الحقيقة وراء سارة صبري | هل تسافر أول مصرية للفضاء لتثبت أن “الحدود تراب”؟ | س/ج في دقائق

الحقيقة وراء سارة صبري | هل تسافر أول مصرية للفضاء لتثبت أن “الحدود تراب”؟ | س/ج في دقائق

28 Jul 2022
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

كثير من الجدل رافق الإعلان عن سارة صبري كأول مصرية تسافر إلى الفضاء، مع أسئلة من نوعية: هل هي رائدة فضاء؟ ولماذا هي بالذات؟ وما مؤهلاتها؟ إلخ.

حاولنا جمع أهم المعلومات عبر:

س/ج في دقائق


ماذا نعرف عن سارة صبري؟

سارة صبري – 29 عامًا – مصرية تعيش حاليًا في برلين – ألمانيا.

حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية مع تخصص فرعي في علوم الأحياء والكيمياء وتمهيدي الطب في الجامعة الأمريكية في القاهرة، ثم ماجستير الهندسة الطبية الحيوية من جامعة البوليتكنيك في ميلانو، أكبر الجامعات التقنية في إيطاليا.

وتدرس حاليًا للحصول على درجة الدكتوراه في علوم الفضاء، عبر أبحاث على تصميم بدلة الفضاء.


كيف اختيرت للسفر إلى الفضاء؟

تسافر سارة صبري للفضاء عبر رحلة مجانية يوفرها برنامج “فضاء من أجل الإنسانية”.

البرنامج يفتح باب التقديم للجميع. لكن لجنة خاصة تختار المشاركين بشروط معلنة، الشرط الأوضح فيها تجاوز سن 18 عامًا، وإجادة الإنجليزية”. لكن باقي الشروط أكثر عمومية، من نوعية “الشغف بالإنسانية”، و”الرغبة في إحداث تأثير مجتمع”، و”الإيمان بفكرة البرنامج”.

تعريف البرنامج قائم على “الدايفيرستي”. يصف نفسه بأول برنامج رواد فضاء لإرسال مواطنين من خلفيات عرقية واقتصادية متنوعة إلى الفضاء، بهدف التدريب على القيادة، و”تهيئة المسرح لتأسيس العالم الذي نريده على الأرض وفي جميع أنحاء الكون”.


هل سارة صبري رائدة فضاء؟

السؤال يحتمل الإجابة بنعم ولا.

الموقع الرسمي للبرنامج يعرف سارة صبري بـ “رائدة فضاء”، ويقول إنها أصبحت أول رائدة فضاء مصرية في 2021، عندما اختيرت لإكمال مهمة القمر التناظرية لمدة أسبوعين.

مصطح “تناظرية” هنا أثارت الجدل، لكن ناسا نفسها تعتمد على المهمات التناظرية؛ باعتبارها اختبارات ميدانية في مواقع لها أوجه تشابه فيزيائية مع بيئات الفضاء القاسية، يعمل مهندسو وعلماء ناسا على تصميمها لتجمع متطلبات الاختبار في البيئات القاسية، تحضيرًا لعبور الغلاف الجوي للأرض.

Egyptian analog astronaut Sara Sabry along with a colleague on an analog mission at the LunAres Research Station in Poland. As part of her training, Sabry, along with five others, spent three weeks underground at an old nuclear bunker to simulate the conditions of a moon landing. Photo: LunAres Research Station.

Egyptian astronaut Sara Sabry leads a group of astronaut trainees on a yoga workout at the LunAres analog space station in Poland. For astronauts, exercise is essentially to combat the drop in bone density and muscle atrophy they experience off-planet. Photo: LunAres Research Station

سارة صبري خلال البعثة التناظرية

سارة صبري خلال البعثة التناظرية


أليس الأدق إذن “سائحة فضاء”؟

ليس بالضبط.

سياح الفضاء أناس عاديون على درجة من الثراء تكفي لتحمل تكلفة الرحلة البالغة 450 ألف دولار.

لكن سارة صبري تصنف تحت فئة “رائد الفضاء المواطن”؛ إذ ستسافر إلى الفضاء على نفس الرحلة التي سيدفع 5 آخرون تكلفة تذاكرها. لكنها ستشارك “مجانًا” ضمن ما تقول المؤسسة التي أرسلتها إنها رحلة تستهدف السماح لأشخاص مختارين بتجربة نظرية “النظرة العامة” عمليًا.


وماذا تعني نظرية “النظرة العامة”؟

النظرية هي أساس تدشين برنامج فضاء من أجل الإنسانية أصلًا.

تقول النظرية التي صاغها فرانك وايت في كتاب بنفس الاسم عام 1987، إن “أفضل طريقة لرؤية الكوكب بالكامل هي مغادرة الكوكب بالكامل”.

تصف النظرية “التغيير الذي يحدث عند رؤية العالم من أعلى”، كمكان تكون فيه الحدود غير مرئية، ومعها يختفي الصراع العنصري والديني والاقتصادي، حيث تظهر الأرض باللونين الأزرق والأخضر، مجردة من البشر، بينما يظهر الغلاف الجوي كقشرة بصل رقيقة للغاية، تحمينا من الفراغ القاتل في الفضاء، لكنها تبدو قابلة للاختراق والتدمير، لتبدو الحدود الوطنية “تافهة” لحساب الإنسانية جمعاء.


وكيف يفترض البرنامج أن تغير “النظرة العامة” الإنسانية؟

معظم تدريبات “فضاء من أجل الإنسانية” لا تتعلق بالفضاء أصلًا.

يقول البرنامج إنه يبحث عن “صناع التغيير” القادرين على إحداث “نقلة نوعية عالمية”، فيعرفهم بالنظرية ويدربهم عليها، وعلى مهارات القيادة والتأثير الاجتماعي، الذي يركز على “نوايا التأثير، والتبادل الثقافي، والتحولات المحلية إلى العالمية، والاستدامة، والمستقبل التعاوني”.

ويبرم البرنامج مع رواده “اتفاقية القيادة”، والتي تتضمن إعداد تقرير يوضح كيف يعتزم رائد الفضاء المواطن تنفيذ نظرية “النظرة العامة” في مناصبهم القيادية، والتي تتضمن قائمة من المبادرات والأهداف التي تسعى لاستخدام الخبرة التي اكتسبوها على الأرض، والتي ستكون عرضة لـ “الدعم والمساءلة” بعد الرحلة.

No alternative text description for this image


أي مساءلة مقصودة هنا؟

المديرة التنفيذية للبرنامج، راشيل ليونز، تقول إن كل شخصية مختارة يجب أن تتبنى قضية، ربما إنهاء الفقر، أو توسيع الوصول إلى التعليم، أو حماية مجتمع الميم، أو حماية البيئة.

وبعدما يقدم كل مشترك ما يكفي لعرض القضية التي يتنباها، يفترض أن يبدأ بعد الرحلة استخدام تجربته في التأثير الاجتماعي عبر المساعدة في تغيير مجتمعاتهم الأصلية، على أن تراقبه لجان البرامج، وكذلك رواد الفضاء المواطنين الآخرين، الذين يتبادلون الزيارات والمساءلة.


ما مؤهلات سارة صبري لتختارها المؤسسة؟

المؤسسة بشكل عامل تركز تمامًا على التنوع “الدايفرستي”. وتحاول اقتناص لقب “الأول”.

لذلك تتفاخر بسفر أول شخص ينتمي لمجتمع الميم بشكل علني، وأول امرأة سوداء تقود مركبة فضائية، لذلك يعتبر بين مؤهلات سارة صبري أن اختيارها يراعي “الدايفرستي”: أول مصرية – عربية – أفريقية، إلخ، وثاني امرأة عمومًا تدخل في فئة “رائد فضاء مواطن”.

بخلاف ذلك، فالأوراق التي قدمتها سارة صبري واختيرت على أساسها ليست متوفرة على الإنترنت، ولم تعلن المهندسة المصرية نفسها عن تفاصيلها. لكن الموقع الرسمي للبرنامج ركز على تأسيسها لمبادرة الفضاء العميق (DSI) ، وهي منظمة غير ربحية تقول إن هدفها زيادة إمكانية الوصول لأبحاث الفضاء.


وما القضية التي يفترض أن تتبناها؟

ليست معلنة بشكل واضح، لكن البرنامج اقتبس منها فقرة عن مبادرة الفضاء العميق، تقول فيها إن “الأطفال في الغرب نشأوا وهم يشاهدون إطلاق الصواريخ. لكن الأطفال العرب لم يكونوا على دراية بهذه المآثر. ولهذا السبب شاركت في تأسيس برنامج سفراء الفضاء مع وكالة الفضاء المصرية، لتسليط الضوء على فرص بحث مهمة وإمكانية إفادة الحياة على الأرض”.

 بينما أشارت في تصريح سابق إلى قضية التعليم؛ إذ قالت إنها كانت محظوظة بما يكفي لتلقي تعليم من الدرجة الأولى، مما جعلها قادرة على تحقيق نجاحها، لكنها تريد أن تفتح المجال لأشخاص آخرين، حتى لو لم يكونوا محظوظين.

وفي بيان “فضاء من أجل الإنسانية” الرسمي قالت: “أعتقد أن مشاركة تجربتي مع العالم ستحفز جيل الشباب المصري على متابعة التعليم والمساعدة في تغيير النظرة إلى المرأة ، وإظهار للعالم ما نحن قادرون عليه حقًا”.


هل للرحلة علاقة بمؤسسة جيف بيزوس؟

ستسافر سارة صبري إلى الفضاء عبر مركبة تابعة لمؤسسة جيف بيزوس فعلًا. لكن المؤسسة لن تمول رحلتها.

يقول برنامج فضاء من أجل الإنسانية إنه “حيادي” فيما يخص المركبات، ويتعاون مع كل مقدمي خدمات الطيران إلى الفضاء، من شركة جيف بيزوس وحتى إيلون ماسك.

في هذه الرحلة، حجز البرنامج مقعدًا لرائدة الفضاء المختارة عبر مركبة بلو أوريجن، التابعة لبيزوس. لكنه ليس ممول رحلة سارة صبري.


متى تنطلق الرحلة؟

لا جداول زمنية معلنة. يقول البرنامج المنظم إنه لا يملك تحديد مواعيد حاليًا، لكنه “يأمل” في إعلان الجدول الزمني في وقت لاحق من 2022.


 هل تصل للفضاء فعلًا؟ وكم تمكث هناك؟

سينقل صاروخ نيو شيبرد التابع لشركة بلو أوريجين البعثة إلى “حافة الفضاء” على ارتفاع 100 كيلو متر، أو بمعنى آخر إلى ما بعد خط كارمان الفاصل بين الغلاف الجوي للأرض والفضاء الخارجي، حيث تنفصل الكبسولة عن الداعم، لتبقى هناك 4 دقائق تقريبًا، ثم تبدأ الهبوط إلى الأرض، في رحلة لا تتجاوز إجمالًا 11 دقيقة.


هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟

البعثات التناظرية (ناسا)

أول رائدة فضاء تناظرية في مصر في محاكاة استكشاف الفضاء (ناشونال نيوز)

بروفايل سارة صبري الشخصي (لينكد إن)

سارة صبري أول مصرية تطير إلى الفضاء (Ahram Online)

نقدم لكم رائد الفضاء الثاني في S4H: سارة صبري (Space for Humanity)

منظمة فضائية غير ربحية تخطط لإرسال رواد فضاء مواطنين لـ “تغيير العالم” (Fox Weather)

تعريف فضاء من أجل الإنسانية (الموقع الرسمي)


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك