تسريبات وزير الخارجية الإيراني | هل يمهد خامنئي لتسويق جواد ظريف في الغرب؟ | س/ج في دقائق

تسريبات وزير الخارجية الإيراني | هل يمهد خامنئي لتسويق جواد ظريف في الغرب؟ | س/ج في دقائق

5 May 2021
إيران
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

تبعات تسريبات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تتواصل.

التحليلات متعددة، لكن أهمها يشير إلى أن فرصة الصدفة في التسريب شبه معدومة بالنظر لشخص ظريف – توقيت التسريب – طريقة التعامل معه، وتبعاته.

شخص المسؤول عن التسريب يبقى لغزًا: المحاور الإصلاحي المعتقل سابقًا؟ مسؤول حكومي أقيل من منصبه؟ الضيف جواد ظريف الذي تحجج بتشويه التسجيل أولًا ثم اعتذر عن مضمونه؟ أم المرشد الأعلى علي خامنئي نفسه وقد اعتبره “خطأ كبيرًا”؟

السؤال التالي يدور حول سبب التسريب: هل إيران مخترقة إلى هذا الحد؟ هل يسعى جواد ظريف لتلميع نفسه قبل الانتخابات الرئاسية؟ أم يسعى المرشد الأعلى لتسويق وجه جديد في عواصم أوروبا؟

س/ج في دقائق


لماذا كان توقيت تسريبات جواد ظريف مثيرًا للشبهات؟

بحسب معهد الشرق الأوسط، يبدو أن توقيت نشر تسربيات جواد هو مفتاح حل اللغز. التسجيل نشر في مناسبتين متزامنين:

1- قبل أيام قليلة من بدء الجولة الجديدة من محادثات فيينا حول برنامج إيران النووي الساعية لإعادة إحياء اتفاق 2015 الذي ضعف موقفه بانسحاب دونالد ترامب.

2- قبل أسبوعين  من الموعد النهائي لتسجيل مرشحي انتخابات الرئاسة الإيرانية في 11 مايو.

يعتبر المعهد أن موعد نشر تسريبات جواد ظريف “مثالي للغاية” في فرصة قد تكون الأخيرة للضغط على الولايات المتحدة لرفع العقوبات عن إيران قبل الانتخابات الرئاسية في يونيو 2021. بهذا يكون للتسريب علاقة بالملفين، وتستهدف “تسخين لفرن الانتخابات الرئاسية الإيرانية على وجهين:

– دفع الغرب للثقة في وزير الخارجية لرفع العقوبات في محاولة لتعزيز فرصة “الإصلاحيين.

– حشد قاعدة دعم التيار “المحافظ” المتشددة أيديولوجيًا باعتبار أن انتقاد ظريف لقاسم سليماني والحرس الثوري في هذا التوقيت يستحق الثأر في الانتخابات الرئاسية.


من المسؤول عن تسريبات جواد ظريف الأخيرة؟

وفق الرواية الرسمية الإيرانية، يفترض أن الحوار الذي خرجت منه التسريبات كان جزءًا من مشروع واسع لإنتاج مشروع توثيقي مع مسؤولين حكوميين لسجلات الدولة وليس للنشر. بهذه الصيغة،

ينحصر المسؤول عن تسريبات جواد ظريف بين:

1- المحاور سعيد ليلاز:

اقتصادي وصحفي وأستاذ جامعي – ينتمي للتيار “الإصلاحي” – ليس غريبًا عن إدارة الحملات الرئاسية، إذ كان مستشارًا للرئيس السابق محمد خاتمي، وأغلقت السلطات صحيفته اليومية سرمايه في 2009، ثم اعتقلته في 2010 باعتباره مستشارًا رئيسيًا لحملة مرشح المعارضة مير حسين موسوي.

وفق هذه المعطيات، تبقى ظروف تكليف سعيد ليلاز تحديدًا بإجراء مثل هذا الحوار غامضة.

2- حسام الدين أشينا:

مستشار الرئيس حسن روحاني، ومدير مركز الأبحاث الاستراتيجية الذي تديره الدولة، والذي كان مسؤولًا عن إجراء المقابلة.

حضر المقابلة بنفسه. واستقال بعد التسريب، كما اعتقل 15 شخصًا على صلة به.

3- جواد ظريف:

يصنف معهد الشرق الأوسط جواد ظريف باعتباره “متحفظا دائما في التفاصيل، وقال يومًا إنه يضمن تمامًا عدم الكشف عن أي تفصيلة من اجتماعاته الخاصة. لكن انخراطه في حوار يستمر 3 ساعات، ليخرج بكل هذه الصراحة والسخاء في التفاصيل، وتأكيده أكثر من مرة أن هذا التصريح “ليس للنشر” في حوار يفترض أنه ليس للنشر أيضًا تترك علامة استفهام.”

4- علي خامنئي:

يرجح معهد الشرق الأوسط أن تسريب جواد ظريف لم يخرج إلا بضوء أخضر من المرشد الأعلى علي خامنئي ضمن ترتيبات الانتخابات الرئاسية الجديدة.


هل تخدم تسريبات جواد ظريف الإصلاحيين في الانتخابات المقبلة؟

لا. ربما لا يكون هدف جواد ظريف الترشح أصلًا، أو حتى الترشح ضمن الخسارة!

في سيناريو رئيسي أعده معهد الشرق الأوسط، يحاول النظام الإيراني دفع واشنطن إلى رفع العقوبات قبل انتخابات يونيو أملًا من إدارة بايدن في مساعدة جواد ظريف على الفوز. بعد ذلك يخوض ظريف محاولة رئاسية فاشلة (يرفض مجلس صيانة الدستور ترشحه – أو يخسر التصويت الشعبي).

لماذا؟ لأن علي خامنئي يريد التأكد من أن الرئيس المقبل سيكون محافظًا أكثر تشددًا للحفاظ على رضا قاعدة دعم الباسيج وقوات النظام الأمنية. هذا أكثر أهمية لسببين:

– من المحتمل جدًا أن تواجه إيران اضطرابات على مستوى الدولة في مرحلة ما بعد كورونا في السنوات المقبلة – وهو أمر يعترف به حتى المطلعون داخل النظام. وبالنظر إلى أن الباسيج ومعسكر الحرس الثوري هما جنود النظام ومفتاح لقمع الاحتجاجات، يحتاج المرشد الأعلى لإسعادهم.

– يضع آية الله البالغ من العمر 82 عامًا الأسس لمستقبل الجمهورية الإسلامية بعد وفاته في نهاية المطاف بهدف ضمان استمرار رؤيته الإسلامية المتشددة ، وهو الأمر الذي حدده المرشد الأعلى “المرحلة الثانية من الحكم الإسلامي”.

ولتحقيق ذلك، نقل خامنئي المناصب الرئيسية للمقربين من آيات الله وأعضاء الحرس الثوري.


زراعة لسان.. هل يتحول جواد ظريف إلى رجل خامنئي في الغرب؟

رأي يراه البعض تآمريا، لكنه لا يعدم من يتبناه.

كسرة عرابي، المحلل في وحدة سياسة التطرف في معهد توني بلير، يقول إن علي خامنئي ليس مستعدًا مطلقًا لإبعاد الدبلوماسي المصقول، الناطق بالإنجليزية، والذي كان قادرًا على الدفاع عن أبشع سياسات الجمهورية الإسلامية بابتسامة ودرجة من السحر.

مع ذلك، يتوقع، بمجرد أن يتولى رئيس “شاب – محافظ منصبه بعد الانتخابات، أو أن تفشل محاولة جواد ظريف الرئاسية، أن تتصاعد الدعوات لمعاقبته، وهو ما بدأ فعلًا.

بعدها مباشرة، يواجه ظريف اتهامًا رسميًا بالتجسس، تمهيدًا للسيناريو بهدف تصنيع النتيجة التي يريدها خامنئي. حيث سيهرب إلى الخارج، ويتهم الحرس الثوري بتزوير الانتخابات بغرض إبعاده، ثم ملاحقته لتصبح حياته في خطر، بالتالي يحتاج للبحث عن منفى.

بعد تحقيق ذلك، يتحول دور جواد ظريف إلى الدفاع عن سياسات إيران الأكثر أهمية من موقع “المنفي المطارد الذي يملك مصداقية”.


لماذا لا يمكن استبعاد سيناريو زرع ظريف في الغرب؟

الحيلة ليست جديدة على النظام الإيراني. وممن استخدمهم لتطبيق السيناريو:

– حسين موسويان:

– في 2009، حصل حسين موسويان، سفير إيران في ألمانيا (1990-1997)، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الأمن القومي الإيراني (1997-2005)، والمتحدث باسم المفاوضات النووية 2003-2005 في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي – على حق اللجوء للولايات المتحدة وعمل باحثًا زائرًا في جامعة أمريكية بعد أن زعم ​​أن الحرس الثوري اتهمه بالتجسس، وحكم عليه بعامين سجن بتهمة “تعريض الأمن القومي للخطر”.

سُمح له بالسفر قبل سجنه، وبمجرد وصوله إلى “المنفى”، أظهر ولاءه الصريح للمرشد الأعلى وعمل بجد من أجل نظام الجمهورية الإسلامية في مناطق الفراغ التي تركها الدبلوماسيون الرسميون.

في 2016، قال ظريف إن موسويان صديقه، وإنه لا يصدق اتهامات التجسس، وإنهما يؤمنان بنظام الجمهورية الإسلامية.

– عطاء الله مهاجراني:

عطاء الله مهاجراني، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي السابق، الذي برر فتوى روح الله الخميني بقتل سلمان رشدي. يعيش الآن في “منفاه” في بريطانيا، بسبب علاقة غير شرعية في 2004، لكنه يواصل النطق بلسان النظام في الخارج.

نظرة أعمق | قاسم سليماني.. قائد الظلام الذي لقي حتفه حين خرج إلى النور



لماذا قد يلجأ النظام الإيراني لمثل هذه الحيل؟

بالنسبة لخامنئي، بات واضحًا أن لعبة “الإصلاحيين – المحافظين” لم تعد كافية لخداع الناخبين، مع تقديرات بمقاطعة 78% من الإيرانيين انتخابات يونيو.

هنا، يبدو أنه توصل لاستنتاج مفاده أن الحفاظ على قاعدة دعمه المتشدد كافٍ للحفاظ على النظام. لكن يمكن لـ “الإصلاحيين” لعب دور رئيسي في الخارج كوسيلة للدفاع عن مصالح النظام، وتغذية جهود الضغط التي تبذلها الجمهورية الإسلامية والتأثير على السياسة الغربية تجاه نظام الملالي.

يقول عرابي إن “لعب جواد ظريف – أعظم رصيد لطهران في هذا الصدد – مثل هذا الدور لا يقدر بثمن للنظام الإيراني؛ نظرًا لأنه دبلوماسي مبتسم يستخدم لغته الإنجليزية المثالية وسحره للدفاع عن الجوانب الأكثر فظاعة في أيديولوجية النظام، وكل ذلك مع الحفاظ على شعبيته في الخارج.

وهذا بالضبط ما يريده خامنئي. فوجود جواد ظريف في الخارج أكثر فائدة للجمهورية الإسلامية من وجوده في إيران.

يختتم: “في الواقع، يكشف الفحص الدقيق للتسجيل أن ظريف منظر إيديولوجي مثل الآخرين في النظام، ويصر على أنه مخلص بشدة لخامنئي ومؤمن بأساسيات الثورة الإسلامية”.

إيران 2021 تختلف عن إيران 2015.. هل يكمل بايدن أخطاء أوباما؟| س/ج في دقائق


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

مستقبل جواد ظريف (معهد الشرق الأوسط)

محمد جواد ظريف: لا تهدد إيرانيًا أبدًا (أبارات)

بعد السجن.. سعيد ليلاز يتطلع بتفاؤل إلى مستقبل إيران (إن بي آر)

المرشد الأعلى يوبخ جواد ظريف رغم اعتذاره عن تعليقات مسربة (راديو أوروبا الحرة)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك