يمتلك سامر العيساوي، صاحب أطول إضراب عن الطعام مسجل في التاريخ، خبرة كبيرة في سجون إسرائيل حتى قبل مولده، بداية من جده العضو المؤسِّس في منظمة التحرير الفلسطينية، وصولًا إلى إخوته الستة الذين تعرضوا جميعًا للاعتقال.
بداية من 2001، تعرّض العيساوي للاعتقال بعد اتهامه بإطلاق نار على جنود إسرائيليين، حُكم عليه بعدها بالسجن 30 عامًا.
قضى العيساوي سنواته الأولى متنقلاً بين 5 سجون، منها سجن "حضرم" شديد الحراسة.
أُفرج عن العيساري ضمن صفقة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وفور خروجه كشف في تصريحات عن طبيعة الحياة داخل السجون الإسرائيلية.
يقول العيساري: مساحة الزنزانة 25 قدمًا في 15 قدمًا، تحتوي كل واحدة على حمام خاص مُزوّد بدشٍّ، ومطبخ صغير، وتليفزيون يستقبل 12 قناة منها التليفزيون الفلسطيني.
ويضيف: يتم تزويد السجناء بوجبات جاهزة، إلا أنها عادةً ما تكون غير مطهوة جيدًا، فيطبخون لأنفسهم.
وبحسب شهادة العيساوي، أنه كان يتلقّى أموالاً من الخارج يستخدمها لشراء طعام إضافي أو سجائر.
وسمحت قواعد السجون الإسرائيلية للسجناء بممارسة الرياضة ساعتين يوميًا، كما يُمكنهم مغادرة زنازينهم وزيارة المساجين الآخرين في الزنازين الأخرى.
وقبل أسر شاليط كان يُسمح للأسرى الفلسطينيين بأخذ دورات تعليمية بداية من المرحلة الثانوية وانتهاء بالجامعة، وهو الامتياز الذي ألغته إسرائيل لاحقًا.
لم يمنع هذا الإجراء العقابي من استمرار مكتبة السجن في العمل، وتقديمها محاضرات تثقيفية بالعبرية والإنجليزية للسجناء، ووفقًا للعيساوي فإنه كان يُداوم على قراءة كُتب السياسة والماركسية طيلة فترة سجنه.
يشتهر سجن مجدو عن غيره من السجون الإسرائيلية الحصينة بأنه يضم قسمًا خاصًّا لحبس الأطفال.
في 2015، احتوى "مجدو" على 20% من الأطفال الفلسطينيين المُحتجزين بأمر السُلطات القضائية الإسرائيلية، سواءً صدرت ضدهم أحكام رئيسية أو لا يزالون محتجزين رهن التحقيق.
الزنزانة أشبه بالعنابر الكبرى، مساحتها 5.5 متر في 3.5، تحوي خمسة أسرّة من طابقين، ومرحاض خاص، كما تضم مغسلة و5 مراوح تليفزيون يعرض قنوات MBC2 و MBC Action.
تُدار عنابر الأطفال السجناء بشكلٍ خاص، وذلك عبر تسليم حق القيادة للجنة مكوّنة من 5 سجناء فلسطينيين يقضون أحكامًا طويلة الأمد في السجن.
المهمة الرئيسية لهذه اللجنة الفلسطينية هو التأكد من عدم وقوع أي احتكاكات بين الأطفال وبين الجنود الإسرائيليين.
لهذا تمتلك تلك اللجنة الخماسية صلاحيات إدارية كبرى في إدارة الحياة اليومية للأطفال المساجين، بداية من تعليمهم قواعد السجن وتوقيع العقوبات عليهم حال عدم الالتزام وانتهاء بترتيب زياراتهم العائلية وحضور جلسات المحكمة.
يقضي المساجين الكبار في رعاية الأطفال طيلة النهار إلا أنهم ينامون في غرف منفصلة ليلاً.
اعتاد السجناء الفلسطينيون السياسيون تنظيم أنفسهم بشكل دقيق فور القبض عليهم، ووضعهم داخل الزنازين.
يتمثّل الإجراء التنظيمي الأول في سؤال السجين عن انتمائه السياسي؛ فتح أو حماس أو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أو غيرها
بعدها يُقاد إلى زنزانة "مناسبة" تأوي مساجين من نفس ميوله السياسية.
يلتزم كل فصيل سياسي بتهوين مرارة السجن على أفراده عبر تنظيم برنامج ترفيهي وتعليمي صارم يُلزم الجميع بالانخراط فيه.
أبرز أشكال هذا البرنامج التعليمي هو إلقاء "قادة الزنازين" من قدماء المساجين محاضرات توعوية بشكلٍ منتظم على رفاق الزنزانة تتنوع موضوعاتها حول تاريخ فلسطين والحركة الصهيونية، والعلاقات الدولية، مرورًا بتدريس أساسيات اللغات الإنجليزية والعربية والعبرية، وهو ما يؤسس السجناء بشكلٍ معرفي، كلٌّ بحسب فصيلة السياسي.
بلغت هذه التنظيمات التعليمية المخفية من القوة ما دفع وسائل الإعلام العبري لوصفها بأنها تحولت إلى "جامعة سرية".
كشف ضابط إسرائيلي في حديثه لموقع "والا" (WALLA)، أن السجناء الفلسطينيين هم مَن يحكمون العديد من السجون من الداخل، لدرجة يخشى معها الحراس من تنفيذ التعليمات المشددة، خوفًا من قيام المساجين بأعمال شغب.
ويضيف الضابط: الكثير من السجّانين يمتنعون عن تنفيذ الإجراءات الأمنية الروتينية مثل تفتيش المساجين يوميًا أو ملاحظة الزنازين بشكلٍ دوري، وهو ما يسمح للسجناء بتبادل المعدات بأريحية.
وفي مقالة له، اعتبر الصحفي الإسرائيلي إيدان إريتز أن الهروب من سجن جلبوع كشف عن حقيقة الأوضاع التي تعاني منها سجون إسرائيل، والتي فشلت في إحكام قبضتها الأمنية عليها برغم الميزانية الهائلة المخصصة لهذا الغرض.