معركة خلافة ميركل.. هل تحسمها “إشارات المرور” أم “جاميكا”؟| س/ج في دقائق

معركة خلافة ميركل.. هل تحسمها “إشارات المرور” أم “جاميكا”؟| س/ج في دقائق

28 Sep 2021
ألمانيا أوروبا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

مع إعلان جميع الدوائر الانتخابية في ألمانيا البالغ عددها 299 مقاطعة، في انتخابات ستحدد قيادة ألمانيا بعد أنجيلا ميركل، فاز الحزب الاجتماعي الديمقراطي بنسبة 25.7٪ من الأصوات، متغلبًا على حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)، وهو حزب يمين وسطي محافظ بزعامة المستشارة المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل، والذي سجل خسائر قياسية بحصوله على 24.1٪.

هناك عدم يقين بشأن هوية الزعيم القادم لألمانيا، وإن كانت هناك مؤشرات تدل على أن المنافسة ستكون محصورة في شخصين: أولاف شولتز وأرمين لاشيت، من هما؟

س/ج في دقائق


هل ستُغادر ميركل منصبها حالاً؟

ستبقى ميركل في منصبها حتى ينتهي التفاوض على اتفاق ائتلاف، والذي قد يستغرق شهورًا.

وهذا ليس بالغريب على عالم السياسة الألمانية، فبعد فوز ميركل في الانتخابات في سبتمبر 2017، استغرق تشكيل الحكومة أكثر من خمسة أشهر.

إذا تكرر هذا الموقف، فلن تتشكل الحكومة الجديدة إلا بعد عيد الميلاد، وهو ما سيُضيف المزيد على المدة التاريخية لقضاء ميركل مستشارة لألمانيا، ستضمن لها التفوق على هيلموت كول المستشار الأطول خدمة لألمانيا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.


من الذي سيحدد شخص المستشار الألماني المقبل؟

أعلن كلٌّ من الحزب الاجتماعي الديمقراطي، وكذلك الاتحاد الديمقراطي المسيحي (حزب ميركل) بصحبة شريكه في الائتلاف، الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU)، أنهم يريدون بدء مفاوضات ائتلافية لتشكيل حكومة جديدة.

وتعني النتيجة المتقاربة بين الكتلتين، أن حزبين صغيرين – حزب الخضر، الذي حصل على 14.8٪ من الأصوات، والحزب الديمقراطي الحر الليبرالي (FDP) الذي حصل على 11.5٪ – هما من سيصنعان الفارق في عملية اختيار المستشار الجديد.

يرى الخبير هولجر شميدنج، كبير الاقتصاديين في بنك بيرنبرغ، أن نتاج محاولات الائتلاف تلك لن تخرج عن مُرشحين اثنين هما: أولاف شولتز (زعيم الحزب الاجتماعي الديمقراطي) أو أرمين لاشيت (من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي / الاتحاد المسيحي الاجتماعي).

ألمانيا بعد ميركل| 3 رجال يزاحمون على المستشارية بعد سقوط كرامب-كارينباور | س/ج في دقائق


ماذا نعرف عن أولاف شولتز المرشح الأول لخلافة ميركل؟

شغل أولاف شولتز، 62 عامًا، سلسلة من المناصب العليا في السياسة الألمانية، ويشغل حاليًا منصب وزير المالية الألماني ونائب المستشارة ميركل.

عمل أولاف نائبًا في البرلمان من عام 1998 إلى عام 2011، ثم كرئيس لبلدية هامبورغ (2011-2018)، ثم شغل منصب وزير المالية في حكومة ميركل من عام 2018.

ينحدر أولاف من مدينة أوسنابروك في شمال غرب ألمانيا ودخل السياسة كزعيم شبابي اشتراكي بعد أن درس قانون العمل.

في صفوف الحزب الاجتماعي الديمقراطي، يُنظر إليه على أنه سياسي محافظ.

أشرف على حزمة التمويل الطارئة البالغة 750 مليار يورو (647 مليار جنيه إسترليني ؛ 904 مليار دولار) التي وضعتها الحكومة الفيدرالية لمساعدة الشركات والعمال الألمان على النجاة من وباء كورونا.

وقد أدى سلوكه الصارم إلى منحه لقب رجل البازوكة “Scholz-o-mat”، للإشارة إلى أدائه القوي والجيد خلال أزمة كورونا.


ما هي فرص أولاف شولتز لتولي منصب المستشار الألماني؟

شولتز وحزبه الاجتماعي الديمقراطي في موقع الصدارة لقيادة الحكومة المقبلة، وباعتباره الحزب الذي يتمتع بأكبر نسبة من الأصوات (25.7٪)، فإنه يجادل بأن لديه التفويض الأكبر.

قال شولتز بعد الانتخابات، إن النتائج تظهر أن الناخبين يريدون التغيير، وأشار إلى اعتقاده بأن الألمان يريدون معارضة الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

لكن إقناع شركائه المفضلين في الائتلاف – الخضر والحزب الديمقراطي الحر – لن يكون سهلاً. في حين أنهما متوافقان في بعض القضايا، فإن كليهما له أولويات سياسية مختلفة ستحتاج إلى مباحثات معقدة لتسويتها كي يتم الائتلاف.

التحالف الثلاثي أطلقت عليه الصحافة الألمانية اسم “إشارة المرور”، في إشارة إلى الألوان الرسمية للأحزاب الثلاثة.


ومن هو أرمين لاشيت المرشيح الآخر لمنصب المستشار؟

لاشيت، 60 عامًا، هو زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، حزب ميركل، ورئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا، وهي الولاية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في ألمانيا.

ضمن بصعوبة الترشيح ليكون مرشح الحزب لمنصب المستشار، متغلبًا على منافسه البافاري، ماركوس سودر، بعد أن احتشدت قيادة الحزب خلفه.

كانت شعبية الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الشقيق البافاري قد تضاءلت بالفعل بسبب كورونا، مع اتهام لاشيت بالتناقضات والإدارة السيئة لأزمة كورونا في ولايته.

في يوليو، التقطت الكاميرا السيد لاشيت وهو يضحك بينما كان رئيس ألمانيا يلقي خطابًا في بلدة دمرت إلى حد كبير بسبب الفيضانات الكارثية، فتضررت سمعته بشدة وواجه صعوبة في استعادة عافيته في استطلاعات الرأي.

لاشيت هو نجل عامل منجم، ومحام بالتدريب، وقد دافع لسنوات عن صناعة الفحم القوية في ألمانيا.

يتمتع بعلاقات جيدة على المستوى الدولي وهو مؤيد بشدة للاتحاد الأوروبي، وقد شغل منصب عضو البرلمان الأوروبي، وينحدر من مدينة آخن الحدودية التي ترتبط بعلاقات اجتماعية قوية بفرنسا.

في عام 2005 أصبح وزيراً لـ”الاندماج”، وكان أول منصب من نوعه في ألمانيا، وأقام علاقات قوية مع الجالية التركية العرقية الكبيرة، وأيد بشدة سياسة ميركل المتساهلة بشأن الهجرة في عام 2015، عندما وصل أكثر من مليون مهاجر إلى ألمانيا.


ما فرص أرمين لاشيت في تولي خلافة صديقته ميركل؟

تركت نتيجة الانتخابات المخيبة للآمال لاشيت يناضل من أجل حياته السياسية، وفي غضون ذلك، تعهد لاشيت بالبقاء زعيما للمحافظين وبذل كل ما في وسعه لقيادة الحكومة المقبلة.

من الناحية النظرية، لا يزال بإمكانه أن يصبح المستشار التالي إذا أقنع الأحزاب الصغيرة بالشراكة معه.

الحكومة التي يقودها حزب لا يملك أكبر عدد من المقاعد في البوندستاغ – مجلس النواب في البرلمان الألماني – ليست سابقة، فلقد حدث ذلك من قبل – ولكن حسب الأعراف، فإن الحزب الأكبر له الحظوظ الأكبر.

في الوقت الحالي، يتوقف مستقبل لاشيت على نتيجة محادثات الائتلاف، حيث يأمل لاشيت أن يتمكن من جذب حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر للعمل معه بدلاً من الحزب الاجتماعي الديمقراطي وتشكيل “تحالف جامايكا”، وهو لقب آخر مبني على ألوان الحزب.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

الانتخابات الألمانية: من يمكن أن يخلف أنجيلا ميركل في منصب المستشارة؟ (بي بي سي)

الحزب الاشتراكي الديمقراطي يفوز بفارق ضئيل في الانتخابات الألمانية (سي إن إن)

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك