ما الحقيقة وما الأسطورة في هروب الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع الإسرائيلي؟ | س/ج في دقائق

ما الحقيقة وما الأسطورة في هروب الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع الإسرائيلي؟ | س/ج في دقائق

9 Sep 2021
إسرائيل
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

حادث هروب الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع يسيطر على منصات السوشال ميديا العربية، مع وفرة من التفاصيل، فيها الحقيقي وفيها “البهارات”.

هنا حاولنا أن نجمع ماذا حدث فعلًا، دون زيادة ولا نقصان:

س/ج في دقائق


الهاربون الفلسطينيون الستة من سجن جلبوع.. من هم؟

الفلسطينيون الهاربون من السجن الإسرائيلي


لماذا يوصف زكريا الزبيدي بـ “الأغرب” بين الهاربين؟

زكريا الزبيدي الوحيد من خارج تنظيم الجهاد الإسلامي بين الهاربين الستة من سجن جلبوع.

عالماني. ينتمي إلى فتح. شارك طفلًا في فرقة مسرحية للأطفال أسستها ناشطة إسرائيلية.

كان قياديًا بارزًا في كتائب شهداء الأقصى، الذراع المسلح لفتح.

اعتقلته إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية 2000-2005، ثم منحته عفوًا عامًا في 2007.

زكريا الزبيدي

زكريا الزبيدي

بعد العفو، أعلن تخليه عن النشاط المسلح سعيًا وراء طموحاته الفنية، فافتتح “مسرح الحرية” في جنين.

في 2011، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بإلغاء العفو عنه. وفي 2012 اعتقلته السلطة الفلسطينية لعدة أشهر.

قبل أن تعيد إسرائيل اعتقاله في 2019، متهمًا في أكثر من 20 جريمة بينها الشروع في القتل، واحتجزته في سجن جلبوع بانتظار حكم المحكمة.

وأخيرًا، زكريا الزبيدي هو الوحيد الذي يفترض ألا يكون محتجزًا في الزنزانة التي شهدت هروب الفلسطينيين الستة؛ إذ تفصل إسرائيل بين السجناء الفلسطيين على أساس فصائلي، لتعزل سجناء كل فصيل عن بقية الفصائل خشية من اندلاع أعمال عنف بينهم.


ماذا نعرف عن عملية هروب الفلسطينيين الستة بالضبط؟

سيناريوهات متضاربة نشرت عن تفاصيل هروب الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع. لكن معلومات محدودة للغاية تبقى “شبه مؤكدة”:

1- عملية الهروب نفسها حدثت: قالت السلطات الإسرائيلية إن كاميرات المراقبة رصدت هروب السجناء. والتنظيمات الفلسطينية لم تشكك في الرواية.

2- زكريا الزبيدي طلب نقله إلى زنزانة سجناء الجهاد الإسلامي قبل تنفيذ الهروب بساعات لتستجيب السلطات الإسرائيلية رغم غرابة الطلب!

3- السلطات الإسرائيلية لم تدرك ما حدث إلا بعد ساعتين على الأقل، بعدما رصد سائق أجرة ملثمين يهرعون في محيط السجن نحو الطريق العام وملابسهم متسخة بالطين، لتبدأ سلطات السجن النداء على أسماء السجناء الفلسطينيين بالكامل، وتكتشف غياب الستة.

4- لا حفر بالملعقة: مفوضة مصلحة السجون الإسرائيلية كاتي بيري قالت إن التحقيق الأولي كشف أنه لم يكن هناك حفر، لا بالملعقة ولا بغيرها، بل مجرد رفع غطاء يقود إلى النفق القديم.


ما أقرب السيناريوهات للواقع؟ ولماذا الشكوك حول خياليتها؟

السيناريو الأقرب يشير إلى:

1- مشكلة معمارية في تصميم سجن جلبوع تضمنت وجود تجويف واسع للصرف تحت أرضية السجن.

2- التصميم المعماري كان متاحًا “بالخطأ” عبر الإنترنت من خلال موقع الشركة التي نفذته.

3- استفاد الهاربون الفلسطينيون الستة من عمليات تعديل على التجويف تحت أرضية السجن شارك فيها ثلاثة منهم على الأقل في 2014. السلطات الإسرائيلية كشفت النفق حينها ففشلت عملية الهروب. لكنها لم تدخل تعديلات لسد الثغرات.

4- لم يحتج الفلسطينيون الستة على الأغلب إلا لعملية حفر بسيطة لإزالة جزء بسيط من أرضية حجرة الاستحمام المشتركة في الزنزانة.

5- التجويف ساعد الهاربين الستة على الوصول إلى محيط أسوار السجن من الخارج، مع تخطي أطقم الحراسة وأبراج المراقبة وجدارين وسياجي أسلاك شائكة وكلاب بوليسية.

6- خرج الهاربون من حفرة في أرض زراعية جنوب شرق السجن حوالي الساعة 1:30 صباحًا، حيث كان آخرون بانتظارهم على بعد 3 كيلومترات من السجن بسيارة ساعدتهم على الهروب.

لكن: كيف حفرت الأرض خارج السجن؟ وهل تكفي مساح الحفرة لخروجهم منها؟ يبقى السؤال معلقًا وبلا تفاصيل.

الملاجئ VS الأنفاق| قصة سلاح التفوق المنسي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟| الحكاية في دقائق



هل سحن جلبوع شديد الحراسة فعلًا؟

على الورق، سجن جلبوع شديد الحراسة؛ لأنه يضم السجناء الفلسطينيين الذين تعتبرهم إسرائيل الأكثر خطورة. لذا يوصف بـ “الخزنة”.

في الواقع، تفرض سلسلة الأخطاء المتراكمة شكوكًا:

الميديا الإسرائيلية كشفت عن السماح بتهريب هواتف محمولة إلى السجناء استخدموها للتواصل مع مساعديهم في الخارج، وإبقاء سجناء حاولوا الهرب من قبل في زنزانة تعرف السلطات أن تحتها نفق دون سد الحفرة لسبع سنوات، ثم قبول انتقال سجين إلى زنزانة أخرى دون إثارة الشك، ثم فشل الحراس في رصد عملية الهروب

جيروزاليم بوست تصف كل أبعاد سيناريو هروب الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع بـ “مجرد تكهنات في الوقت الحالي” لكنها تقول إن طواقم السجن “تعرضوا لترهيب متزايد” من السجناء الفلسطيين في الأشهر الأخيرة بما اضطرهم للابتعاد عنهم.

تضيف: “من غير الواضح ما إذا كان هذا قد حدث بسبب فيروس كورونا، أو بسبب الفوضى في إسرائيل بعد حرب غزة الأخيرة. لكن حراس السجن لم يكونوا قادرين على التفتيش الكامل للسجناء والزنازين”.


أين ذهب السجناء الفلسطينيون الستة بعد الهروب؟

– أحد الافتراضات أنهم لا يزالون داخل إسرائيل:

مسؤول أمني إسرائيلي قال إن  3 أشخاص اعتقلوا في قرية نورة العربية في شمال إسرائيل للاشتباه في مساعدة الهاربين.

لكن مسؤولًا إسرائيليًا قال إن المحققين يعتقدون أن الستة انقسموا إلى مجموعات بعد فترة وجيزة من الهروب.

الافتراض الثاني “والأقرب” أنهم عادوا إلى مسقط رأسهم في مخيم جنين، في الضفة الغربية، على بعد حوالي 25 كيلومترًا من سجن جلبوع:

جيروزاليم بوست ترجح افتراض جنين باعتبارها أكثر مخيمات اللاجئين عنفًا في الضفة الغربية، والتي يسيطر عليهت الجهاد الإسلامي دون حضور حقيقي للسلطة الفلسطينية، حيث سيجد الهاربون استعدادًا كبيرًا للمساعدة في الاختباء.

لكن الاختباء في جنين سيكزن مؤقتًا بكل الأحوال، باعتبارها تحت سمع وبصر إسرائيل.

هنا يظهر الافتراض الثالث: الهروب إلى الأردن:

حيث من السهل نسبيًا عبور الحدود من إسرائيل، ومن هناك يمكنهم البقاء دون قلق من إعادتهم.

الافتراض الأخير: محاولة الفرار إلى غزة:

ورغم أنه أقل الخيارات احتمالًا بسبب الحصار والإجراءات الأمنية التي تجعل دخول القطاع صعبًا للغاية. لكن في غزة سيكون متاحًا الظهور العلني مع حذر محدود من احتمال استهدافهم بغارة جوية.


هل إسرائيل جادة في استعادتهم؟

هروب الفلسطينيين الستة قبيل رأس السنة اليهودية الجديدة التي يفترض أنها توقيت استنفار أمني إسرائيلي يمثل خرقًا محرجًا للسلطات الإسرائيلية.

هو كذلك أكبر هروب فلسطيني من سجن إسرائيلي منذ 1987 عندما هرب خمسة من عناصر الجهاد الإسلامي، في عملية كانت مرتبطة ببدء الانتفاضة الأولى.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم أقاموا حواجز على الطرق ويقومون بدوريات في المنطقة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن 400 سجين يتم نقلهم كإجراء وقائي ضد أي محاولات هروب إضافية.

لكن، وبينما تقول إسرائيل إن الهاربين “في غاية الخطورة” وتتحدث التقارير عن جهود مكثفة لاستعادتهم، مع تحذيرات مع احتمال تخطيطهم لعمليات مسلحة، أو تنفيذ هجمات متفرقة لإلهاء القوات عن المطاردة، تقول أسوشيتد برس إنها لم ترصد ما يشير إلى أن السلطات الإسرائيلية تعتبرهم تهديدًا مباشرًا.

ولم تصدر السلطات الإسرائيلية تعليمات لمواطنيها لتغيير روتينهم الاحتفالي.

وتشير جيروزاليم بوست إلى مخاوف إسرائيل من مقتل أحد الفارين خلال المطاردات، بما ينذر باندلاع موجة كبيرة من الهجمات الفلسطينية.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك