الهلال الشيعي | البرنامج النووي مجرد وزير ..الجائزة الكبرى لنظام إيران في مكان آخر | ترجمة في دقائق

الهلال الشيعي | البرنامج النووي مجرد وزير ..الجائزة الكبرى لنظام إيران في مكان آخر | ترجمة في دقائق

11 Mar 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن مقال رضا برشيزاده: “الهلال الشيعي: قوس الأزمة في الشرق الأوسط” المنشور في ذا ألجيماينر جورنال.


المشروع النووي مجرد غطاء

لم يكن اتفاق إيران النووي 2015 في عهد باراك أوباما هي المرة الأولى التي يوقف فيها النظام الإيراني مشروع أسلحته النووية ليدفعه إلى الأمام لاحقًا، في لعبة قط وفأر متكررة مع ساكني البيت الأبيض.

بدأ النظام الإيراني التفكير بجدية في امتلاك أسلحة نووية كضمانة ضد الغرب في منتصف التسعينيات.

وعندما غزا الرئيس جورج دبليو بوش العراق وأطاح بنظام صدام حسين، أدرك الإسلاميون في إيران، الذين اعتبرهم بوش جزءا من “محور الشر”، أنهم قد يصبحون الهدف التالي لحربه على الإرهاب، فأوقفوا على الفور مشروعهم النووي.

لكن بمجرد أن بدأ الوجود الأمريكي في العراق يتضاءل – في عهد بوش أولًا ثم في عهد باراك أوباما – تم تنشيط أجهزة الطرد المركزي مرة أخرى في إيران، وهذه المرة أسرع بكثير من ذي قبل، كما تظهر تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخيرة.

لكن الحرب الحقيقية تدور في ساحة أخرى.

لعبة إيران المتكررة

لنعود إلى 2015 نفسها، حين وافق النظام الإيراني على مضض على وضع غطاء مؤقت على مشروعه النووي، حينها، كان يقاتل بضراوة لإبقاء سوريا داخل منطقة نفوذه، أو ما نسميه “الهلال الشيعي”.

الهلال الشيعي مصطلح يستخدم لوصف كيان جيوسياسي تخطط له إيران.

المصطلح منسوب لملك الأردن عبد الله الثاني  في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين للإشارة إلى تدخلات إيران في العراق، وإن كانت مفاهيم مماثلة موجودة في اللغة الفكرية والسياسية للمنطقة منذ الستينيات على الأقل.

في ذلك الوقت، شرع الإسلاميون الإيرانيون في صراع أيديولوجي مسلح واسع النطاق لإنشاء وحدة جيوسياسية إسلامية عابرة للحدود – إمبراطورية شيعية – من الدول ذات الأغلبية الشيعية في الشرق الأوسط مع إيران باعتبارها قلب الإمبراطورية النابض.

تتكون الوحدة من البحرين وإيران والعراق وسوريا ولبنان. وهي مواطن غالبية السكان الشيعة في الشرق الأوسط.

ولتنفيذ مخطط الهلال الشيعي تعمل إيران على توصيل الدول الخمس على الخريطة في منحنى مستمر يمتد من البحرين في الجنوب الشرقي إلى لبنان في الجنوب الغربي، لتعطي شكل الهلال.

لعبة إيران المتكررة

لكن المنعطف في لعبة القط والفأر هذه هو أن العرض الدرامي للنظام الإسلامي للمد والجزر الظاهر لمشروعه النووي هو مجرد خدعة،

فمع تركيز اهتمام الغرب على القضية النووية، وسع النظام بهدوء وثبات من دائرة الأزمة في الشرق الأوسط من خلال الإرهاب والطائفية وشبه العسكرية (الميليشياوية) والحرب التقليدية.

يدرك النظام في إيران جيدًا أن بإمكانه إحياء طموحاته النووية كلما كان المناخ الدولي ملائمًا لمثل هذه الخطوة (أي عندما يكون هناك ديمقراطي في البيت الأبيض).

لكن الصعوبة تكمن في الحرب الأخرى: استعادة نفوذه في ما نسميه “الهلال الشيعي”. وللتغطية على هذه الحرب، تستخدم إيران ساتر البرنامج النووي.

وهنا يأتي دور سوريا.

أهمية سوريا الاستراتيجية بالنسبة للنظام الإيراني ضخمة لدرجة أن مهدي طيب، المبعوث الخاص للمرشد الأعلى، أطلق عليها اسم “المحافظة الخامسة والثلاثين في إيران”. وأضاف أن حماية سوريا كانت أكثر أهمية من حماية محافظة خوزستان الغنية بالنفط في جنوب غرب إيران والتي كانت مسرحًا رئيسيًا للصراع خلال الحرب العراقية الإيرانية.

لماذا سوريا؟

سوريا تحتل جزءًا كبيرًا من منحنى الهلال الشيعي، مما يجعلها النقطة الأكثر استراتيجية في مخطط إيران.

إذا ضاعت هذه الدولة من إيران، فسوف تتدمر خطط الهلال. مثل هذا الضياع لن يتنزع سوريا ذات الأغلبية السنية التي تحكمها أغلبية علوية من الهلال الشيعي فحسب، بل سيقطع شريان الحياة الذي يدعم حزب الله في لبنان، وسيفقدها نقطة  الوصول إلى العديد من المواقع الإستراتيجية على البحر المتوسط ​​التي تخدم الجماعات الجهادية في قطاع غزة.

إن الانقطاع في الهلال الشيعي سيؤثر على هيمنة المعسكر الشيعي في الشرق الأوسط ومن المرجح أن يترجم إلى تحول جذري في ميزان القوى.

لذلك من الأهمية بمكان بالنسبة للجمهورية الإسلامية أن تحافظ على الوضع الراهن في شكل صراعات مجمدة في المنطقة – لا سيما في سوريا – بحجة صد داعش والقاعدة من أجل الحفاظ على وحدة أراضي الهلال الشيعي.

انت اتجننت؟ دا بايدن | ميديا المينستريم تناقض نفسها في ضربة سوريا وأخواتها | الحكاية في دقائق

هلال يؤمن طهران نفسها

لماذا يقاتل النظام بهذه الضراوة للحفاظ على الهلال الشيعي أمرًا واقعًا؟

هنا، يجب أن تؤخذ الأيديولوجية الإسلامية الخاصة للنظام بعين الاعتبار، فالإمبريالية الإقليمية لطهران هي من نواح كثيرة إسقاط لشموليتها المحلية. في الواقع، يتغذون على بعضهم البعض.

النظام الإسلامي في إيران قوة إمبريالية شمولية عل نسق الاتحاد السوفيتي السابق وألمانيا النازية. يعرض أيديولوجيته القمعية في جميع مجالات النفوذ، سواء في الداخل أو في الخارج. في الواقع، وفقًا للأدلة التاريخية، يكون النظام في أشد حالاته قسوة محليًا عندما يكون أقوى في الخارج.

على هذا النحو، إذا تم طرد النظام من المنطقة، مع فقدان نفوذه الإقليمي وقدرته على تعبئة القوى الطائفية والوكالة، فمن المرجح أن ينهار في الداخل في مواجهة المقاومة المحلية من قبل ملايين المواطنين الساخطين.

لذلك يعتبر تفكيك الهلال الشيعي خطوة أولى حيوية نحو إحلال السلام والاستقرار والديمقراطية في الشرق الأوسط.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك