بحلول 2005، بُرِّئ جاكسون في قضية التحرش بقاصر في كاليفورنيا، وهي القضية التي كادت تُنهي مسيرته المهنية التي كانت مهددة أصلًا بسبب تقاعس جاكسون عن طرح ألبوماته بِانتظام.
فور إعلان البراءة، عرض الشيخ عبد الله بن حمد، نجل ملك البحرين وأحد أكبر المعجبين بجاكسون، عليه توفير الدعم الفني.
لعب جيرمين، شقيق جاكسون، دور حلقة الوصل بين الطرفين، فهو زائر دائم على البحرين منذ إعلان إسلامه 1989.
وفّر الشيخ عبد الله لنجم أمريكا فيلا فاخرة وسيارة أنيقة وفريقا أمنيا يحميه طوال اليوم. وأعلنت شركة فنية يملكها تقديم كافة أشكال الدعم التي يطلبها ليعود للغناء.
أحد أشكال الدعم كان إنشاء استوديو مجهّز بأحدث التقنيات ليُسجّل فيه جاكسون ألبومه المقبل. أما أبرزها فكان"قرضًا شخصيًا" 30 مليون دولار سدّد بها قسمًا كبيرًا من ديونه.
كما جرى الحديث عن العمل على فيلم من بطولة جاكسون حمل اسم "I Have This Dream".
ونقلت وسائل الإعلام العالمية تصريحات من مقرّبين لجاكسون عن إعجابه الكبير بشخصية الشيخ عبدالله، وكيف أنهما أصبحا صديقين سريعًا يستمعان إلى الموسيقى ويؤلّفان الأغاني سويًا.
رغم كل هذا السخاء، لم يكن مايكل جاكسون الذي سافر إلى البحرين "نجم البوب" الذي ألهم العالم، بل كان "رجلاً محطمًا" يُعاني الاكتئاب ترك وطنه إلى بلدٍ يجهله ليتجنب الإفلاس.
لم يتوقف جاكسون عن عاداته الغريبة، واعتاد التجول في الأسواق البحرينية مرتديًا عباءة نسائية!
أتت المساعدة المالية بعكس تأثيرها، فبعدما تخلّص من ديونه بات جاكسون أكثر ثقة في التعامل مع الشيخ عبدالله بنديّة أكبر، ولأول مرة بدأ يعيد حساباته في جدوى التعاون الفني مع شيخ البحرين.
يقول جاي هولمز، مدير التسجيل الخاص بجاكسون: الخطة التي وُضعت له كانت جيدة جدًا، لو لم يتراجع جاكسون عن كلمته لربما كان على قيد الحياة الآن.
بدأ جاكسون في الاستماع للعروض التي بدأت تصله للغناء على مسارح أوروبا. وفي منتصف 2006، غادر البحرين فجأة، وأعلن قطع التعاون معها.
في 2008، رفع الشيخ عبدالله قضية على جاكسون يُطالبه فيها بردِّ ملايين الدولارات التي أنفقها عليه خلال إقامته بالبحرين.
رفض جاكسون ردّها بدعوى أنها كانت هدايا لا تُرد!
أصرّ الشيخ عبدالله على إجراءات التقاضي حتى توصلا إلى تسوية خارج المحكمة مقابل دفع 5 ملايين دولار.
بعدها، ظلّ جاكسون يعيش شهورًا من التخبط لا يتوقف عن إعلان جولات غنائية لم ينفذها حتى فارق الحياة في مركز رونالد ريجان الطبي في لوس أنجلوس.