العديد من الدلائل تتراكم مؤشرًا لتشير إلى تعزز فرص الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي في وراثة علي خامنئي مرشدًا أعلى للثورة في إيران.
فبينما كان خامنئي حريصًا طوال فترته في المنصب على التملص من أي مساءلة أو مسؤولية بتوجيه أصابع الاتهام إلى الرؤساء وحكوماتهم في تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في إيران، دون تفريق بين “معتدل” كحسن روحاني، أو “إصلاحي صرف” كمحمد خاتمي”، أو “متشدد” كأحمدي نجاد، يبدو النهج مختلفًا تمامًا مع إبراهيم رئيسي.
أحد هؤلاء سيخلف خامنئي.. لكن من سيحمل وصية الخميني؟ | عبد الله عيسى الشريف
لا يفوت خامنئي فرصة دون الإشادة بـ “إخلاص – مثابرة – مقاومة” رئيسي ورجاله. لا يبدي أي عبارة قد يفهم منها التشكيك أو التشاؤم من جهودهم.
في أشد المواقف التي قد تحتاج انتقادًا، يكتفي بـ “التعليق الهادئ”.
في لقاء حديث برئيس جهاد القضاء ومسؤولين آخرين، بحث خامنئي عن فرصة لتلميع إبراهيم رئيسي فوصفه بـ “نموذج بارز للحركة الجهادية التي ندافع عنها دائمًا، والتي تعمل ليل نهار لتحقيق نتيجة جيدة”.
وصفه كذلك بـ “من أحيى أمل الشعب بالقضاء، في ثورة اجتماعية كبيرة للبلاد”.
رغم ضعفه أو بسببه | خامنئي “عين” إبراهيم رئيسي لقيادة إيران.. هل يخلفه شخصيًا؟ | بروفايل في دقائق
كانت هناك مؤشرات منذ عدة سنوات على أن النظام يهيئ إبراهيم رئيسي ليكون المرشد الأعلى القادم لإيران.
المفترض أصلًا أن تكون ولاية رئيسي الحالية هي الثانية له كرئيس، وليست الأولى.
كان المخطط أن يفوز في انتخابات 2017، لكن المؤسسة الثيوقراطية وقعت عدة أخطاء، حين وافق مجلس صيانة الدستور على بعض المعتدلين، ظنًا أن فرصهم في النجاح ضعيفة، وبينهم روحاني، الذي كان متهمًا بسوء إدارة الاقتصاد، والفشل في الوفاء بوعوده الانتخابية بتحسين الحريات الاجتماعية والسياسية والدينية للناس.
حينها، لم تحسب المنظومة حساب “الاختيار بين سيئ والأسوأ”، ففضل الإيرانيون العاديون إعادة التصويت لـ “المعتدل” روحاني على عيوبه لمنع المتشدد إبراهيم رئيسي من الفوز.
هذه المرة، تعلم النظام الدرس، وأدخل مجلس صيانة الدستور العديد من القيود المفصلة على مقاس رئيسي شخصيًا، حتى أنهم استبعدوا بعض كبار رجال النظام، مثل علي لاريجاني؛ من أجل إزالة أي عقبات قد تمنع رئيسي من أن يصبح رئيسًا.
انتخاب إبراهيم رئيسي | كيف اختار خامنئي نهاية دولة آيات الله.. إن لم ينقذها بايدن | ترجمة في دقائق
إبراهيم رئيسي يناسب ما تبحث عنه الجمهورية الإسلامية في المرشد الأعلى المقبل.
أولًا: لا يتردد في استخدام القوة الوحشية والتضييق على أي معارضة ضد النظام.
على سبيل المثال، عندما كان نائب المدعي العام في طهران، شارك في واحدة من أكبر عمليات الإعدام الجماعية في العالم.
سلط قرار من الكونجرس الأمريكي من الحزبين مؤخرًا الضوء على نطاق وطبيعة هذه المذبحة، حيث أُعدم آلاف الأشخاص، بمن فيهم الأطفال والنساء الحوامل عام 1988.
ثانيًا: تتماشى سياسات رئيسي مع سياسات الحرس الثوري الإسلامي وفرعه النخبوي: فيلق القدس.
من المحتمل أن هذا سيسمح للحرس الثوري الإيراني بممارسة المزيد من القوة داخل البلاد وفي المنطقة عمومًا.
باختصار، تشير جميع التطورات إلى الاحتمال الكبير بأن خامنئي وكوادر الحرس الثوري استقروا على اختيار إبراهيم رئيسي ليكون المرشد الأعلى المقبل لإيران.