لم يعد العدو المستحيل.. هل اقترب العلم من هزيمة السرطان للأبد؟ | س/ج في دقائق

لم يعد العدو المستحيل.. هل اقترب العلم من هزيمة السرطان للأبد؟ | س/ج في دقائق

23 May 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

قبل بضعة عقود فقط، بدا مرض السرطان وكأنه لا يُهزم. كان مريض السرطان لا يملك إلا انتظار الموت. لماذا؟ السبب بحسب ساينتفيك أمريكان كان التشخيص المتأخر والقاتم، والعلاجات التي لا توفر إلا الوقت، والاحتمالات الضعيفة لإبقاء المريض على قيد الحياة بعد اكتشاف الإصابة.

كل هذا تغير، بحسب أندريه جوي، الباحث في سرطان الغدد الليمفاوية في مؤسسة هاكنساك ميريديان هيلث، الذي يبشر بتقدم سريع سنشهده خلال السنوات القليلة المقبلة في محال رعاية مرضى السرطان، بفضل التقدم السريع في علم الأحياء لأنظمة السرطان “Cancer Biology”، وتحسن التشخيص، والطب الدقيق Precision medicine، وعلم الأورام المناعي، واكتشاف الأدوية، والذي منح أخصائيي الأورام قوة متزايدة على هزيمة المرض، وإنقاذ المزيد من الأرواح.

كيف؟ يمكن لأطباء الأورام حاليًا تدريب القوة الكاملة لجهاز المناعة ضد السرطان ومنع تكراره. علاوة على ذلك، أصبح التسلسل الجيني للجيل التالي ميسور التكلفة. هذا فتح الباب لتحسين طرق الوقاية والكشف المبكر والعلاجات المستهدفة التي تهدف إلى منع تكرار الإصابة بمرض السرطان.

من وجهة نظر عملية، يقول الباحثون إنهم بحاجة إلى التفكير في مستقبل رعاية مرضى السرطان كحرب على ثلاث جبهات: ما قبل السرطان، ورعاية مرضى السرطان، وما بعد السرطان.

مزيد من التفاصيل:

س/ج في دقائق


لماذا يعول العلماء على اكتشاف السرطان مبكرًا؟

بحسب أندريه جوي، الباحث في سرطان الغدد الليمفاوية في مؤسسة هاكنساك ميريديان هيلث، فكل أنواع السرطان تقريبًا باتت قابلة للشفاء أو التحكم فيها على الأقل بشرط كشفها في وقت مبكر بما فيه الكفاية.

يضرب مثلًا بسرطان المبيض الذي بات اكتشاف معظم حالاته في مرحلة متقدمة ممكنا. كانت احتمالات البقاء على قيد الحياة لخمس سنوات لا تتجاوز 25%، لكن النسبة قفزت إلى 94% مع تسريع الكشف.

حاليًا، تتوفر الفحوصات الدقيقة للتشخيص المبكر لعدد قليل من أنواع السرطان: تصوير الثدي بالأشعة السينية لسرطان الثدي – مسحة عنق الرحم لسرطان عنق الرحم – تنظير القولون لسرطان القولون – اختبارات PSA لسرطان البروستاتا – التصوير المقطعي المحوسب منخفض الدقة لسرطان الرئة، وكلها مسؤولة عن 40% فقط من وفيات السرطان. بينما لا توجد حاليًا طرق فحص فعالة لأنواع السرطان الأخرى.

مع ذلك، ستعمل طرق الفحص الجديدة قريبًا على تغيير رعاية ما قبل السرطان.

10 علامات على السرطان لا تتجاهلها ولو كنت في حظر كورونا | إنفوجرافيك في دقائق


ما الطرق الجديدة التي ستسرع الكشف عن السرطان مبكرًا؟

يعول الباحثون على طرق جديدة مبتكرة لتسريع الكشف عن السرطان، بينها:

1- الخزعة السائلة:

لفترة طويلة، تطلب الكشف عن السرطان قطع أنسجة من المنطقة المشنبه في إصابتها. لكن الباحثين يعولون على فحص الخزعة السائلة للكشف عن خلايا السرطان وتحديد العلاج الأنسب لها من خلال تحليل عينات الدم. ذلك لأن أنواع السرطان تطلق في الدم كلًا من الخلايا السرطانية وشظايا الحمض النووي، حتى في وقت مبكر جدًا من تطور السرطان، فيمكن أن يكشف تحليلها عن طبيعة الورم النامي.

2- علم التخلق (علم ما فوق الجينات):

فرع علمي ناشئ يدرس التغيرات التي ييحدثها تنشيط وتثبيط الجينات دون إحداث أي تغيير على سلسلة الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين. استخدم الباحثون هذا الفرع لابتكار طريقة فحص جديدة لمرض السرطان. تعتمد على التعديلات الكيميائية على الحمض النووي والبروتينات لا تغير ما يشفره الجين، وهذه الطريقة بإمكانها تحديد ما إذا كان الجين يعمل أم لا، بما يمكن الكشف عن جزيء الحمض النووي الذي مرَّ بعملية الـ “مثيلة – Methylation” في المراحل المبكرة من نشوء الورم السرطاني

تحليل واحد فقط من هذه التعديلات الكيميائية – بإضافة مجموعة الميثيل إلى جزيء الحمض النووي – يمكن أن يكتشف ما يصل إلى 50 نوعًا مختلفًا من السرطانات، حسبما أفاد اتحاد كبير من الباحثين في Annals of Oncology في يونيو 2020.

3- معدِلات الاستجابة البيولوجية:

يمكن أن تعني الاكتشافات المبكرة للسرطان الآن أيضًا التخفيف من عوامل الخطر الجينية وتقليل فرص الإصابة بسرطان فعلي، حيث يمكن أن تتلقى المصابات بطفرات في جينات BRCA1 و BRCA2 الكابحة للورم، والمعرضات للإصابة بسرطان الثدي والمبيض، علاجًا وقائيًا يسمى “المعدِل البيولوجي – Biological modifiers” الذي يمكن أن يقلل الالتهاب المزمن أو متلازمة التمثيل الغذائي التي تسبب نمو السرطان.

بينها السرطان.. 5 أمراض يكتشف كلبك إصابتك بها من رائحة جواربك وأنفاسك | قوائم في دقائق



كيف يمكن التعامل مع حالات السرطان الفعلية؟

تتوقع ساينتفيك أمريكان أن تتحول رعاية مرضى السرطان نحو فروع أخرى من الطب، خصوصًا علم الأحياء لأنظمة السرطان “Cancer Biology”، وتحسين التشخيص، والطب الدقيق Precision medicine، وعلم الأورام المناعي.

وبينما كانت الكثير من أدوية السرطان غير فعالة في الماضي، تبشر المجلة بأن الباحثين يقتربون من فهم التركيب الجيني الأولي للورم، وتحديد أنسب قرارات العلاج للمرضى بناءً على جيناتهم.

يمكن لهذا النهج في رعاية مرضى السرطان أن يحدث فرقًا كبيرًا، فمثلًا:

في دراسة أجريت على 2,000 مريض بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، والمرضى الذين لم يخضعوا للاختبار الجزيئي ولم يتلقوا علاجًا مستهدفًا للسرطان مثل مثبط بروتين كينيز، كان متوسط ​​البقاء على قيد الحياة 10 أشهر فقط،

لكن المرضى الذين خضعوا للاختبار الجزيئي وحصلوا على مثبط بروتين كينيز مناسب لسرطانهم، كان متوسط ​​البقاء على قيد الحياة أربع سنوات تقريبًا (حوالي خمسة أضعاف).

نظرًا لأن لدينا بالفعل علاجًا موجهًا للطفرتين الأكثر شيوعًا المسببة لسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، فإن الاختبار الجزيئي مهيأ لتحويل علاج هذا النوع من السرطان.

توضح النتائج أيضًا كيف يمكن أن يؤدي تحسن العلاج من خلال الطب الدقيق الأكثر ذكاء والمصمم خصيصًا لكل حالة بعينها إلى تقليل تكلفة الرعاية، وكذلك احتمالات أعلى للبقاء على قيد الحياة.

دواء السرطان الجديد “فيتراكفي” ولماذا يختلف عما سبق | س/ج في دقائق


لكن السرطان قابل للعودة حتى بعد العلاج.. أين الحل؟

حتى الآن، يستجيب معظم المرضى للعلاج الأولي. لكن التحدي الأكبر يبقى في رعاية ما بعد السرطان، والمعروف أيضًا باسم رعاية المتابعة، وهو التنبؤ باحتمالات الانتكاسات اللاحقة ومنعها.

مؤسسة هاكنساك ميريديان هيلث تؤكد أن قدرة الباحثين على التنبؤ باحتمال الانتكاس ومنعها تتحسن، بفضل الخزعات السائلة وتسلسل الجيل التالي، والتي تساعد على اكتشاف خلايا السرطان المتبقية وتوصيفها بدقة لتصميم علاجات إضافية لإبقاء المرض خاملًا.

وباستخدام التكنولوجيا الجديدة، يمكن للأطباء تحديد الحالة المناعية للمريض، الأمر الذي يحدد إلى حد كبير خطر التكرار، حيث سيساعد في اختيار العلاجات القائمة على المناعة والتي يمكن أن تساعد في منع تكرار الإصابة.

تضيف المؤسسة أن مفهوم رعاية المتابعة تطور إلى ما هو أبعد من مجرد مراقبة تكرار المرض.

وتتزايد الأدلة على أن التغييرات في نمط الحياة، لا سيما التغييرات في التمرينات والتغذية والرفاهية العامة، تدعم البقاء على قيد الحياة والتعافي من السرطان كما تقلل احتمالات تكرار الإصابة.

في الطب ورأس المال.. علاج السرطان يتحرك نحو طفرة غير مسبوقة بحلول 2024


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

الثورة القادمة في رعاية مرضى السرطان (ساينتفك أمريكان)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك