رغم ضعفه أو بسببه | خامنئي “عين” إبراهيم رئيسي لقيادة إيران.. هل يخلفه شخصيًا؟ | بروفايل في دقائق

رغم ضعفه أو بسببه | خامنئي “عين” إبراهيم رئيسي لقيادة إيران.. هل يخلفه شخصيًا؟ | بروفايل في دقائق

20 Jun 2021
إيران
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

إبراهيم رئيسي – ابن التيار المحافظ الأكثر تشددًا – رئيس إيران الجديد، بعد انتخابات كان يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها “مصممة لصالحه”.

رئيسي هو أعلى قضاة إيران. آراؤه معروفة للغاية. يخضع لعقوبات أمريكية. وارتبط اسمه بإعدامات سابقة لسجناء سياسيين.

لكن المختلف بينه وبين غيره من المرشحين، أنه – بالمنصب أو بدونه – يعتبر ثاني أعلى مسؤول في إيران بعد المرشد الأعلى مباشرة.

من هو إبراهيم رئيسي رئيس إيران الجديد؟

بروفايل في دقائق

حياته المبكرة

ولد إبراهيم رئيس الساداتي – المعروف باسم إبراهيم رئيسي – في حي نوغان بمدينة مشهد في 14 ديسمبر 1960 لأسرة متدينة، إذ كان والده وجدّه لوالدته من رجال الدين في المدينة المقدسة عند الشيعة.

التحق بالحوزة العلمية في مشهد حيث أتم مرحلة المقدمات، ثم انتقل إلى قم في سن 15 للتتلمذ على يد كبار آيات الله علي مشكيني، نوري الهمداني وفاضل لنكراني. كما حضر أبحاث الخارج في الفقه والأصول مع آيات الله علي خامنئي، ومجتبى الطهراني والمرعشي النجفي.

بنفس الوقت، واصل دراسته الاكاديمية في جامعة الشهيد مطهري، حتى نال الماجستير في القانون الدولي، والدكتوراه في فرع “الفقه والمبادئ قسم الحقوق الخاصة”.

ثم بدأ إبراهيم رئيسي بإلقاء الدروس في الوسطين الحوزوي والجامعي.

وتزوج من جميلة، بنت أحمد علم الهدى، إمام جمعة مدينة مشهد وممثل قائد الثورة في خراسان رضوي، وهي رئيسة معهد جامعة الدراسات الأساسية للعلوم والتكنولوجيا.

لجنة الموت

في 1988 كلّفه الخميني بالنظر في ملفات قضائية مهمة تتعلق بحزب توده وجماعة مجاهدي خلق، في محافظات مثل لرستان وسمنان وكرمانشاه.

ومن هنا، يشير العديد من الإيرانيين والجماعات الحقوقية إلى دور إبراهيم رئيسي في عمليات الإعدام الجماعية للسجناء السياسيين في نفس العام، حيث يتهم بأنه كان جزءًا من ما يسمى بـ “لجنة الموت” – والتي تضمن أربعة قضاة أشرفوا على أحكام الإعدام السرية لحوالي 5,000 سجين في السجون القريبة من طهران، ثم دفنهم في مقبرة جماعية سرية، وفقًا لمنظمة العفو الدولية.

رئيسي نفى دوره في أحكام الإعدام. لكنه قال إنَّها مبررة بفتوى المرشد السابق روح الله الخميني.

بعد الخميني

برحيل الخميني، 1989 عين إبراهيم رئيسي في منصب المدعي العام بطهران حتى 1994. ثم تولى منصب رئاسة دائرة التفتيش العامة حتى 2004.

شغل بين 2004 و2014 منصب النائب الأول لرئيس السلطة القضائية في الدورة الثانية لرئاسة آية الله الهاشمي الشاهرودي، والدورة الاولى من رئاسة آية الله صادق لاريجاني، ثم بات مدعيًا عامًا بين 2015 و 2017. کما ترأس المحكمة الخاصة برجال الدين منذ 2012.

وبقي رئيسي منذ 2007 عضوًا في مجلس خبراء القيادة كواحد من 11 شخصًا يعينون المرشد الأعلى.

وفي 2016، عينه علي خامنئي سادنًا للروضة الرضوية خلفا لعباس واعظ طبسي، وبذلك أصبح وصيًّا على أحد أغنى المنظمات الدينية في العالم الإسلامي، التي تتكفل بإدارة أهم المزارات الدينية في إيران.

في 2017 ترشح رئيسي للانتخابات الرئاسية أمام حسن روحاني، لكنه حصد 38% من الأصوات.

وفي 7 مارس 2019 عينه خامنئي رئيسًا للسلطة القضائية ليحل محل صادق لاريجاني الذي احتفظ بالمنصب لنحو عشرة أعوام، واتهمته منظمة العفو الدولية بالسماح في 2019 بإفلات المسؤولين عن قتل المتظاهرين من العقاب.

في ثوب جديد

في 2021، قدم رئيسي نفسه كـ “أفضل شخص لمحاربة الفساد وعدم المساواة وحل مشاكل إيران الاقتصادية”.

لكن التقارير تقول إن المشهد الانتخابي صمم خصيصًا هذه المرة ليرسم طريق فوز إبراهيم رئيسي: تقدم 600 مرشح، ولم يوافق مجلس صيانة الدستور إلا على 7 منهم، لينفر أنصارهم من التصويت.

باباك إماميان، رئيس جمعية الأعمال البريطانية الإيرانية والمستشار السياسي، يعتبر رئيسي هو الأضعف بين المرشحين للرئاسة. ولذلك تفضله النخبة الحاكمة في إيران.

ويشير صعود رئيسي إلى الصدارة الوطنية إلى أن الولاء للنظام يتقدم بشكل متزايد على المؤهلات الدينية بين النخب الحاكمة في إيران.

فرصة للمتشددين

ترى بي بي سي أنه في عهد رئيسي، سيسعى المتشددون الإيرانيون إلى تعزيز نظام متشدد للحكومة الإسلامية، مما يعني ربما المزيد من الضوابط على الأنشطة الاجتماعية، وحريات ووظائف أقل للنساء، وتشديد السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة.

المتشددون متشككون إزاء الغرب، لكن كلا من رئيسي والمرشد الأعلى خامنئي يفضلان العودة إلى اتفاق دولي بشأن النشاط النووي الإيراني.

مع تولي إبراهيم رئيسي الرئاسة، سيكون المتشددون قد استولوا على جميع مراكز السلطة: السلطة التنفيذية وكذلك السلطة التشريعية والقضائية. ستكون إيران مجتمعا أكثر انغلاقا. من المرجح أن يتم تقليص الحريات أكثر من ذي قبل.

هل يصبح المرشد؟

مع انتخابه للرئاسة، ولأنه من المنتسبين للنسل النبوي، يقول البعض، سيكون رئيسي في وضع جيد ليصبح المرشد الأعلى المقبل، تمامًا كما كان خامنئي رئيسا لإيران قبل أن يتم اختياره كمرشد أعلى بعد وفاة الخميني في عام 1989.

ومع ذلك، هناك مرشحون آخرون، بما في ذلك نجل خامنئي، مجتبى خامنئي، ومن غير الواضح كيف تتوافق طموحات رئيسي مع طموحات الآخرين، وربما يخطط علي خامنئي لاستخدام رئيسي لتوصيل ابنه لمنصب المرشد.

قال عبد الله مهتدي من حزب كومالا الإيراني، وهو جماعة معارضة كردية: سيعمل رئيسي كرئيس إيران على هدفين في السياسة:

  • قمع الاحتجاجات الشعبية كما رأينا في عامي 2009 و 2019
  • وتمهيد الطريق لمجتبى ليكون المرشد الأعلى المقبل، فهذه مهمة يثق فيه خامنئي لينفذها.

لكن هناك آراء أخرى تقول إنه جاء لينفذ الثورة الإسلامية الثانية التي اقترحها خامنئي، ومكافأة لذلك سيتولى منصب المرشد من بعده.

مع الغرب

قد يساعد فوز إبراهيم رئيسي في ترسيخ إعادة إنشاء اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، على الرغم من أن رئيسي يحمل عداءً تجاه واشنطن أكثر من سلفه، لكنه أظهر استعدادًا للالتزام بشروط الاتفاق النووي لعام 2015، الذي قيد البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات.

من التناقض أن رئيسي سوف يهاجم الغرب باستمرار ولكنه يريد أيضًا أن يستمر الاتفاق النووي، لأن رفع العقوبات سيساعد الاقتصاد المتعثر بشكل كبير، مما يعطيه دفعة يحتاجها في حكمه.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك