تربّع الملك خوان كارلوس على عرش إسبانيا 39 عامًا كاملة.
فهو ينحدر من نسل عائلة “بوربون” الشهيرة، التي حكمت أجزاءً متفرقة من أوروبا في جنوب إيطاليا وصقلية وإسبانيا ولوكسمبورج.
يحظي الملك الإسباني بحماية دستورية واضحة تنصُّ على أنه “شخص غير قابل للانتهاك، ولا يخضع لأي مسؤولية”.
هذه التجربة العريضة في الحُكم لم تخلُ من الفضائح بسبب ولع الملك المُفرط بالنساء وملاحقته لهن طوال حياته تقريبًا.
بعض التقديرات الإعلامية قدّرت أن كارلوس أقام علاقات مع 5 آلاف امرأة طوال مسيرته.
الحكاية في دقائق
في كتابه "خوان كارلوس: ملك الـ5 آلاف عشيقة"، تطرّق المؤرخ الفرنسي أماديو مارتينيز إلى أدق تفاصيل حياة الملك الخاصة، الذي وصفه بأنه "مدمن جنس".
وبحسب الكتاب، فإن الملك خان زوجته الملكة صوفيا مع آلاف النساء الأخريات، أبرزهن: المغنية الإسبانية سارة مونتيل، والمربية البلجيكية ليليان سارتياو، والأميرة الإيطالية ماريا غابرييلا، علاوة على آلاف العشيقات اللائي واعهدن الملك سرًّا.
أعقب هذا الكتاب، صدور كتاب آخر للصحفية السبانية بيلار إير بعنوان "عُزلة الملكة"، ناقشت فيه ذات المسألة.
لكنها هذه المرة، أكدت أن الملك لم يحظَ بأكثر من 1500 عشيقة فقط.
لاحقت الملك العديد من دعاوى "إثبات الأبوة"، التي حاول مقيموها إثبات نسب طفلٍ إليه من خلال علاقات غير شرعية قام بها.
البداية كانت مع ألبرتو سولا، يعمل نادلاً في مطعم، ادّعى أنه ابن علاقة غرامية جمعت الملك بامرأة ثرية، قرّرا لاحقًا التخلّي عنه وإلحاقه بإحدى دور الأيتام.
وفي 2017م، ادّعت امرأة بلجكية تُدعى إنجريد سارتياو، أن ملك إسبانيا هو والدها.
أثبتت اختبارات الحمض النووي أن والد ألبرتو وإنجريد شخص واحد.
رغم أن القضاء الإسباني دعوى ألبرتوى، فإن قضية إنجريد القائمة الآن في ساحات القضاء الإسباني قد تُشكل خطرًا كبيرًا على الملك، بعدما فقد كارلوس حصانته الملكية بعد تخليه عن العرش.
الملك السابق قد يلجأ إلى قانون "الحماية الخاصة"، الذي أقرّه البرلمان الإسباني لحماية خوان كارلوس من أي مُلاحقة قضائية حتى بعد تخليه عن مُلك إسبانيا.
في أغسطس الماضي، أعلنت كورينا لارسن، سيدة أعمال ألمانية، أن ملك إسبانيا تقدّم لطلب يدها في 2009م، لكنه أخبرها أن هذه الخطوة تعترضها الكثير من الصعوبات، أبرزها زواجه من الملكة صوفيا المُمتد من عام 1962م وعرش إسبانيا.
وبحسب مصادر حكومية مقرّبة من الملك، فإنه حوّل لها 65 مليون يورو "هدية امتنان"، وبدأ يفكر جديًّا في الطلاق من صوفيا، لكن هذه الخطوة لم تتم في نهاية الأمر.
كما كشفت كروينا، أن الملك كان يتخلّى عن مشاغله ويتّصل بها 10 مرات يوميًا لتجاذب الحديث معها، وأنهما كانا يلتقيان سرًّا داخل شقة صغيرة في مدريد..
ما أن تسرّبت أنباء هذه العلاقة إلى الحكومة الإسبانية التي كان يقودها ماريانو راخوي، حينها، حتى عقد اجتماعًا سريًّا لمناقشة تلك القضية باعتبارها "مسألة دولة".
وزراء إسبانيون كشفوا لاحقًا أن "كورينا لم تكن الأولى"، فالملك انخرط في علاقات مع العديد من النساء، لكن أغلبهن فضلن الصمت بعكس كورينا.
تسبّبت هذه العلاقة في أزمة حادة بين الملك والإسبان عام 2012م، بعدما اصطحبها معه في رحلة سافاري إلى بتسوانا.
في هذا الوقت، كانت إسبانيا تمرُّ بأزمة اقتصادية حادة، وتضررت صورة الملك الذي يخرج للتنزه مع عشيقته دون اكتراث لشعبه، وهو ما ما دفع كارلوس لإصدار خطاب اعتذار لاحقًا.
أثارت هذه العلاقة قلق المخابرات الإسبانية، خاصة أن لارسن تمتلك العديد من الاستثمارات، وهو ما قد يفتح بابًا للفساد إذا تعاملت في السوق الإسبانية.
في مايو 2012م، التقى الجنرال فيليكس سانز مدير المخابرات الإسبانية بكورينا داخل فندق في لندن، وهددها بالقتل لو لم تتخلَّ عن الملك.
خافت لارسن من مصير الممثلة الاستعراضية ساندرا موزاروفسكي التي ارتبطت بعلاقة عابرة بالملك، قبل أن تموت بشكل غامض بعدما أُلقيت من نافذة شفتها.
في أكتوبر الماضي، فجّر خوسي مانويل الرئيس السابق للشرطة الإسبانية، مفاجأة كبرى بعدما أكد في جلسة استماع برلمانية مغلقة، أن المخابرات الإسبانية حقنت الملك بهرمونات أنثوية ومثبّطات لهرمون التستوستيرون للحدِّ من رغباته الجنسية المُفرطة.
برّر قائد الشرطة الخطوة بأن اندفاعات خوان كارلوس المستمرة نحو النساء باتت "مشكلة للدولة"، لذا تعيّن حلّها بأي ثمن.
ربما لم يأتِ هذا الحل بنتيجة، الملك كان يتلقّى، سرًّا، حقن فيتامينات وأدوية مضادة للشيخوخة للحفاظ على رغبته الجنسية.
الأميرة صوفيا هي الابنة الكبرى لملك اليونان، تزوجت من خوان كارلوس عام 1972م.
بحسب صحفية "ديلي بيست"، فإن الملكة صوفيا كانت تعيش مع زوجها بشكلٍ منفصل داخل القصر الملكي.
وبحسب آير، فإن الملكة صوفيا لم تعد تثق بأيٍّ من صديقاتها الإسبانيات لأنها لن تثق أبدًا في أنهن لم يخضن لنزوات زوجها.
وتضيف، أن الملكة اكتشفت خيانات زوجها لها مبكرًا، ففي عام 1976م ضبطته مع ممثلة إسبانية معروفة داخل منزل ريفي مملوك لأحد الأصدقاء.
لكنها رغم كثر خطاياه، لا تزال تحبه وتهتمُّ بمساندته خاصة بعد تنازله عن العرش ورحيله عن إسبانيا.
ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس “حقن بهرمونات أنثوية” للسيطرة على دوافعه الجنسية
كيف تحولت علاقة الملك الإسباني السابق خوان كارلوس الأول مع كورينا لارسن إلى “أمن دولة”؟
الحياة الخاصة المجنونة لخوان كارلوس
كروينا: خوان كارلوس تقدّم لي، وقدّم 65 مليون يورو عربونًا عن حبه