أوكرانيا تعود إلى محور الاهتمام الجيوسياسي الدولي مع احتشاد القوات الروسية على طول حدودها الشرقية، مع تهديدات الغرب بفرض عقوبات، ونشر عسكري من قبل حلفاء الناتو.
فماذا تريد روسيا من أوكرانيا؟
ولماذا يتدخل الغرب بقوته لمنع التمدد الروسي؟
وما أهمية أوكرانيا للجميع؟
س/ج في دقائق
كيف بدأت الأزمة الحالية؟
تريد منطقة دونباس الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا التي تساعد المسلحين الانفصاليين لتحقيق مطالبهم.
في 2019، بدا أن هناك فرصة لإتمام اتفاق تسوية. لكن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي فضل “التصعيد الخطابي”.
بالتزامن، ترى روسيا أن الناتو يتوسع في الأراضي التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي. لذا رأت فرصة في استغلال أوكرانيا لإرغام الغرب على الابتعاد عن حدودها.
بنهاية 2021، قدمت روسيا قائمة بمطالب لمنع الصراع في أوكرانيا، تركزت بالكامل على وقف توسع الناتو في أراضي الاتحاد السوفييتي، وتقليص المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
رفضت الولايات المتحدة مطالب موسكو في منتصف يناير، واقترحت فرض قيود على المناورات العسكرية التي تعتبرها موسكو استفزازية.
نشرت موسكو 100,000 جندي قرب حدود أكرانيا، معززين بدبابات ومدرعات وقاذفات صواريخ. ونقلت قوات وأنظمة صواريخ S-400 أرض-جو إلى بيلاروسيا، المجاورة لأعضاء الناتو بولندا ولاتفيا وليتوانيا، ونقلت سفنًا بالقرب من شواطئ أوكرانيا في البحر الأسود وبحر آزوف.
كما أجرت مناورات بحرية في المحيطين الأطلسي والهادئ وفي بحر العرب مع القوات البحرية الصينية. وفي 25 يناير، أعلنت موسكو عن مناورات عسكرية جديدة في شمال القوقاز.
في أواخر يناير، قال مسؤولو دفاع غربيون إن روسيا أرسلت وحدات طبية إلى الجبهة، وانتقلت لمستوى جاهزية لم تصله التعزيزات السابقة.
كيف رد الناتو؟
عزز حلفاء الناتو الجناح الشرقي للحلف، الذي يقع على حدود أوكرانيا، ونشر طائرات مقاتلة وسفنًا في المنطقة.
وضع الاتحاد الأوروبي خططًا لتقديم قروض ومنح لأوكرانيا تبلغ قيمتها أكثر من 1.3 مليار دولار، وأمر البنتاجون آلاف الجنود بالاستعداد لنشر محتمل، لكن سلطات أوكرانيا طالبت الغرب بالتهدئة حتى لا تثير الذعر بين الأوكرانيين.
لماذا أوكرانيا مهمة بالنسبة لروسيا؟
كانت أوكرانيا جزءًا من الاتحاد السوفيتي قبل انهياره.
أدى تفكك الاتحاد السوفيتي إلى ترك روسيا ضعيفة نسبيًا مع تقليص مواردها وعدد سكانها، و قلل من مكانتها كقوة عظمى. يسعى بوتين الآن لاستعادة المجد وتعويض بعض ما خسرته روسيا في الحرب الباردة.
تصرفات بوتين توضح أن هدفه ليس أوكرانيا. بل تغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في شرق أوروبا.
نفت روسيا مرارًا وجود خطط للغزو. لكن بوتين قد يناور ببدائل أخرى تشمل توغلًا صغيرًا أو صراعًا محدودًا في دونباس نفسها.
التهديد الحالي، واحتمال اللجوء للبدائل المحدودة ستكون كافية لتحقيق الهدف دون غزو؛ فمن خلال حشد القوات بالقرب من أوكرانيا، يهدف بوتين إلى انتزاع تنازلات من الرئيس الأوكراني بإجباره على أخذ رأي روسيا في مستقبل أوكرانيا، ومن الناتو بإجباره على الابتعاد عن حديقة موسكو الخلفية. وإرسال رسالة لدول الاتحاد السوفيتي السابق بأن الغرب لا يمكنه ضمان أمنهم،
وإذا تمكن بوتين من إبعاد الناتو عن أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا، وإبقاء صواريخ الولايات المتحدة خارج أوروبا، فإنه يعتقد أنه يستطيع إصلاح جزء من الضرر الذي لحق بأمن روسيا بعد انتهاء الحرب الباردة، وهو إنجاز قد يستخدمه للترويج لنفسه في انتخابات 2024.
يرى محللون أن للأزمة طابعا اقتصاديا يتمثل في خط نورد ستريم 2، هو خط أنابيب للغاز الطبيعي يمتد من روسيا إلى ألمانيا، عضو الناتو، وينتظر موافقة المنظمين الألمان.
نورد ستريم 2 سوف يضاعف صادرات الغاز الروسي إلى البلاد التي تعتمد حاليا على خط أنابيب نورد ستريم 1 الموازي.
وبينما يشعر الأمريكيون بالقلق من أن الخط سيعزز قبضة روسيا على سوق الطاقة الأوروبية، هدد مسؤولون في حكومة المستشار الألماني أولاف شولتز، في جلسات خاصة، بأن ألمانيا ستوقف نورد ستريم 2 في حالة العدوان الروسي.