كأغلب فناني عصرها، بدأت نبيلة قنديل رحلتها كمنولوجست في الفرق الفنية، عام ١٩٣٩. واستخدمت حينها اسمها الحقيقي: سعاد وجدي.
وصلت ذورة نجاحها في فن المونولوج عبر فرقتي تحية محمود ثم بديعة مصابني، التي شهدت أداءها لعدد من المونولوجات، مثل: على روحك، وخير البر عاجله، وزوغان، وماله يا ناس، وقلبي طب، واسأل نفسك، ومن أين لك هذا، وكنا وكانوا، والحب داريه، وذهب مع الريح، وحوشوا يا ناس، وكنت وكنا، والناس بالناس، ومالك ومال الدنيا.
سعاد وجدي “أو نبيلة قنديل” كانت زوجة إسماعيل يس الأولى. ووفق تقارير صحفية تفتقد إلى التوثيق كانت أيضا قصة خيانة في حياته، حيث اكتشف عقب زواجهما أنها لا تزال مرتبطة بحبيبها القديم. مما أدى إلى طلاقهما بعد أيام قليلة.
من المونولوج إلى السينما، وجدت سعاد وجدي طريقها إلى التمثيل، عبر فيلمين نادرين:
دور محدود في فيلم عثمان وعلي 1939، من إنتاج توجو مزراحي، وبطولة علي الكسار،
ثم دور أكبر لعبت فيه شخصية “ثريا” في فيلم “خفايا الدنيا” 1942؛ الفيلم الوحيد الذي لعب فيه إبراهيم رمزي دور البطولة.
بنهاية تلك الفترة، انتهى الفصل الخاص بـ سعاد وجدي من القصة للأبد، ومعه المونولوج والتمثيل، ليبدأ اسم نبيلة قنديل، التي تزوجت من الموسيقار علي إسماعيل، واتجهت لكتابة الشعر الغنائي.
تميز نبيلة قنديل بدأ من معلومة بسيطة: أنها واحدة من عدد محدود جدًا من النساء اللاتي اشتغلن بكتابة الشعر الغنائي في تاريخ مصر الحديث؛ وكانت أولى الشاعرات اللاتي خضن غمار تجربة كتابة الأغنية في مصر بعد جيل العصر الذهبي الثاني للأغنية في النصف الأول من القرن العشرين.
أغنيات رمضان تحتل مكانًا مهمًا في إنتاج نبيلة قنديل، لعل أشهرها أغنية “أهو جه يا ولاد”، و”سبحة رمضان” و”افرحوا يا بنات” من كلماتها وألحان زوجها علي إسماعيل، وغناء الثلاثي المرح وفاء مصطفى – صفاء يوسف – سناء الباروني، و”هاتوا الفوانيس يا ولاد” من غناء محمد فوزي.
تحكي ابنتها، شجون علي إسماعيل، أن أغنيات رمضان جاءتها من الحالة الرمضانية لكل بيت يضم أطفالًا، تكون سعادتهم الأولى في الفوانيس والتمور والمكسرات، فكانت الأغنيات تخرج بعفوية في ليلة الرؤية،
وتعتبر أن تميز والدتها في تركيزها على التقاط التفاصيل، وتضفيرها في كلمات سهلة ومعبرة وواقعية، وكأنها ترسم صورة للواقع الذي عاشته في باب الشعرية.
ربما تتفاجأ الآن أن نفس الشاعرة التي كتبت الأغنيات السابقة هي من كتب عددا من أشهر الأغنيات الوطنية التي عبرت عن مرحلتي حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973.
هي من كتبت “أم البطل” التي غنتها شريفة فاضل باكية. وهي من كتبت “رايحين شايلين في إيدنا سلاح” التي غنتها المجموعة، و”خمسة وخميسة” لشادية، الأغنية الوطنية للسويس.
يحكي الإذاعي وجدي الحكيم أن الأغنية كانت مكتوبة قبل اندلاع حرب أكتوبر بعام واحد، إذ كانت معدة لأحداث فيلم “العصفور” للمخرج يوسف شاهين، فكانت جاهزة للبث يوم 8 أكتوبر 1973، بعد يومين من اندلاع الحرب، وقبل عرض الفيلم في السينما.
عدد آخر من أهم الأغنيات الوطنية الرشيقة التي تغنى بها الثلاثي المرح كخلفية لرقصات شعبية في فرقة رضا للفنون الشعبية كانت من كلمات نبيلة قنديل، ومنها: “حلاوة شمسنا”، و”ياللا عندنا رحلة”، بخلاف “رايحة فين يا عروسة” لشادية.
ومن إنتاجها أغنيات اجتماعية ورومانسية، “يا طالع الشجرة” لمحمد فوزي، و”أبو عيالي” لفايزة أحمد، و”كايدة العزال” لعايدة الشاعر، و”حتشبسوت” لمحمد العزبي،
هي الشاعرة الغنائية الوحيدة التي كتبت أغنية تخلد فيها الملكة الفرعونية المصرية “حتشبسوت”.
كتبت نبيلة قنديل أيضا الأغنية الشهيرة “الأرض لو عطشانة” التي قدمت في فيلم “الأرض” لمحمود المليجي وعزت العلايلي، ونجوى إبراهيم، وإخراج يوسف شاهين.
إن كنا لا نعلم تاريخ ميلاد الشاعرة نبيلة قنديل، فإننا نعلم تاريخ وفاتها في ١٤ يناير عام ١٩٨٨
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
