تقول الدعاية الغربية إن روسيا اليوم "حادت عن مبدئها" في كل مرة أرادت منها روسيا ذلك.
في 2014 مثلًا، استقالت ليز واهل، مقدمة البرامج في قناة روسيا اليوم أمريكا، على الهواء، متهمة الشبكة بترويج نظريات المؤامرة للمجتمعات المحبطة والساخطين من خلال التضليل الإعلامي.
وفي 2017، كانت متهمة، وفق تقرير استخباراتي أمريكي رفعت عنه السرية، باستخدام منصاتها لدفع الرسائل الاستراتيجية للحكومة الروسية خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية
وأثناء جائحة كورونا، يقول محللون غربيون إن روسيا اليوم جزء من حملة روسيا النشطة للتشكيك في لقاحات كورونا الأمريكية والدولية.
هذا كله سقط مع قصف روسيا لأوكرانيا. الصحفيون الغربيون استقالوا من روسيا اليوم بعد ساعات من الغزو.
وفورًا، قالت الدعاية الغربية إن تغطيتها تتماشى مع الرواية الرسمية لروسيا! بالتالي، تستحق القمع!
كانت البداية من حجب حساباتها عبر السوشال ميديا جزئيًا بمنعها من الإعلان، وتقليص حجم الجمهور الذي يمكنه الوصول إلى المنشورات، وصولًا إلى حجب القناة عبر يوتيوب، وحتى سحب ترخيص البث في أكثر من دولة، خصوصًا أمريكا وبريطانيا.
صحيح أن روسيا استثمرت المليارات وجهود آلاف المحترفين وسنوات عديدة لبناء سمعة روايتها. لكنها بنت كل ذلك على أرض يملكها غيرها منذ 2008.
في هذا التاريخ، التفت التقدميون لمدى أهمية تطويع السوشال ميديا الناشئة سياسيًا، بعدما استغلها مرشح الديمقراط باراك أوباما في هزيمة قواعد الحزب الكلاسيكية، ثم الفوز بالرئاسة كأول أسود يصل للمنصب، متجاوزًا القوائم الانتخابية التقليدية للحزب، ببناء قوائم ناخبين جديدة مصممة كليًا من جمهور الإنترنت.
على مدى السنوات الخمس الماضية، أدى صعود دونالد ترامب والتصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، اعتبر التقدميون أن فتح باب حرية التعبير عبر الإنترنت ساعد على ولادة اليمين الشعبوي.
ولمكافحة ذلك، سعى الليبراليون لدفع عمالقة البيج تيك إلى فرض قيود أكبر.
القيود لم تتوقف عند نظام "تدقيق الحقائق" الذي يعتمد على ميديا المين ستريم في تحديد "ما هي الحقائق"
بل تكشف بصورة كبيرة في تقييد القصص حول فساد ابن مرشح الديمقراط جو بايدن، هانتر،
و وصل إلى منع الرئيس دونالد ترامب نفسه من الوصول إلى السوشال ميديا،
لذلك لم يكن تقييد منصات الرواية الروسية في الحرب على أوكرانيا مفاجأة.
حرب أوكرانيا تلقي بلسان بوتين المفضل في حالة من الفوضى (Vice)
كيف استغل أوباما قوة الشبكات الاجتماعية؟ (نيويورك تايمز)
السوشال ميديا واليسار (Spring Mag)
سياسة وادي السيليكون: ليبرالية.. باستثناء واحد (نيويورك تايمز)
كيف يرتبط نزوح وادي السيليكون بالحروب الثقافية المستمرة؟ (بيزنس إنسايدر)
شرح السياسة غير العادية لوادي السيليكون (VOX)