محمد حلمي|| تفاصيل قصة طبيب مصري خاطر بحياته لإنقاذ يهود ألمان | الحكاية في دقائق

محمد حلمي|| تفاصيل قصة طبيب مصري خاطر بحياته لإنقاذ يهود ألمان | الحكاية في دقائق

1 Dec 2021
مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

في عام 1953 أنشأت إسرائيل مؤسسة “ياد ڤاشيم”، وهي مصطلح توراتي تعني “نصب واسم”، كمركز أبحاث في أحداث الهولوكوست ولتخليد ذكر ضحاياها.

في الستينيات بدأت المؤسسة في منح لقب “صالح بين الأمم”، لتكريم الذين ساعدوا في إنقاذ اليهود خلال “الهولوكوست”.

من بين هؤلاء والذي تأخر تكريمه حتى عام 2013، طبيب مصري يدعى محمد حلمي، وكان سبب التأخير رفض أسرته في البداية التكريم من إسرائيل، حتى قبلت في النهاية أن يتم التكريم في مبنى الخارجية الألمانية بحضور ممثلي إسرائيل ومصر.

فما قصة محمد حلمي؟ وماذا فعل مع اليهود خلال الهولوكوست؟

الحكاية في دقائق

السفر إلى برلين

ولد محمد حلمي في الخرطوم عام 1901 لأبوين مصريين، ثم هاجر إلى ألمانيا في 1922 لدراسة الطب، واستقر في برلين.

بعد استكمال دراسته، التحق بمعهد روبرت كوخ، ولكنه طرد عام 1937، لأنه ليس من الجنس الآري.

استعمل التمييز العنصري ضد حلمي، ومنع من العمل في نظام الصحة العامة بالدولة في ذلك الوقت، ومنع من الزواج من خطيبته الألمانية، ثم ألقي القبض عليه في عام 1939 مع عدد من المصريين- بنية مبادلتهم مع بريطانيا-

ولكن أطلق سراحه بعد عام بسبب عدم رغبة بريطانيا بتبادل الأسرى.

مقاومة النازية

رغم ملاحقة النظام النازي لحلمي، تحدث حلمي علناً ضد السياسات النازية، ورغم الخطر، خاطر بحياته لأجل مساعدة أصدقائه اليهود، وحمايتهم.

كانت أقرب عائلة يهودية له، هي عائلة الطفلة آنا بوروز، التي تعرف عليها عام 1936 وهي بعمر الحادية عشر، ودعته والدتها وجدتها لتناول الشاي لأنه كان الطبيب الوحيد “غير الآري” المتبقي في برلين.

حين بدأ ترحيل اليهود من برلين، احتاجت آنا بوروز، إلي مكان للاختباء فيه، فساعدها حلمي في الاختباء داخل كابينة يملكها في برلين أصبحت ملاذاً آمناً لها حتي انتهاء الحرب في ألمانيا.

وكان حلمي يوفر لها ملاذاً آخر كلما خضع للتحقيق معه أو حين يتزايد خطر القبض عليها.

خداع محكم

كان حلمي يضع آنا وعددا من أسرتها في الكابينة، وحين يستشعر الخطر كان يقدمها لأصدقائه ومعارفه باعتبارها، ابنة عمه، أو ابنة أخته، حتى إنه في أحد المرات دخلت سلطات الأمن النازية لعيادته لسؤاله عن “آنا بوروز” التي اختفت منذ مدة، وكانت بالصدفة عنده وقتها.

قدم حلمي الفتاة للشرطة السرية الألمانية (الجستابو)، باعتبارها قريبته التي تعمل مساعدته في العيادة، وتدعى نادية، وكانت وقتها ترتدي الحجاب الإسلامي بعد أن رتب تحولها الظاهري للإسلام وزواجها من أحد معارفه، واستخراج أوراق ثبوتية جديدة لها لحمايتها، حيث ظلت في حمايته ثلاث سنوات من 1942-1945.

الخدعة انطلت حتى على السلطات، التي استدعت آنا أو نادية وحلمي لتقديم رعاية طبيبة لمفتي القدس أمين الحسيني في برلين، باعتبارها رعاية طبية من مسلمين لمسلمين.

خداع محكم آخر

ساعد الدكتور محمد حلمي والدة آنا، والتي كانت تدعي جولي، وزوج أمها جور وير، وجدتها لأمها سيسيليا رودنيك، حيث قدم لهم المساعدة الطبية اللازمة،

ووفر لسيسيليا مكانًا تختبئ فيه لمدة عام كامل، في بيت صديقته فريدا سزوتسمان والتي استضافت السيدة العجوز طوال المدة وشاركتها الطعام.

في عام 1944، تم القبض على زوج أم آنا، وتم التحقيق معه بعنف، فكشف للجستابو أن حلمي يساعد العائلة وأنه يخبئ آنا، فقام حلمي حينها في الحال بنقل آنا إلي بيت فريدا وتمكن بدهائه من تجنب العقوبة.

معرفة القصة

بعد الحرب، تزوج حلمي من حبيبته وخطيبته التي حالت الحرب من زواجهما، ونجت آنا وعائلتها وهاجروا إلى الولايات المتحدة بعد أن عثر عليهم الجيش الأحمر في برلين عام 1945.

من الولايات المتحدة ظلت آنا ترسل خطابات للجالية اليهودية في برلين ومجلس الشيوخ من أجل إرسال بيانات وقصة حلمي لياد فاشيم، من أجل تكريم حلمي، الذي توفى عام 1982.

التكريم

ظلت المؤسسة لسنوات تبحث عن أحد أقارب حلمي لتكريم، لأنه لم ينجب من زوجته الألمانية، فوجدوا حفيد شقيقه، محمد ناصر قطبي، عام 2013، لكنه كان رافضًا للتكريم في البداية.

في عام 2017، وثقت قصة إنقاذ الطبيب المصري للأسرة اليهودية من قبل مخرجة إسرائيلية، في فيلم وثائقي بعنوان” محمد وآنا.. شجاعة الإنقاذ”.

كان هذا الفيلم دافعًا لاقتناع قطبي بالتكريم، لكنه اشترط أن يكون في مكان محايد وبحضور ممثلي مصر، فتم الاتفاق على عقده بمقر الخارجية الألمانية بحضور السفير الإسرائيلي والمصري، لكن الأخير كان في أجازة في القاهرة، فأرسلت السفارة مسؤولا كبيرا آخر.

خلال الحفل، ألقى قطبي كلمة عن الإنسانية، وأكد أن ما قام به حلمي كان بدافع الإنسانية التي تعلمها من الإسلام، وحصل قطبي على ميدالية محفورة بمثل يهودي مأخوذ من التلمود: “من ينقذ حياة واحدة، ينقذ كونًا بأكمله”، وهي تماثل الآية القرآنية عند المسلمين: “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً”.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

كيف أنقذ طبيب عربي فتاة يهودية في برلين هتلر؟ (التايمز)

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك