س/ج في دقائق: بعد نشر إس 300.. هل تواصل إسرائيل ضرب إيران في سوريا؟

س/ج في دقائق: بعد نشر إس 300.. هل تواصل إسرائيل ضرب إيران في سوريا؟

2 Apr 2020
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

في أكتوبر الماضي، أعلنت روسيا تزويد سوريا بمنظومة إس 300 الدفاعية، بعد أزمة مع إسرائيل نتجت عن اتهام موسكو للجيش الإسرائيلي بالتسبب في إسقاط الدفاعات الأرضية السورية لطائرة حربية روسية عن طريق الخطأ، في حادث أودى بحياة 15 عسكريًا روسيًا.

قبل الأزمة، شن الطيران الإسرائيلي خلال عامين أكثر من مائتي غارة على مواقع في سوريا تقول إسرائيل إن إيران تستخدمها لتهريب الأسلحة إلى ميليشياتها في المنطقة.

فهل تستمر الضربات الإسرائيلية؟

ما موقف واشنطن؟

وكيف تتعامل موسكو؟

الإجابة في السطور التالية من دقائق.

ماذا تغير بعد إسقاط الطائرة الروسية؟

قبل الحادث، عملت إسرائيل في شمال سوريا لسنوات بحرية ؛ بفضل الموازنة بين الأعمال الهجومية والعلاقات الدبلوماسية الجيدة مع الروس، وهو ما حقق لتل أبيب الكثير من أهدافها، لكن الموقف لم يعد كما كان، بحسب تحليل نشرته هآرتس.

الصحيفة الإسرائيلية قالت إن نشر منظومة إس 300 لا يمثل عائقًا كليًا أمام استمرار الضربات الجوية، لكنها تحد بشكل كبير إمكانية تحرك إسرائيل بحرية في سوريا.

الأمر لا يتعلق فقط بالمنظومة، فبالتزامن، لجأت موسكو لخطوة إضافية صعبت على إسرائيل شن ضربات على سوريا، عبر استخدام أنظمة الحرب الإلكترونية لمنع تشغيل أنظمة تعقب الأقمار الصناعية على طول الساحل السوري، بخلاف تزويد مضادات الطائرات السورية بأنظمة تتبع وتوجيه روسية.

س/ج في دقائق: سوريا وأصل الحكاية بين إسرائيل وإيران

هل تستمر الضربات الإسرائيلية؟

نظريًا، يمكن لإسرائيل مواصلة هجماتها، دون أن تشكل إس 300، أو حتى إس 400 الأكثر تطورًا والمنتشرة قرب القواعد الروسية شمال غرب سوريا، عائقاً كاملًا.

بحسب تقارير إسرائيلية، تدرب سلاح الجو على التعامل مع بطاريات إس 300 التي باعها الروس إلى قبرص، وبالتالي بات مؤهلًا لتقليل الخطر عند مواجهة المنظومة في سوريا.

لكن عمليًا، تتخوف إسرائيل من نقطة مهمة تتعلق بالواقع على الأرض. صحيفة إزفيستيا الروسية قالت إن المنظومة التي استقبلتها سوريا تمثل النسخة الأكثر تطورًا من صواريخ إس -300، وتتمتع برادار أعلى وقدرة أكبر على تحديد الأهداف.

مع ذلك، يتوقع العسكريون الإسرائيليون أنه ما زال بالإمكان تجاوز تلك العقبات، والاستمرار بشن الهجمات، لكن الأخطر بالنسبة لإسرائيل، أن خبراء روس سيتولون تشغيل البطاريات، في المرحلة الأولى على الأقل.

هذه النقطة أثارت حفيظة وزير حماية البيئة الإسرائيلي ورئيس وفد بلاده للجنة الحكومية المشتركة بين البلدين، زئيف إلكين، الذي وصف نشر إس 300 بـ “خطأ كبير”، محذرًا من “إجراءات عملية” ستتخذها إسرائيل دون شك ضد مواقع المنظومة إذا تعرضت الطائرات لاستهداف على الأراضي الإسرائيلية.

وفي تحذير واضح، أبدى إلكين أمله في عدم وجود خبراء روس في مواقع إس 300 في سوريا، ملمحًا إلى أن “إسرائيل تبذل كل ما في وسعها” لحماية القوات الروسية في سوريا على الرغم من وجهة نظره بأن “الإيرانيين استخدموا الجيش الروسي كدروع بشرية بشكل متكرر”.

س/ج في دقائق: كيف تحول شيعة أفغان لمحاربين بالوكالة في سوريا؟

بعد نشر إس 300.. هل حدثت هجمات أخرى؟

يتحرك سلاح الجو الإسرائيلي عندما تتلقى الحكومة تحذيرًا استخباراتيًا حول محاولة إيرانية لتهريب الأسلحة إلى لبنان. هذه الخطوة حدثت بالفعل، بحسب مصادر هآرتس، مع تشكيك وسائل إعلام دولية.

الصحيفة نقلت عن مصدر دبلوماسي لم تسمه تأكيدات بأن إسرائيل “قامت بعمليات” في سوريا بعد حادث الطائرة، دون تفاصيل أخرى، لتنقل عن نفس المصدر قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 11 نوفمبر، لأول مرة منذ إسقاط الطائرة قرب اللاذقية.

التشكيك منبعه أن مصدر هآرتس الخفي انفرد بالإعلان عن “العمليات”، دون تقارير من أية جهة أخرى، خصوصًا سوريا وروسيا أو حتى الناشطون على الأرض، بأن أهدافًا في سوريا تعرضت لهجمات من أي نوع.

الموقف الرسمي الإسرائيلي توقف عند تعهد وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان، بأن بلاده ستواصل هجماتها في سوريا.

س/ج في دقائق: “الخوذ البيضاء”.. عمل أبطال أم عمل بطَّال؟

ما موقف واشنطن؟

على لسان مبعوثها الخاص بشأن النزاع السوري جميس جيفري، أعربت واشنطن عن أملها بأن تواصل موسكو “نهجها المتساهل” مع الغارات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية في سوريا، رغم نشر منظومة إس 300.

وقال جيفري: “الولايات المتحدة تراهن على روسيا، وأن العلاقة الاستراتيجية الإسرائيلية مستمرة رغم الحادث”.

المبعوث الأمريكي أبدى قلق واشنطن الشديد من نشر منوظمة إس 300 في سوريا، مستندًا على قاعدة “الشيطان يكمن في التفاصيل”، متساءلًا: “من سيسيطر عليها؟ وما الدور الذي ستلعبه؟”.

“إسرائيل تسعى لمنع إيران من نشر منظومات بعيدة المدى داخل سوريا لاستخدامها ضدها. نتفهم هذه المصلحة الوجودية وندعم اسرائيل”، يقول جيفري.

كيف تتعامل موسكو؟

قبل الحادث، غضت روسيا الطرف عن إعلان إسرائيلي بأن سلاح الجو شن أكثر من 200 غارة على أهداف إيرانية في سوريا، أي بمعدل غارتين أسبوعيًا، لكن الحادث بعثر كل الأوراق.

ما يعقد القضية، أن إسرائيل وروسيا يقفان على جانبين مختلفين من الأزمة السورية نفسها؛ فبينما تدعم إسرائيل إسقاط بشار الأسد، تساعد روسيا حليفها العربي القديم، في نفس الجانب الذي تقف فيه إيران.

بعد نشر المنظومة، طالب المتحدث باسم وزير الدفاع الروسي إيجور كوناشينكوف، الأطراف المعنية، بتقييم الوضع الحالي في المنطقة بشكل كافٍ، والامتناع عن الأعمال الاستفزازية في إقليم سوريا.

ورغم تمسك موسكو المبدئي بانسحاب كل القوات الأجنبية، وبينها الإيرانية من سوريا في نهاية المطاف، لكنها قاومت أكثر من مرة دعوات أمريكية وإسرائيلية لخروج إيران من سوريا فورًا.

وأكدت موسكو، في بيان للخارجية، قبل أيام، تمسكها بالعمل المشترك مع طهران، لمحاربة الإرهاب في سوريا، والوصول لتسوية سياسية هناك.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك