أظهر الاستطلاع أن الإرهاب الإسلامي أصبح مصدر قلق أكبر للفرنسيين من البطالة، بحسب استطلاع رأي آخر.

لوبان، زعيمة التجمع الوطني، رحبت بالرسالتين واعتبرتهما تبشران بـ “المعركة القادمة.. معركة فرنسا”.

حرية التعبير في الجامعات | صرخة ترامب تلاحق اليسار في أوروبا | س/ج في دقائق


لماذا يشعر اليمين الفرنسي بالقلق من الإسلاميين؟

تضم فرنسا خمسة ملايين مسلم، وهي أكبر جالية من نوعها في أوروبا الغربية، والعديد منهم لديهم أصول من المستعمرات السابقة، مثل الجزائر،

ومن بين هذه الجالية يسيطر الإسلاميون على الضواحي ويعملون على تغييب فكرة الانتماء لفرنسا بما يهدد بإشعال حرب أهلية.

يزيد من فرضية هذه الحرب، زيادة معدلات الإرهاب في فرنسا مؤخرًا، وسماح الحكومة بخروج الإرهابيين من السجون بعد قضاء بعض الوقت.

من بين 500 إرهابي في السجون الفرنسية، من المقرر إطلاق سراح 58 هذا العام، وسيصل العدد لـ 100 بحلول 2023، معظمهم مدان بالانضمام إلى الجماعات الجهادية في سوريا أو العراق، أو مساعدة آخرين على القيام بذلك. وغالبًا ما حُكم عليهم بالسجن من خمس إلى ست سنوات فقط.

العام الماضي، قال جان فرانسوا ريكارد، المدعي العام لمكافحة الإرهاب، أمام الجمعية الوطنية، إن لديه “خوفًا حقيقيًا” مما قد يحدث للعشرات من الأشخاص الذين سيغادرون السجن، والذين يمثلون خطورة كبيرة.

ويسمح القانون الحالي لهؤلاء السجناء، بعد تقييم المخاطر، بوضعهم تحت المراقبة وتقييد تحركاتهم لمدة تصل إلى عام بعد إطلاق سراحهم،

وفي 2017 تم تقديم مشروع قانون جديد لمكافحة الإرهاب، يرسخ ويوسع الإجراءات لإنهاء حالة الطوارئ، كان من شأنه أن يزيد هذه المدة إلى عامين، كما كان سيمكن المحاكم من إجبار المخالفين المفرج عنهم على اتباع إجراءات مراقبة، والتسجيل في خطط التدريب أو العمل أو الدعم النفسي، لمدة تصل إلى خمس سنوات.

لكن المجلس الدستوري الفرنسي رفض العام الماضي نسخة من بعض هذه الإجراءات باعتبارها انتهاكًا للحريات الأساسية، وطالب المشرعين بمراجعة القانون، وقد تم تعديلها الآن وهي قيد المناقشة.


هل يعود الإرهابيون المفرج عنها لممارسة الإرهاب مجددًا في فرنسا؟

لتوضيح ذلك علينا المقارنة. أشارت دراسة بلجيكية إلى أن 2٪ فقط من 557 فردًا أدينوا بالإرهاب بين 1990 و2019 أدينوا مجددًا.

لكن في فرنسا، من بين عينة مكونة من 137 شخصًا حُكم عليهم في قضايا تتعلق بالجهاد بين 2004 و2017، حاول ما لا يقل عن 22 شخصًا إعادة الكرة، أو قتل مأمور السجن، أو خرقوا قانون الإرهاب.

أحد المفرج عنهم، شريف كواشي، استغل حريته للمساعدة في إطلاق النار وقتل 12 شخصًا عام 2015 في هجوم شارلي إيبدو.

فرنسا أضافت صلاحيات قانونية لمحاربة الإرهاب منذ 2017، حيث جندت 1,900 ضابط استخبارات إضافي وزادت ميزانيتها، ودشنت منصبًا جديدًا لمنسق وطني لمكافحة الإرهاب والاستخبارات، وأحبطت 36 هجوماً بالكامل.

مع ذلك، تشعر الأجهزة الأمنية بالقلق من وجود مجموعة من المجندين المحتملين للجهاد على الأراضي الفرنسية الذين يصعب اكتشافهم بشكل متزايد.

هل تنجح السجون في إصلاح الإرهابيين؟ إتس كومبليكاتد | س/ ج في دقائق


ألا يدرك ماكرون هذا الخطر؟

تقول وول ستريت جورناب إن ماكرون يفهم العلاقة بين الإرهاب وبين رفض الإسلاميين للقيم الفرنسية، وألقى في أكتوبر الماضي خطابًا رئيسيًا يعد باستراتيجية وطنية لمحاربة الإسلاميين، والتي وصفها بأنها “انفصالية إسلامية”.

يرى ماكرون أن تقليد العلمانية في فرنسا “غراء فرنسا الموحدة”، ويجب الدفاع عنه ضد “المشروع الإسلامي الديني الواعي، والسياسي الديني” لتقويض القيم الفرنسية.

لكن خططه تواجه المعارضة المعتادة، خاصةً من اليسار الذين يرفعون في وجهه شعارات التنوير الغربية. ماكرون، في الوقت نفسه، يرفض صراحةً الرسالة المناهضة للهجرة والمناهضة للإسلام التي يتبناها اليمين المتطرف في فرنسا.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

فرنسا قلقة بشأن كيفية التعامل مع الإرهابيين المفرج عنهم (الإيكونوميست)

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك