تتكرر الأزمات الطائفية بين المسلمين والهندوس في الهند. لكن الملفت أكثر أن تدخل الدول ذات الغالبية المسلمة كان أكثر تأثيرًا في تحريك سياسة الهند الداخلية من المسلمين الهنود أنفسهم، بل وأحيانا من الناخب الهندوسي نفسه، وفق تحليلات.
كيف يحدث ذلك؟
ما أماراته؟
ولماذا تستجيب الهند عادة لهذه الضغوط؟
س/ج في دقائق
ما مظاهر رضوخ الهند لضغوط الدول ذات الغالبية المسلمة؟
– في أزمة يونيو 2022، أقال حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند متحدثين اثنين باسمه بعد تصريحاتهما التي اعتبرت ساخرة من معتقدات إسلامية (طالع التفاصيل هنا) بعد ردود فعل غاضبة من 15 دولة، خصوصًا السعودية والإمارات وقطر وإيران وإندونيسيا.
– في 2020، اضطر القيادي في الحزب الحاكم، النائب تيجاسفي سوريا، للاعتذار وحذف تغريدة قديمة عن النساء العربيات، بعد استنكار رجال أعمال في الإمارات والكويت.
– في نفس العام، برأت الهند – بعد تدخل من إندونيسيا – دعاة مسلمين اتهموا قضائيًا بنشر كورونا بعد تنظيم تجمعات للصلاة تحدت أوامر الإغلاق.
– في 2018، تراجع وزير الداخلية أميت شاه عن اتخاذ إجراءات ضد البنغال المهاجرين الذين وصفهم بـ “متسللين أكلوا الهند مثل النمل الأبيض”، بعدما أثارت تصريحاته غضب بنجلاديش.
“دعه ينتقد.. دعه يمر”.. ماذا يعني ذلك على المستوى الأبعد؟
بحسب بي بي سي، فإن العديد من قادة حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند، يعتمدون على استراتيجية مفادها أن “الغضب سيتلاشى سريعًا، ليعود العمل كالمعتاد”، بما يعني أنهم ليسوا مهتمين برسم أي خطوط حمراء طويلة المدى لحماية المسلمين في البلاد من مواقف مرشحة لتكون أكثر تشددًا مستقبلًا.
كيف تخسر الحكومة داخليًا بسبب تلك السياسة؟
على مستويين:
1- الحزب الحاكم أكثر عرضة للمساءلة عن سبب استجابته للغضب الخارجي، بينما لا يتفاعل داخليًا مع الأذى الذي يلحق بأكثر من 200 مليون مواطن مسلم.
2- قاعدة الحزب الأساسية من الهندوس غاضبة من رضوح قياداتها وخيانتها للمبادئ التي انتخبوه على أساسها.
Nupur Sharma has the right to express her views & position in front of the world without any hesitation.If anyone wants to disagree with her then he can disagree with her viewpoint but threatening her is a rude act.We are with Nupur Sharma & will remain.#India@NupurSharmaBJPpic.twitter.com/3QGk5Iis7H
طالما أن الوضع بهذا الحال.. لماذا تخضع الهند للضغوط؟
السبب أن الهند لديها علاقة قديمة وعميقة مع دول ذات غالبية مسلمة، وعلاقات اقتصادية متوسعة مع دول الخليج. لخصنا أهم معالمها عبر الإنفوجرافيك التالي:
لكن قطع العلاقات صعب.. ما الذي تخشاه الهند تحديدًا؟
صحيح أن تحركات الحكومات يفترض أن تكون مدروسة، وأن فوائد التجارة متبادلة، بالتالي يصعب اتخاذ قرار رسمي بقطع العلاقات، فإن المخاوف تتركز على الأيدي العاملة الهندية.
في كل أزمة مماثلة، توصم الهند خارج البلاد باعتبارها تضطهد مسلميها، ويواجه الهنود انتقادات عالمية بأنهم يعانون “الإسلاموفوبيا”.
هذا قد يعني بوضوح توقف الدول المستضيفة للعمالة الهندية عن استقبالهم، بعدما استثمروا عقودًا في بناء علامتهم التجارية باعتبارهم “غير مسيسين – أكثر التزامًا بالقوانين – ذوي كفاءة تقنية”.