جورج قرداحي | هل تستحق تصريحاته عن السعودية والحوثيين كل هذه الضجة؟ | س/ج في دقائق

جورج قرداحي | هل تستحق تصريحاته عن السعودية والحوثيين كل هذه الضجة؟ | س/ج في دقائق

30 Oct 2021
الخليج لبنان
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

أصبح وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي وسط أزمة دبلوماسية وسياسية كبيرة بين بلاده ودول الخليج، نتيجة تصريح سابق له أعاد مغردون تداوله بعد تكليفه بالوزارة.

فما طبيعة الأزمة؟ وكيف تفاعلت معها الأطراف؟

س/ج في دقائق


ما سبب الأزمة بين الخليج وجورج قرداحي؟

بدأت الأزمة بتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لحلقة لجورج قرداحي في برنامج “برلمان شعب”، الذي تبثه منصات قناة الجزيرة الإلكترونية، في أغسطس الماضي، يقول فيها إن الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم أمام عدوان خارجي.

وعندما سئل عن ما إذا كان يعتقد أن ما تفعله السعودية والإمارات هو اعتداء على اليمن قال “إن هناك اعتداء بالتأكيد وإن الحرب في اليمن حرب عبثية يجب أن تتوقف”.

رغم أن التصريح كان قبل أن يتولى قرداحي منصب وزير الإعلام في لبنان، إلا أنه خلق  أزمة سياسية ودبلوماسية بين لبنان والخليج.


كيف تصاعدت ردود الفعل السياسية على هذا التصريح؟

مجلس التعاون الخليجي أعلن رفض تصريحات قرادحي جملة وتفصيلاً، وقال إنها تعكس فهمًا قاصرًا وقراءة سطحية للأحداث، وأعربت الجامعة العربية عن قلقها من تدهور العلاقات بين الخليج ولبنان.

قامت دول الخليج واليمن باتخاذ عدة إجراءات بعد هذا الموقف كما يلي:

1- سحب السفراء:

قامت كل من السعودية والبحرين والكويت بسحب سفرائها من لبنان، ومطالبة السفير اللبناني بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة.

2- القطيعة الاقتصادية:

قررت السعودية وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، مع التأكيد على استمرار منع سفر المواطنين إلى لبنان.

كما كشفت صحيفة “عكاظ” السعودية عن توجه لدى إدارة مجموعة “MBC” لإغلاق جميع مكاتبها في لبنان بشكل نهائي وانتقالها بكامل معداتها إلى الرياض.

3- الاستنكار:

استنكرت الإمارات بشدة تصريحات قرداحي حول التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، وأعربت الخارجية الإماراتية عن استهجانها إزاء هذه “التصريحات المشينة والمتحيزة”.

وقامت باستدعاء السفير اللبناني وأبلغته الاحتجاج رسميًا على هذه التصريحات.

وكذلك فعلت اليمن، حيث سلم سفير اليمن لدى بيروت، عبدالله الدعيس، أمين عام وزارة الخارجية اللبنانية، هاني شميطلي، رسالة احتجاج على التصريحات التي أدلى بها جورج قرداحي، وأعربت الخارجية اليمنية في رسالة الاحتجاج عن استغرابها الشديد من هذه التصريحات.

كيف تتغير السعودية بسبب تصاعد الهوية الوطنية؟ وكيف يتأثر عقدها الاجتماعي؟ | الحكاية في دقائق


وما موقف الحكومة اللبنانية مما حدث؟

أصدرت وزارة الخارجية اللبنانية بيانا قالت فيه إن الكلام الشخصي الذي صدر عن وزير الإعلام جورج قرداحي قبل تعيينه وزيرا لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية التي تتمسك بروابط الأخوة مع الأشقاء العرب.

وأصدر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بيانا يقول فيه إن كلام قرداحي، الذي صدر قبل انضمامه للحكومة، كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا، خاصة في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب وتحديداً الاشقاء في السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي.

ونشر جورج قرداحي عبر حسابه سلسلة تغريدات رد فيها على الجدل الذي أثارته تصريحاته، واصفا إياها بـ”الحملة التي تقف خلفها جهات أصبحت معروفة” كما كتب.

وقال قرداحي: “لم أقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال، الإساءة للسعودية أو الإمارات اللتين أكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء”، مبررًا تصريحه بأنه “ليس دفاعاً عن اليمن ولكن أيضاً محبةً بالسعودية والإمارات وضناً بمصالحهما” .

وبعد التغريد، عقد قرداحي مؤتمرا صحفيا قال فيه إن أي تصريح سابق له بشأن أي قضية أو بلد لا يمثل الحكومة اللبنانية وإنه الآن، وقد أصبح وزيرا، ملتزم بموقف وبيان المجلس الوزاري.

انهيار العهد الجديد.. من الفاعل الحقيقي في أزمة لبنان؟ | س/ج في دقائق


كيف تفاعلت القوى السياسية اللبنانية بما فيها حزب الله مع الأزمة؟

دعت مجموعة من رؤساء وزراء لبنان السابقين، قرداحي للاستقالة.

وفي بيان لهم، قال رؤساء الحكومة السابقين، فؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام، إن آراء قرداحي ضربة للعلاقات الأخوية والمصالح العربية المشتركة التي تربط لبنان بالدول العربية، وتحديدا مع دول مجلس التعاون الخليجي.

وأعاد مغردون نشر تغريدة قديمة لقرداحي، قبل أن يكون وزيرا، طالب فيها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حينها، شربل وهبة، بالاستقالة بعد تصريح وصف فيه سعوديا بأنه “من أهل البدو”.

وقال المغردون إن على قرداحي الاستقالة أيضا انسجاما مع مواقفه السابقة.

وأصدر حزب الله بيانًا، أشاد فيه بما اعتبره موقفًا شجاعًا وشريفًا من قرداحي، واعتبر الحزب أن ما تقوم به دول الخليج “حملة ظالمة”، رافضًا أي دعوة لاستقالة قرداحي، متهمًا من طالبوه بالاستقالة بأنهم جزء من الحملة “مدفوعة الثمن”.


وكيف رد قرداحي على دعوات الاستقالة من منصبه؟

بسؤاله عن ما إذا كان سيستجيب للدعوات له بالاستقالة، قال قرداحي إنه الآن جزء من حكومة متكاملة متراصة لا يمكنه فيها اتخاذ قرار منفرد، ورفض الاعتذار وقال إنه لا يجوز أن يكون لبنان عرضة للابتزاز.

لكن رئيس تيار “المردة” اللبناني، سليمان فرنجيه، وهو تيار مسيحي مقرب إلى سوريا، وينتمي إليه جورج قرداحي، قال إن قرداحي عرض عليه استقالته، إلا أنه رفض، لأن قرداحي لم يرتكب أي خطأ، بعد تصريحاته حول اليمن، بحسب تعبيره.

وقال فرنجيه: “جورج قرداحي أعطى رأيه قبل أن يكون وزيرا، وقبل أن يعلم بتوزيره، ونحن نعيش في بلد حر”.

كيف أصبح حزب الله مالكًا لقرار الحرب والسلم في لبنان؟ | خالد البري


هل تستحق تصريحات قرداحي كل هذه الضجة؟

لا يمكن نزع تصريحات جورج قرداحي عن الظرف السياسي الذي برزت فيه. لبنان يعيش حالة استقطاب متصاعد منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في ٢٠٠٥. الاغتيال الذي اعتبر حينها إعلان حرب على النفوذ السعودي لصالح تحالف الممانعة، إيران وسوريا، وقوى الداخل اللبناني الحليفة لهما.

حزب الله، الذي يصرح أمينه العام بكونه امتدادا للجمهورية الإسلامية في إيران، هيمن على الحياة السياسية، واستطاع فرض شروطه في المحاصصة الطائفية. فتولى الرئاسة حليفه ميشيل عون. بينما تأزم تشكيل الحكومة اللبنانية الأخيرة، فلم يتول تيار المستقبل – صاحب الشعبية الأكبر في أوساط السنة – رئاسة الوزراء.

تصريحات قرداحي لم ينظر إليها في هذه الظروف على أنها تعبير عن رأي شخصي. بل على أنها تكريس لانحياز لبناني لصالح إيران، الداعم والممول الأساسي للحوثيين في اليمن، وخرق لسياسة “النأي بالنفس” التي أعلنها لبنان، والتي اعتبرت الحد الأدنى المقبول من قبل السعودية ودول الخليج.


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك