بحسب موقع بيو ريسيرش، تشير الإحصائيات لاستمرار تفوق الغالبية من الهندوس منذ خمسينيات القرن الماضي، يليهم فقط المسلمون في العدد.
لكن رغم الفارق الواضح في العدد – ومع كون الهند من أعلى الدول في الزيادة السكانية – فإن الحديث عن تنظيم النسل يثير الجدل والتوتر داخل المجتمع الهندي.
فبحسب تقرير في 29 أغسطس 2021 لواشنطن بوست، اشتعل الجدل بعد قانون مقترح قدمه السياسي القومي الهندوسي اليميني يوغي أديتياناث يشجع على إنجاب كل أسرة لطفلين؛ لأن الهند ستفوق الصين في عدد السكان عام 2027.
القانون المقترح في ولاية أوتار براديش أشعل الجدل حول تاثير هذا على التركيبة الدينية والعرقية، وما إن كان هذا يعني تراجع عدد الهندوس أمام المسلمين.
لماذا القلق من المسلمين تحديدًا بالنسبة للهندوس؟
إذا نظرنا للرسم البياني في الأسفل، كان الهندوس يمثلون 84.1% من سكان البلاد في منتصف القرن الماضي. ثم تراجعوا إلى 79.8% في 2011.
صحيح أنهم لا يزالون يمثلون أغلبية كاسحة. لكنهم في تراجع أمام المسلمين الذين كانوا يمثلون 9.8% بعد انفصال باكستان، وفي 2011 أصبحوا يمثلون 14.2%
أي أنه من بين 20.2% تمثل كل الأقليات الدينية، فإن المسلمين وحدهم يمثلون الجزء الأكبر بينهم، ليتبقى نحو 6% موزعة على كافة الأقليات الأخرى.
المسيحيون تحديدًا ليسوا في وضع جيد. فبحسب إحصائيات بيو ريسيرش فإنهم الطائفة التي تشهد اقل معدلات نمو بعد ذروة في الستينيات بلغت أكثر من ٣٠٪ ، لتنخفض المعدلات إلى 16% في 2011، مقابل 25% للمسلمين
طائفة البارسيون المنتمون للزرادشتية تفوقت أعداد الوفيات لديهم على أعداد المواليد.
الحديث عن المواليد سينقلنا حتمًا للحديث عن معدلات الخصوبة، أي معدل الأطفال المتوقع لكل امرأة.
في الوقت الحالي، تراجعت معدلات الخصوبة لدى كل الطوائف الهندية وذلك نتيجة استمرار الفتيات أكثر في الدراسة واستكمال مراحل تعليم متقدمة مما يؤخر فرص الزواج المبكر.
لكن مع ذلك يظل المسلمون أصحاب أعلى معدل خصوبة، بواقع 2.6 طفل لكل امرأة مسلمة مقابل 2.1 طفل لكل امرأة هندوسية، وهو ما يثير قلق القوميين الهندوس.
الهندوس هم الغالبية العظمى على مستوى الأقاليم أيضًا باستثناء كشمير، لذا يتخوف مسلمو كشمير تحديدًا من أن الحكومة الهندية تسعى لتغيير التركيبة السكانية بالإقليم الذي يعد واحدًا من ولايتين فقط ذات أغلبية مسلمة.
كانت الهند مررت بالفعل قانونًا في 2020 يسمح لطوائف معينة من الهنود من خارج الإقليم بالإقامة الدائمة به، كما كانت هناك قرارات أخرى مثل منح الحاكم الهندي 100 فدان لمؤسسة هندية من خارج الإقليم مسؤولة عن ضريح هندوسي.
المسلمون في كشمير يمثلون 68% من السكان أي أنه إذا انتقلت أعداد كبيرة من الهندوس من عدة ولايات إلى كشمير فلن يعطي هذا الأغلبية للهندوس، لكنه سيلغي الغالبية المسلمة داخل كشمير.