بدأ الحديث عن الأمير أندرو دوق يورك في القضية، بعد انتشار صورة للأمير مع رجل الأعمال الأمريكي جيفري ابستين، والذي كان مدانًا بممارسة الجنس مع قاصرات مقابل المال.
كان ابستين مفرجًا عنه عام 2009 بصفقة مع القضاء، وكان أندرو يطلب منه المساعدة في سداد بعض ديون دوقة يورك الخاصة، ووقتها انتشرت الصورة وكثر الحديث عن الصداقة بينهما.
بعد انتشار الحديث عن علاقة الأمير برجل الأعمال الأمريكي، ادعت امرأة تدعى فيرجينيا جيوفري في 2011، أن إبستين قام بالاتجار بها من أجل الجنس مع عدد من الرجال بما في ذلك دوق يورك.
جيوفري اتهمت الأمير بالاعتداء الجنسي عليها سنة 2001 حين كانت قاصرًا في السابعة عشرة في منزل غيلين ماكسويل- السيدة المدانة بتوريد النساء لإبستين- بلندن، وفي منزلي إبستين في مانهاتن وليتل سانت جيمس في جزر فيرجن.
وقتها أنكر الأمير أندرو الأمر بشدة. لكن ما أشعل القضية مرة أخرى هو ظهور صورة لأندرو وذراعه تلف حول خصر جيوفري.
في 2019، ألقي القبض على إبستين بتهمة الاتجار بالجنس بحق فتيات تبلغ أعمارهن 14 عامًا، وهو الأمر الذي أدى لانتحار إبستين أثناء انتظار المحاكمة.
موت إبستين لم يغلق القضية، فقد شهدت المحاكم في أمريكا مزيدًا من الادعاءات بأن الأمير أندرو "تصرف بشكل غير لائق" مع قاصرات أثناء إقامته في قصر إبستين.
وقتها، طالب محامي الأمير أندرو برفض الشكوى، وفقًا للاتفاق القضائي بين جوفري وإبستين في عام 2009 بعدم مقاضاة أي شخص آخر على صلة بالقضية،
كما دفعوا بأن جيوفري تعيش خارج الولايات المتحدة، وهذا يجعلها غير مؤهلة لرفع دعوى قضائية أمام محكمة أمريكية.
قرر الدوق مواجهة الأمر في مقابلة له مع برنامج نيوزنايت على بي بي سي، حيث نفى إقامة علاقات جنسية مع فرجينيا جيوفري، وقال إنه لا يتذكر لقاءها.
وقال إنه كان في مطعم بيتزا إكسبرس في ووكينغ في إحدى الليالي التي ادعت جيوفري أنه ضاجعها.
وشكك في صحة الصورة الشهيرة. لكنه لم يبد ندمًا على صداقته مع إبستين حيث قال: "الأشخاص الذين قابلتهم، والفرص التي أتيحت لي للتعلم كانت في الواقع مفيدة للغاية".
هنا، بدأ الخناق يضيق على الدوق، حيث أثارت المقابلة مزيدًا من الملاحقات الإعلامية.
مطلع 2022، رفض قاض في نيويورك طلب محامي الأمير أندرو إلغاء القضية التي رفعتها فيرجينيا جيوفري ضده.
ثم وقع أكثر من 150 من قدامى المحاربين في البحرية الملكية وسلاح الجو الملكي والجيش على رسالة تطالب الملكة بتجريد الأمير أندرو من ألقابه العسكرية البريطانية الثمانية، كما واجه أندرو دعوات للتنازل عن لقب دوق يورك بسبب التأثير السلبي للقضية على المدينة.
أعلن قصر باكنغهام أن جميع ألقاب الأمير أندرو الملكية والعسكرية أعيدت إلى الملكة، وأن عليه التوقف عن استخدام لقب صاحب السمو الملكي في المحافل الرسمية.
قالت وسائل إعلام بريطانية إن الملكة اتخذت قرارها بعد مناقشات مع تشارلز، وريث العرش، وحفيدها الأمير وليام، الثاني في ترتيب ولاية العرش، وقال المؤرخ الملكي بوب موريس إن هذه الإجراءات هدفها توجيه الغضب إلى أندرو ، وليس النظام الملكي، واصفًا الأمير بـ "الخروف الأسود" للأسرة الملكية.
من ضمن ما يشكك به الأمير أندرو في قصة اعتدائه 3 مرات على فيرجينيا جيوفري أنها تقول إنه كان يتصبب عرقًا أثناء الاعتداء عليها، وقد رد على ذلك بأنه لديه حالة طبية تحول دون تعرقه.
ردًا على ذلك، طالب محامو جيوفري بتقديم دليل على المزاعم بأن جسد دوق يورك لا يتعرق، لكن محاميي الأمير أندرو أفادوا باعتراضه على الطلب على أساس أنه يمثل مضايقة للحصول على معلومات ووثائق سرية وخاصة لا صلة لها بالموضوع.
كما طلب دفاع جيوفري شهادة امرأة ، تُدعى شوري ووكر، قالت في تقارير إعلامية إنها شاهدت أندرو في ملهى ترمب الليلي مع فتاة صغيرة في عام 2001.
في مواجهة محاكمة قد تكون ضارة ومكلفة، سيكون على الابن الثاني للملكة أن يقرر ما إذا كان سيخوض القضية أو يحلها.
إذا كان الأمير أندرو يرغب في الاستمرار، فعليه أولاً التأكد من أن لديه الموارد المالية اللازمة للقيام بذلك بالإضافة إلى أزماته القانونية المتصاعدة.
نتيجة حرمانه من الامتيازات الملكية والعسكرية، فإن الأمير البريطاني يمر بأزمة مالية، خصوصًا أنه يتحمل جميع التكاليف بنفسه وإذا كانت هناك إمكانية للتسوية، فلا شك في أن الملكة لن تساعده في القيام بذلك.
الدوق حاليًا مضطر لبيع الشاليه السويسري الخاص به الذي تبلغ قيمته 17 مليون جنيه إسترليني، لتسوية ديون بقيمة 6.6 مليون جنيه إسترليني، بعد أن أنفق حتى الآن أكثر من 2.7 مليون دولار على المحامين.