القصة في دقيقة:
الحوثيون يستهدفون منشآت النفط السعودية في رأس تنورة بـ 8 صواريخ باليستية و14 طائرة مسيرة. الرياض أحبطت الهجوم، لكنه تسبب في رفع أسعار النفط فوق 70 دولارًا للبرميل.
مستوى الـ 70 دولارًا للبرميل يمثل خبرًا سارًا للاقتصادات النفطية. معظم الدول التي تعتمد على النفط في تحديد موازنتها العامة لم تكن تتوقعه بعد أزمة كورونا. لكنه يمثل الحد الأدنى المطلوب لتحقيق التوازن في الميزانيات، وخصوصًا السعودية و4 منتجين آخرين للنفط في الشرق الأوسط.
فهل يستمر الوضع طويلا؟ الإجابتان واردتان.
الوضع ربما لن يستمر طويلًا؛ لأن السعودية أحبطت الهجوم، بالتالي لن تخرج خطوط إنتاج عن الخدمة.
في المقابل، قد يؤدي تصاعد التوتر في اليمن لاتجاه صعود الأسعار.
س/ج في دقائق
كيف تسبب الحوثيون في رفع أسعار النفط العالمي؟
أطلق الحوثيون ثمانية صواريخ باليستية و 14 طائرة مسيرة على منشآت نفطية في السعودية. استهدفت صهريج تخزين في محطة تصدير رأس تنورة على ساحل الخليج، وسقطت شظايا صاروخ بالقرب من مجمع سكني لموظفي أرامكو في الظهران.
رأس تنورة هي أكبر محطة نفطية في العالم. يضم الميناء صهاريج كبيرة لتخزين النفط الخام قبل ضخه في الناقلات العملاقة
طاقة المحطة التصديرية تقارب 6.5 مليون برميل يوميًا (7% من الطلب على النفط عالميًا). بالتالي فهي واحدة من أكثر المنشآت حماية في العالم..
السعودية اعترضت الدرونز والصواريخ المهاجمة. ووزارة الطاقة قالت إن الهجومين لم يؤثرا على تصدير النفط.
لكن الحادث رفع أسعار النفط إلى أكثر من 70 دولارًا؛ لأن الهجمات هي الأشد خطورة على منشآت النفط السعودية منذ هجمات أرامكو سبتمبر 2019، والتي عطلت إنتاج النفط لعدة أيام.
تفاصيل انهيار سوق النفط.. ما لم يطله كورونا سحقته حرب الأسعار | إنفوجرافيك في دقائق
لماذا مستوى 70 دولارًا مفيد للسعودية والدول النفطية؟
عجز الموازنات العامة في الخليج ارتفع بعد انهيار أسعار النفط في 2020. أوبك + اتفقت في 2020 على سحب حوالي 10% من الإمدادات لوقف التراجع، وبينما تراجعت المنظمة ببطء عن بعض من هذه التخفيضات، تقلص الإنتاج الإنتاج أكثر من 7 ملايين برميل.
مع ذلك، بلغ متوسط أسعار برنت ما يزيد قليلاً عن 59 دولارًا حتى الآن، وهو مستوى أقل مما تتطلبه معظم دول الخليج لتحقيق توازن الموازنة. السعودية – أكبر اقتصاد في المنطقة وأكبر منتج في منظمة أوبك – حققت عجزًا متتاليًا في الموازنة في السنوات السبع الماضية، وهو اتجاه من المتوقع أن يستمر حتى 2024، وفقًا لتوقعات صندوق النقد الدولي.
لكن مستوى 70 دولارًا للبرميل هو الحد الأدنى المطلوب لتحقيق التوازن في ميزانيات الدول المنتجة للنفط، وخصوصًا السعودية و4 منتجين آخرين للنفط في الشرق الأوسط.
مونيكا مالك، كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري، تقول إنه إذا بقيت أسعار النفط عند المستويات الحالية سنشهد فوائض مالية لاقتصادات الخليج. وهذا يوفر مساحة مالية أكبر لدعم النشاط الاقتصادي والتعافي.
مملكة النفط | كيف تكون “أرامكو” قاطرة التنمية في السعودية؟| محمد نجم
وهل تستمر أسعار النفط فوق 70 دولارًا؟
يربط بعض المحللين زيادة أسعار النفط بهجمات الحوثيين – في سيناريو مكرر لهجوم أرامكو – لكن الزيادة السابقة وصلت 15% لأن إنتاج النفط تعطل، وهو ما لم يحدث هذه المرة؛ إذ لم تتجاوز الزيادة 2.6% لسببين:
1- هجوم الحوثيين الأخير فشل، عكس هجوم 2019. حينها خرج 5% من النفط الخام من السوق العالمية. ورغم استعادة الإنتاج سريعًا، لم يكن واضحًا في الأيام الأولى متى يعود الضخ، فارتفع الطلب وارتفعت أسعار النفط بالتبعية.
2- رغم ارتفاع أسعار النفط في الأشهر الأخيرة، يسير تعافي الطلب بوتيرة أكثر هدوءًا. هذا التحرك البطيئ مؤشر على أن الطلب الأساسي ليس بنفس القوة التي يراهن عليها المنتجون.
ولماذا قد تواصل الارتفاع؟
الوضع في اليمن متقلب؛ حيث تتخذ الولايات المتحدة في عهد جو بايدن نهجًا أكثر برودا تجاه الرياض، وأزالت تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية بعد أسابيع قليلة من تطبيقها من قبل إدارة ترامب المنتهية ولايتها. ويفكر بايدن أيضًا في وقف بيع أسلحة غير دفاعية للسعودية. وهي خطوات يرى مراقبون أنها تشجع الحوثيين، حتى لو كانت إدارة بايدن طرحتها في إطار رؤية لتهدئة الصراع.
ومع محاولة الحوثيين الاستيلاء على المزيد من الأراضي، لا يبدو أن الوضع يتجه لهدوء قريب.
هل تقترب صناعة النفط العالمية من الانهيار إلى الأبد؟ | س/ج في دقائق
هل هناك مصادر أخرى لمزيد من المعرفة؟
استهداف منشآت نفطية سعودية بهجوم صاروخي وطائرات مسيرة (صحيفة جنوب الصين الصباحية)