فورين بوليسي: محادثات السعودية وإيران متعثرة.. فمن يتنازل أولاً؟ | ترجمة في دقائق

فورين بوليسي: محادثات السعودية وإيران متعثرة.. فمن يتنازل أولاً؟ | ترجمة في دقائق

5 Sep 2021
إيران السعودية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال أنشال فوهرا في فورين بوليسي.


في الأسبوع الماضي، استضاف العراق اجتماعا إقليميا يهدف إلى تشجيع الخصمين اللدودين السعودية وإيران على حل خلافاتهما وتخفيف التوترات في العديد من البلدان في الشرق الأوسط التي أصبحت ساحات معارك بالوكالة.

يمكن للمصالحة بين الاثنين أن تمهد الطريق للسلام في اليمن، وتنقذ لبنان من الانهيار التام، وتساعد على انتعاش الاقتصاد العراقي، وربما تُزيد من سرعة حل الأزمة السورية.

وبالرغم من الإشادات العالمية التي صاحبت هذه الخطوة، إلا أنها لم تُحقق أي نتيجة.

اتفق وزيرا الخارجية السعودي والإيراني على مواصلة المحادثات التي بدأت في أبريل، بعد أيام فقط من بدء إدارة بايدن حوارا غير مباشر مع إيران لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.

المحادثات الإيرانية السعودية تعثرت بسبب إصرار إيران على تعزيز مكاسبها في المنطقة عبر الإفراط في استعمال الميليشيات المُسلحة، وعدم الثقة في نجاح أي خطة عمل مُشتركة، في غياب ضمانات دولية لهذه الاتفاقية، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

إيران تريد السعودية

تحرص الحكومة الإيرانية على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع السعوديين، الأمر الذي من شأنه أن يُرسِّخ شرعيتها الدولية المتنازع عليها حاليًا، وربما تمنحها “الشرعية السعودية” الأساس لمشاركة إقليمية أكبر، اقتصادية واجتماعية، وهو ما من شأنه أن يُعزز قوة الحكومة الإيرانية محليًّا أيضًا.

تريد إيران أن تُظهر لشعبها أنها ليست معزولة تمامًا، وأن الضائقة الاقتصادية التي تعاني منها ناتجة إلى حدٍّ كبيرٍ عن العداء الأمريكي، وليس بسبب تدخلات النظام المتهورة في الشرق الأوسط، والتي تثير الاحتجاج الدولي والإقليمي دائمًا.

يستطيع الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، المُضي قدمًا في المصالحة مع السعودية بفضل الدعم المحلي الكبير الذي يمتلكه، بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة بتأييدٍ كامل من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والفصائل المتشددة، مثل تلك التي تهيمن على الحرس الثوري.

فايننشال تايمز: السعودية وإيران تطلقان جولات تفاوض .. و”نفي” من الدولتين | س/ج في دقائق

حل غير مجدي داخليًا

التعقيد في هذا السيناريو هو أن “رئيسي” لا ينوي كبح جماح تلك الميليشيات أو الموافقة على تغييرات في الاتفاق النووي، فتطوير إيران للصواريخ الباليستية طويلة المدى، والتي تود الولايات المتحدة تضمينها في محادثات أخرى، يثير قلق السعودية.

وطالما أن إيران غير مستعدة للتنازل على هذه النقاط الرئيسية، فإن السعوديين ببساطة لا يرون احتمال التوصل إلى اتفاق.

لخص سيد حسين موسويان، الدبلوماسي الإيراني المخضرم، الاستراتيجية الإيرانية الجديدة في عبارة “سيكون نهج الرئيس الرئيسي هو التزام مجموعة 5 + 1 وإيران بخطة العمل الشاملة المشتركة “كما هي” و “الامتثال الكامل مقابل الامتثال الكامل”.

وأوضح موسويان: هذا يعني أن القضايا الأوسع التي تعتبرها الولايات المتحدة وحلفاؤها مثل السعودية ليست مطروحة حاليًا على الطاولة.

مبادرة السعودية لإنهاء حرب اليمن | كيف وضعت الرياض الحوثيين في مواجهة بايدن؟ | حقائق في دقائق

الميلشيات لن تتراجع

امتلأ حفل تنصيب رئيسي بحشد من قادة الميليشيات غير الحكومية التي تدعمها في أنحاء الشرق الأوسط، وأمضى الكثير منهم سنوات أو عقودًا في تقطيع النفوذ السعودي في المنطقة لصالح الوجود الإيراني.

من المؤكد أن وجودهم وبروزهم في الحدث لم يعزز الثقة السعودية في أي محادثات تجري تحت مظلة الرئيس الجديد.

قال جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن إيران ترى هؤلاء الشركاء المسلحين مفيدين لموقفها في المنطقة المحيطة.

أزمة إقليمية

أوضح هيلترمان، أن كافة الميليشيات الإيرانية قد تُواجه واقعًا محليًا يصعب الهروب منه.

مثلاً، في العراق تُواجَه الميليشيات العسكرية المدعومة من إيران بانتقادات شعبية تتهمها بأنها تعمل نيابة عن إيران بدلاً من المصلحة الوطنية العراقية.

وبالمثل، يتعرّض حزب الله لموجة نقدٍ كبيرة تُقلق القائمين عليه، فبالرغم من أن الجماعة تمتلك دعمًا واسعًا في معاقلها الرئيسية، إلا أنها تفقد قوتها في بقية البلاد.

يلقي معظم الناس في لبنان باللوم على النخبة السياسية في تفشي الفساد وتدمير اقتصاد البلاد، لكن الكثيرين يرون أيضًا أن حزب الله هو السبب وراء تردّي الأوضاع، فبسببه أحجمت الولايات المتحدة و السعودية عن إخراج البلاد من أزمتها المالية.

السعودية قرأت الأحداث

ارتفاع المعارضة الإقليمية للمشروع الإيراني، إلى جانب احتمال انهيار محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة، أعطت السعوديين الإحساس بأن النفوذ الإيراني يتراجع.

قد تأمل السعودية في أن يؤدي تعنت إيران إلى انهيار محادثات فيينا، مما يترك إيران تحت العقوبات وأقل قدرة على دعم أهدافها الإقليمية الأوسع.

بدلاً من تقديم أي تنازلات لمساعدة إيران، تفضل السعودية إبقاءها في عُزلة دولية.

قال علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، إنه إذا لم تتم استعادة الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، فإن طهران وواشنطن ستظلان في حالة خناق، وفي ظل هذه الظروف، فإن وقف التصعيد بين إيران والسعودية غير مرجح، إن لم يكن مستحيلا.

وأضاف أن أي حل بين الخصمين الإقليميين سيعتمد على تقسيم مناطق النفوذ، وفي نهاية المطاف، سيتعين على البلدين الاتفاق على مجموعة من القواعد لتحديد مناطق النفوذ في المنطقة.

التنازلات المطلوبة

يشير المحللون إلى أنه فيما يتعلق بالتنازلات المتبادلة، فإن سوريا واليمن ستكونان أول المتأثرين بذلك.

يمكن أن تنضم السعودية إلى الإمارات في الضغط من أجل الاعتراف الدبلوماسي بنظام الأسد، بينما يمكن لإيران أن تدفع حلفاءها الحوثيين إلى صفقة مع حكومة اليمن المدعومة سعوديًا، وكذلك يمكن إيجاد حلول وسط لكل من العراق ولبنان.

لكن إيران تعتبر هذه الفكرة بمثابة هدية غير ضرورية.

فحلفاء إيران المحليون، بما في ذلك الجيش السوري وحزب الله، بدعم روسي، طردوا جماعات المعارضة التي يقودها السنة من الأراضي التي يسيطر عليها النظام في سوريا، والحوثيون يحققون مكاسب على حساب خصومهم داخل اليمن، وقد نجحت إيران بالفعل في زرع وكلاء داخل حكومتي العراق ولبنان.

لقد وسعت إيران نفوذها في الشرق الأوسط، وبهذا المعنى فقد انتصرت في الحرب غير التقليدية التي تخوضها، لكن العديد من دول المنطقة، بما في ذلك إيران نفسها، بائسة اقتصاديًا، والباقون إما غارقون في صراعات نشطة، أو تضعفهم آثار الحروب والعقوبات، أو يعانون مثل لبنان من أزمات مالية.

السعودية لا ترى أن ما حققته إيران في المنطقة انتصارات، وستواجهها بشكل دائم. طالما استمر ذلك، فإن الإيرانيين، وكذلك مواطني الدول الأخرى العالقين في وسط التنافس السعودي الإيراني، سيواصلون الخسارة.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك