“المتدينون لا يعرفون الاكتئاب”.. قابلتك هذه العبارة عبر السوشال ميديا. لكن: هل التدين يقلل الاكتئاب؟

عدد كبير من الأبحاث ربط بين التدين والصحة النفسية العامة. العديد من الدراسات قالت إن المتدينين يواجهون أعراضًا أقل من الاكتئاب والقلق.. لكن “أي تدين؟!” و”أي متدينين”؟! هذا ما لا تجده في كثير من الموضوعات المترجمة، أو المختزلة.

كيف؟

س/ج في دقائق

هل التدين يقلل الاكتئاب؟

الإجابة “المختزلة” نعم. العديد من الدراسات تحدثت بهذا المعنى.

مثلًا، أشارت دراسة أجريت 2005 على كبار السن في منطقة خليج سان فرانسيسكو، إلى أن التدين كان حاجزًا ضد الاكتئاب بين المرضى في حالة صحية سيئة.

دراسة أخرى أجريت 2013 قالت إن من يعانون من مشكلات الصحة العقلية مثل الاكتئاب أو القلق أظهروا استجابة أفضل للعلاج إذا كانوا مؤمنين.

نظرية الأمر الإلهي | إن لم يكن هناك إله.. هل تصبح كل الجرائم مباحة؟ | مصطفى ماهر

ما تفسير ذلك علميًا؟

في مراجعة لـ 93 دراسة حول الدين والصحة، وجد مدير مركز اللاهوت في المركز الطبي لجامعة ديوك، هارولد جي كونيغ، أن:

1- الدين “أي دين” يمنح أتباعه شعورًا نفسيًا بوجود هدف ومعنى للحياة.

2- يسهل عليهم إيجاد مبرر للأحداث السلبية التي يواجهونها،

3- يضمن وجودهم ضمن مجتمع من المتدينين ودار عبادة تقدم لهم دعمًا إن واجهوا أزمة.

دراسة جيرفيه | هل الإلحاد مرض نفسي؟ لماذا ألحد مليارا شخص عالميًا؟ | س/ج في دقائق

هل يقتصر ذلك على أديان بعينها؟!

عالم الأعصاب في جامعة ومستشفى توماس جيفرسون، أندرو نيوبيرج، يقول إن الدراسات أثبتت أن الأديان التي تتضمن صلوات تأملية “أي صلاة تتضمن عبارات معينة متكررة” تنشط مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم الاستجابات العاطفية، بما في ذلك الفص الجبهي.

ووجدت دراسة أجراها نيوبيرج وزملاؤه عام 2010 والتي تضمنت مسح دماغ لراهبات بوذيات وراهبات فرنسيسكان أن هؤلاء المتأملين على المدى الطويل كان لديهم نشاط أكبر في مناطق الفص الجبهي، مقارنة بغيرهم.

تقوية هذه المناطق تساعد على الهدوء وضبط رد الفعل والقدرة على التعامل مع الضغوط.

اندماج الهوية | من الزمالك إلى الإخوان.. لماذا ينضم البشر إلى جماعات الاستضعاف؟ | ترجمة في دقائق

لكن كثيرًا من المتدينين يعانون مشكلات نفسية.. كيف؟

نوع التدين يلعب الدور الأهم؛ إذ يتكامل مع طريقة عمل الدماغ.

أولًا:

يقول نيوبيرج إن النظر إلى الدين باعتباره يمثل قيم التسامح والحب والرحمة والتعاطف، ينشط الدوائر العصبية المشاركة في التفكير في التعاطف، وهذا يقلل من التوتر.

على العكس، النظر إلى الدين باعتباره يدعو إلى كراهية غير المؤمنين سييؤدي إلى تشغيل مناطق من الدماغ تشارك في التفكير في الكراهية، ويمكن أن تزيد من التوتر وتحفز إفراز هرمونات التوتر.

ثانيًا:

تدعو بعض الديانات أتباعها إلى الابتعاد عن السلوكيات الصحية عالية الخطورة، مثل التدخين أو شرب الكحول أو الإفراط في تناول الطعام. نمط الحياة الناتج – وليس الدين نفسه – مفيد لوظائف الدماغ.

لكن، إذا اعتبر أتباع الديانات إن مشكلاتهم الصحية أو النفسية عقاب إلهي فسيكونون أقل قابلية لطلب العلاج.

كذلك، بحسب أستاذ علم النفس، كينيث بارجامنت، إذا اعتقد المؤمن أن إلهه تخلى عنه، فسيمر بأزمة نفسية معقدة، قد تسبب الوفاة المبكرة.

جني سقراط | هل كان فيلسوف الغرب الأشهر نبيًا أم مريضًا بالوسواس القهري؟ | مصطفى ماهر

هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

كيف يكون الدين جيدًا أو مضرًا بالصحة العقلية؟ (livescience)