ملاذ الجواسيس | إيران “الفاسدة” المخترقة باعتراف رسمي: تحت كل صخرة جاسوس | ترجمة في دقائق

ملاذ الجواسيس | إيران “الفاسدة” المخترقة باعتراف رسمي: تحت كل صخرة جاسوس | ترجمة في دقائق

28 Apr 2021
إيران
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال باريا علم الدين: كيف جعلت إيران نفسها ملاذاً للجواسيس الإسرائيليين؟ المنشور في أوراسيا ريفيو.


ليس هناك جديد في تصور آيات الله في إيران أن كل صخرة تحمل تحتها عدوًا أو مخربًا.

لكن الجديد هذه المرة كان اتهام البرلمان الإيراني ووسائل الإعلام لقادتهم بالسماح بتحويل الأمة إلى “ملاذ للجواسيس”، وتساؤل نوابه علنًا عن مدى اختراق الأجهزة النووية والاستخباراتية في إيران.

ما كان يتردد من أجل الدعاية بات واقعًا على ما يبدو. الآن يخشى المسؤولون الإيرانيون من أن شبكة إسرائيلية سرية تعمل بحرية في جميع أنحاء الجمهورية الإسلامية، وتشن عمليات اغتيالات وهجمات ضد مواقع حساسة من الناحية الإستراتيجية، بدرجة باتت كافية لإحراج أجهزة المخابرات الإيرانية.

المستور أخطر

قبل أسبوعين فقط، ظهر الرئيس حسن روحاني على شاشة التلفزيون الإيراني الرسمي، متفاخرًا بزهو بسلسلة جديدة من أجهزة الطرد المركزي في محطة نطنز النووية.

بعد ساعات فقط، أدى انفجار كبير إلى تعطيل نظام الطاقة في الموقع، مما تسبب في خروج أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم عن السيطرة. ووفقًا لمسؤول نووي إيراني رفيع، فقد تضررت أو دمرت عدة آلاف من أجهزة الطرد المركزي وخرج “الجزء الرئيسي من قدرات التخصيب التي تملكها إيران” عن الخدمة.

الهجوم جاء بعد هجوم في نفس الموقع في يوليو الماضي تسبب في أضرار مماثلة.

وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، حدث انفجار نطنز السابق بعد أن اشترى علماء نوويون لأنفسهم بعض الأثاث الجديد، وتم إخفاء حزمة من المتفجرات داخل مكتب انفجرت بعد عدة أشهر، مما تسبب في أضرار كارثية.

قد تكون الهجمات العديدة الأخرى ضد المواقع العسكرية والحساسة مجرد غيض من فيض، بالنظر إلى أنه لا إيران ولا إسرائيل لديهما مصلحة في الكشف عن هذه الحوادث لوسائل الإعلام.

استهداف نطنز الإيرانية| لماذا الآن؟ وهل من مصلحة إسرائيل التفاخر بالعملية؟| س/ج في دقائق

عمليات الاغتيال

ستة علماء نوويين على الأقل تعرضوا للاغتيال، وكان آخرهم كبير العلماء النوويين الإيرانيين محسن فخري زاده (العميد في الحرس الثوري الإيراني)، الذي قُتل بالرصاص في عملية معقدة وجريئة.

في محاولة يائسة للتقليل من شأن مدى تصرف النشطاء الذين ترعاهم إسرائيل دون عقاب على الأراضي الإيرانية، أشارت روايات وسائل الإعلام الرسمية عن اغتيال فخري زاده إلى رشاشات مثبتة على سيارات ذاتية القيادة وروبوتات قاتلة!

المستوى المحلي من التشكك ارتفع، لدرجة أنه عندما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية الأسبوع الماضي أن نائب قائد فيلق القدس محمد حسين زاده حجازي توفي بشكل غير متوقع بسبب أمراض القلب، انتشرت تكهنات بأنه قد تم اغتياله من قبل الموساد.

والآن، تتحدث مصادر مرتبكة في الحرس الثوري الإيراني عن الحاجة إلى “تطهير” أجهزة المخابرات. وتساءل أحد منشورات الحرس الثوري الإيراني: “لماذا يتصرف أمن المنشأة النووية بطريقة غير مسؤولة لدرجة أنها تتعرض للضرب مرتين من نفس المكان؟”.

اغتيال محسن فخري زادة | لماذا تفشل إيران في حماية رجالها؟ وكيف سترد؟ | س/ج في دقائق

شعور بالعجز

هناك شعور بالعجز القومي والفشل في مواجهة هذه الهجمات، حيث لجأت وسائل الإعلام الرسمية، في أعقاب اغتيالات لشخصيات مثل فخري زاده وقاسم سليماني، إلى الإعلان الواسع النطاق عن عمليات انتقامية وهمية أو مبالغ في حجمها.

وبعد هجوم نطنز الأخير، كان رد إيران هو التحذير من أنها ستستبدل بأجهزة الطرد المركزي التالفة إصدارات أكثر تقدمًا، بالإضافة إلى إخطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها بدأت في تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60%- وهي خطوة كبيرة نحو إنتاج اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة، في مسار استفزازي يزيد الأمور سوءًا بالنسبة لإيران:

فكلما اقتربت طهران من القدرة على إنتاج أسلحة نووية، كلما شعرت الأطراف الدولية بأنها مضطرة لاتخاذ إجراء حاسم.

أرضية تجنيد مفتوحة

بالنظر إلى أن العالم ظل يتعامل مع التهديد النووي الإيراني لأكثر من عقدين من الزمان، فقد أتيحت للعديد من وكالات الاستخبارات العالمية فرصة كبيرة لتجنيد طلاب الفيزياء الإيرانيين الواعدين والمقدر لهم العمل في البرنامج النووي للحرس الثوري.

وبالتالي، فإن  القيادة لديها ما يبرر القلق، وخصوصًا  أن هذا الاختراق وتآكل الولاء قد امتد عبر البنى التحتية الاستخباراتية والسياسية والعسكرية.

من الواضح أن شبكة الموساد جندت أعدادًا كبيرة من الإيرانيين الأكفاء المستعدين لمهاجمة منشآت الدولة – وهذه ليست مفاجأة كبيرة، بالنظر إلى أن ألمع الخريجين الإيرانيين ليس لديهم الكثير ليتطلعوا إليه، أبعد من البطالة والفقر والقمع الديني.

كما نجحت وكالات الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية في التدخل في المعدات النووية المعدة للتصدير إلى إيران. تم اختراق مصانع قطع الغيار في الخارج لزرع المتفجرات أو المعدات المعيبة التي يتم تصديرها بعد ذلك وتركيبها في المواقع النووية الإيرانية، مما يتسبب في كثير من الأحيان في أضرار طفيفة يكتشفها العلماء الإيرانيون فقط بعد فوات الأوان وبالمثل، كان للهجمات الإلكترونية تأثير كارثي.

حتى في لبنان، التي اعتدنا فيها المزاح بأن كل شخص تحدثنا إليه يمكن أن يكون جاسوسًا إسرائيليًا، يقال إن إسرائيل استغلت الفوضى في سوريا فعلًا لتجنيد أعداد كبيرة من المصادر التي يمكنها إبلاغهم بالمناورات الإيرانية ونشر الصواريخ.

وفي سوريا، صعدت إسرائيل بشكل كبير من ضرباتها ضد المواقع الإيرانية، ولا سيما مواقع إنتاج الأسلحة للصواريخ الموجهة بدقة. شنت إسرائيل أكثر من 500 ضربة صاروخية في 2020 وحدها، ونشرت 4239 سلاحًا ضد 955 هدفًا في جميع أنحاء سوريا على مدار ثلاث سنوات.

إيران فقدت أهم أسلحتها .. الوقاحة.. لهذا اقترب سقوط دولة آيات الله | ترجمة في دقائق

تبديد الموارد

يعترف المسؤولون العسكريون الإسرائيليون بأن هذا لم يؤد إلا إلى إبطاء الزحف الإيراني، بينما يشير نواب إيرانيون مطلعون على ميزانية الدولة إلى أن طهران خصصت بالفعل ما يصل إلى 30 مليار دولار في الساحة السورية، وحولت موارد إضافية هائلة إلى حزب الله، إلى جانب تمويل الإرهابيين في اليمن والعراق وأماكن أخرى.. وهذه هي النقطة الأخطر.

في الوقت نفسه، تلتهم المؤسسات المبهمة التي يديرها مسؤولون فاسدون حوالي 65% من الميزانية، مما يترك الدولة التي دمرها فيروس كورونا عرضة لتفكك الاقتصاد.

عندما يبدد القادة ثروة أمتهم ويخونون مواطنيهم بهذه الطريقة، فلا عجب أن الكثير من الإيرانيين مستعدون لبيع أمتهم لإسرائيل.

 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك