هاآرتس: لماذا اتصال بايدن مع السيسي أخيرًا؟ وما تأثير ذلك على غزة؟ | ترجمة في دقائق

هاآرتس: لماذا اتصال بايدن مع السيسي أخيرًا؟ وما تأثير ذلك على غزة؟ | ترجمة في دقائق

24 May 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن مقال تسفي برئيل: عندما يتعلق الأمر بغزة.. يُظهر بايدن – السيسي لإسرائيل أنها ليست الزعيم – المنشور في هاآرتس.


كانت المحادثة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هي الأولى بين الزعيمين منذ أن أدى بايدن اليمين في يناير 2021. ولولا حرب غزة، كان وقتًا أطول سيمر قبل أن يجري بايدن اتصالًا مع السيسي.

متحدثة البيت الأبيض جين بساكي سئلت عن ذلك فعلًا. تساءلت مراسلة إن بي سي عما إذا كان وقف إطلاق النار في غزة قد تأخر لأن بايدن تأخر في الاتصال بالسيسي. لترد بشكل مفاجئ: “إنه اليوم العاشر فحسب. في 2014، استمر القتال 51 يومًا”!

بايدن والسيسي

من هذه الزاوية: ما الذي دفع بايدن إلى الاتصال بعد 11 يومًا فقط من بدء الأعمال العدائية، وعدم الانتظار لمدة شهر مثلًا؟ ومن زاوية أخرى: لماذا أخر الحديث مع السيسي خمسة أشهر؟

أكثر من أي إشارة أخرى، شهد إجابة بساكي على المعضلة التي تحرك سياسة بايدن في الشرق الأوسط بشكل عام والصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل خاص.

بايدن ليس من المعجبين بالسيسي، وشارك الرئيس باراك أوباما في اعتراضه على طريقة وصول السيسي للسلطة عقب ثورة 30 يونيو 2013، والتي اعتبرها انقلابًا عسكريًا.

تأخرت الإدارة الأمريكية حينها أسبوعين قبل أن تعترف بالتغييرات الجديدة في مصر.

رحل أوباما وبايدن ووصل دونالد ترامب فأصبح السيسي بين أصدقائه المقربين.

لكن ترامب رحل وعاد بايدن الذي تعهد في حلملته الرئاسة بعكس سياسات بايدن في الشرق الأوسط.

وفور وصله، بدأ بايدن بتنفيذ الوعد.. خصوصًا مع السيسي.

لكن عندما انجرّ عن غير قصد إلى صراع بين إسرائيل وحماس، أدرك بايدن أن سياسته الأساسية يجب أن تتوقف، وأن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر برئاسة السيسي بين إسرائيل وحماس كان فقط خط البداية.

مصر / جو بايدن | هل مصر مستعدة لأسوأ سيناريوهات بايدن؟ | س/ج في دقائق

بايدن – السيسي: أسئلة ما بعد الحرب

الآن، سيزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الشرق الأوسط في زيارة تشمل القاهرة. قد تكون زيارة دبلوماسية مكوكية تهدف إلى بث حياة جديدة في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية؛ لأن عليه أن يتفرغ سريعًا لمحور السياسات الخارجية الأمريكية: الصين وروسيا وإيران.

لكن بايدن يريد التأكد من أن وقف إطلاق النار سيستمر طويلاً، وهذا يعني إطلاقًا سريعًا للمساعدات وإعادة تأهيل قطاع غزة.

أعلنت مصر بالفعل أنها ستقدم نصف مليار دولار لهذا الغرض، على الرغم من أنه من غير الواضح من أين ستأتي الأموال من موازنة مصر المضغوطة بشدة، وما إذا كانت الأموال ستأتي من مصر نفسها أو السعودية والإمارات، وستؤدي الولايات المتحدة دورها على ما يبدو من خلال الأمم المتحدة.

العثور على المال ليس إلا جزءًا من المشكلة.

في المرحلة الأولى، سيتعين على بايدن التغلب على معارضة إسرائيل، التي وضعت شرطًا أساسيًا يقضي بعدم تقديم مساعدات لغزة قبل إعادة المدنيين الإسرائيليين وجثث الجنود الإسرائيليين المحتجزين هناك.

لكن، حتى لو وافقت إسرائيل من حيث المبدأ، فسيتعين على مصر وإسرائيل أن تقررا كيف ستصل الأموال إلى القطاع. هل سيكون عبر السلطة الفلسطينية أم مباشرة إلى غزة؟

هل ستكون هناك رقابة دولية لمنع استخدام الأموال لأغراض عسكرية من قبل حماس؟

مصر أرغمت بايدن على اللجوء إليها في غزة.. هل تحصد الثمن في سد النهضة؟ | ترجمة في دقائق

الإجابة عند السيسي

سيتعين على السيسي أيضًا الإجابة على هذه الأسئلة، حيث لم يشترط عرض مصر البالغ نصف مليار دولار وصول هذه الأموال للسلطة الفلسطينية، ولم يوضح ما إذا كان هذا المبلغ يهدف إلى استبدال المساعدة التي قدمتها قطر، وما هي الأجهزة التي ستراقب استخدام الأموال ولأي أغراض سوف تستخدم.

ستبدأ هذه الأسئلة في التكشف خلال الأيام القليلة المقبلة. لكن هناك نقطة واحدة ليست محل خلاف، أن السيسي هو المستفيد الرئيسي من هذه الجولة من العنف.

لقد أكد مرة أخرى المبدأ القائل بأن مصر هي المرساة الوحيدة التي يمكن أن تضمن نوعًا من الاستقرار في المعركة بين إسرائيل وحماس، لدرجة أنه حتى بايدن يجب أن يراه شريكًا أساسيًا، كما فرض سيطرته على حماس ومعبر رفح الحدودي.

السيسي هو أيضًا الزعيم العربي الوحيد الذي لا يزال بإمكانه التأثير على سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فمصر تضع يدها على المفتاح الرئيسي الذي يمكن أن يوقف اشتعال الحدود في الجنوب.

يمكن لمصر أيضًا أن تكون بمثابة قناة لتقديم المساعدات إلى غزة إذا أصرت إسرائيل على منع المساعدات أو فرضت شروطًا مستحيلة.

في هذا السياق، يجب أن نضع في اعتبارنا أيضًا أن مصر فتحت في فبراير معبر رفح دون إشراف دولي أو مراقبين للسلطة الفلسطينية، على عكس الاتفاقات التي تم التوصل إليها بعد حرب غزة 2014. وحتى الآن لم ترفع إسرائيل صوتها اعتراضًا على الخطوة.

بلومبرج: حرب غزة تعيد تذكير الجميع بمن تكون مصر.. “مهندس الشرق الأوسط” | ترجمة في دقائق

مصر تضمن الاستمرارية

تقدم إسرائيل وقف إطلاق النار على أنه تحرك أحادي الجانب لا يتطلب اتفاقًا مع حماس أو أي دولة أخرى. هذا تصريح لا يمكن إلا أن يقنع زائرًا من المريخ، لأن هذا قرار متعدد الأطراف تشارك فيه أيضًا الولايات المتحدة ومصر وحماس.

الموقف التفاوضي الذي حققته حماس لا يعتمد فقط على قدرتها على خرق وقف إطلاق النار. وهي مدعومة الآن من قبل مصر والولايات المتحدة، وهما الدولتان اللتان يجب أن تكونا ضامنتين لوقف إطلاق النار وخلق شروط الاستقرار على المدى الطويل لكل من إسرائيل وحماس.

هناك وفد مصري رفيع يزور إسرائيل وغزة الآن، بهدف صياغة مبادئ المراقبة وتنظيم تنفيذها.

ظاهريًا، بصفتها الكيان الذي توقف عن إطلاق النار وغير ملزم بأي اتفاقيات مع حماس، يمكن لإسرائيل أن تدعي أن الترتيبات بين مصر وحماس، سواء كانت مدعومة من الولايات المتحدة أم لا، ليست من اختصاصها.

لكن مثل هذا الموقف من شأنه أن يبطل فرص إجراء محادثات غير مباشرة لإعادة الأسرى المدنيين وجثث الجنود. كما أنه سيلغي قدرة إسرائيل على وضع شروط أو منع الأمم المتحدة أو مصر من تحويل الأموال إلى غزة عبر مصر دون موافقتها، وسيمنح حماس حق النقض.

هل ستعطي إسرائيل بايدن هذا الرد إذا طُلب منها السماح بمرور البضائع والمواد لإعادة تأهيل غزة؟ علينا الانتظار.

الضفة والقاهرة أم القدس.. من المستهدف برسائل حماس من إشعال حرب غزة؟ | س/ج في دقائق

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك