حصل حسام عاصي على بكالوريوس الفيزياء، لكنه تحول إلى الطب حين درس الماجستير، ثم تخصص في "علوم المخ" حين درس الدكتوراة، قبل أن يحصل على درجة دكتوراه إضافية من معهد إسرائيل للتكنولوجيا - التخنيون.
بعد كل هذه الدراسات في العلوم، توجه إلى السينما، فدرسها في جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس، تمهيدًا لدخول عالم هوليوود في 2009.
لم يدخل عاصي هوليوود كفلسطيني، بل كإسرائيلي بريطاني. بحسب روايته الخاصة؛ فإنه "احتمى" بالجنسيتين حتى "يخترق أسوار هوليوود المحصنة" بعدما حذره المخرج الفلسطيني، هاني أبو أسعد من "التحديات التي سيواجهها لكونه فلسطينيا".
وبالفعل، غير اسم شهرته في 2010 إلى "سام عاصي" واستعمل هويته البريطانية لجذب دعم الأعضاء البريطانيين في جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية، فساعده ذلك على عضوية الجمعية، ومنها حصل على حق التصويت لجوائز الجولدن جلوب،
ذاع صيت حسام بعد تلك العضوية، وبجانب تقديمه لفقرة سينماتك في برنامج العالم هذا المساء على بي بي سي، ظهر في الكثير من القنوات، من بينها الجزيرة وقنوات الإخوان، بصقته "محللًا فنيًا وممثلًا للشرق الأوسط وبريطانيا في جائزة الجولدن جلوب".
بالتزامن، كتب في صحيفة "القدس العربي"، والتي تربطها علاقات قوية بجماعة الإخوان وحماس، ولفتت مساهماته الأنظار، فتوالت الاتهامات لعاصي باعتباره "إرهابيًا، وكاد يتسبب الأمر في منعه من الحصول على تأشيرة العمل في الولايات المتحدة،
لكنه استنجد بأعضاء الكونجرس الديمقراط، فتدخل النائب هنري واكسمان، وحصل على التأشيرة. لكن الأزمة تسببت بأن تقرر الجمعية منعه من السفر مع أعضائها أو حضور فعالياتها خارج لوس أنجلوس لأسباب أمنية.
وعندما اقترب موعد تثبيته كعضو دائم في الجمعية، اتُهم بعداء السامية، وطالب زملاؤه بفصله من الجمعية، بسبب كتاباته في القدس العربي، لكن ما أنقذه أن عضوًا إسرائيليًا تدخل، معتبرًا أن "القدس العربي مهنية مثل هاآرتس".
تولى عاصي إدارة موقع الجولدن جلوب الإلكتروني، لكنه طالب بتغيير تصميمه، على اعتبار أنه خبير في الحوسبة، وأن الدكتوراه التي حصل عليها من معهد التخنيون الإسرائيلي تؤهله لذلك.
رفض زملاؤه طلبه، وبعدها بفترة انهار موقع الجولدن جلوب خلال حفل توزيع الجوائز، فقالوا: إنه تعرض لهجوم هاكرز من فلسطين، واتهموه بأنه كان وراء الهجوم.
ومع تضييق الخناق عليه، وإعلان الجمعية أن عاصي ملاحق من قبل الأمن الوطني الأمريكي، استغاث هذه المرة بالجمهوريين، فذهب للنائب دانا روراباخار، وقابل مدير مكتبه الفلسطيني، والذي ساعده في الحصول على جريد كارد للاستقرار في أمريكا.
مؤخرًا، اتهمت ثلاث نساء، منهم صينيتان، عاصي بارتكاب "سوء سلوك جنسي". الشهادات الثلاث تمحورت حول تحويل المواقف المهنية إلى لقاءات جنسية، دفعت في النهاية إحدى النساء إلى ترك الصحافة الترفيهية تمامًا.
إحداهن، تيانيوي لي - مساعدته السابقة- قالت إنه قبلها على شفتيها دون موافقتها، وعرض مواد إباحية أثناء تواجدها في شقته.
وقالت الثانية، تينغ تينغ شو، وهي عضوة سابقة في الجمعية استقالت عام 2021، إن عاصي روج أنها مارست الجنس الفموي معه للانضمام للجمعية، وكان يقول أمامها وأمام باقي الزملاء إنه "راعيها".
أما الثالثة، الصحفية الروسية السابقة حنا غرينتري، فقد دعاها عاصي لشقته في 2016، ولمح لها أنه سيدعمها لتصبح عضوة بالجمعية إذا مارست الجنس معه، وبالتالي تركت الصحافة تمامًا.
عاصي، حاول الدفاع عن نفسه في منبره المفضل، القدس العربي، وقال إن كل هذا محاولات للتشنيع عليه "لأنه فلسطيني" وإن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، واعتبر أن مؤيدي إسرائيل يلجأون للافتراء والتشهير من أجل إسكات الفلسطينيين في هوليوود.
كما نفى شخص مقرب من عاصي أن يكون قد عرض صوره الإباحية أو قبل لي، وأصر على أن جميع تفاعلات عاصي مع لي كانت "احترافية". وأرسل محامي عاصي رسائل "توقف وكف" إلى امرأتين، متهمًا إياهما بالتشهير به.
مع زيادة الاتهامات الجنسية، اضطرت جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية، للتحقيق مع عاصي، ووضعته تحت المراقبة.
وأعلن جيمس لي، مستشار الجمعية، إحالة الأمر إلى شركة محاماة.
بعد هذه الخطوة، سيقرر مجلس إدارة الجمعية ما إذا كان سيعيد أو يؤدب عاصي، وقد يرى طرده منها.
لكن عاصي علق على تحويله للتحقيق، وقال: "الجمعية هذه الأيام تصارع للبقاء وهي بحاجة لصحافي محترف مثلي لأن غالبية أعضائها خسروا وظائفهم بعد مقاطعة هوليوود لهم، فلم يتجرأوا على فصلي مكتفين بالإعلان عن القيام بتحقيق بالأمر".
عبارة "تصارع للبقاء" إشارة إلى وجود ثغرات أخلاقية ومالية في الجمعية، والهجوم العليها "بسبب عدم وجود أي أعضاء سود في تشكيلها".
عضو جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية سام عاصي متهم بسوء السلوك الجنسي من قبل 3 نساء (thewrap)
عضو في مجموعة غولدن غلوب يخضغ لمزاعم سوء السلوك الجنسي (hastingstribune)
HFPA تضع سام عاصي تحت المراقبة بعد التحقيق في سوء السلوك الجنسي (thewrap)
حسام عاصي: مؤيدو إسرائيل يلجأون للافتراء والتشهير من أجل إسكات الفلسطينيين في هوليوود(القدس العربي)