أولمبياد طوكيو 2020 ضم 33 رياضة، كأكبر عدد من الرياضات التي شهدتها الدورات الأولمبية تاريخيًا. لكن طوكيو – كسابقاتها – خلت من الاسكواش التي لن تحضر أيضًا في باريس 2024، ولا في لوس أنجلوس 2028 على الأغلب.
الأهم بالنسبة لمنطقتنا، أن ألعابًا اعتاد الرياضيون الناطقين بالعربية المنافسة فيها بقوة على رأس المرشحين للخروج، وبينها المصارعة ورفع الأثقال التي ستتقلص عدد منافساتها فعلًا بداية من باريس، أولمبياد 2024، بينما الخماسي الحديث على هامش القائمة.
القصة تتلخص في الرياضات الـ 25 الأساسية. البقية تتغير وفقًا لجدولة المدينة المضيفة، وخطط اللجنة الأولمبية الدولية بالتوجه أكثر نحو الجيل Z الذي يجذبه البريك دانس أكثر من غيره.
النقطة الأخرى أن سيطرة دول بعينها، بينها مصر، ثم بريطانيا وباكستان وأستراليا بدرجة أقل على منافسات الاسكواش ليست في صالح إدراجها على جدول الأولمبياد.
س/ج في دقائق
هل الرياضات المدرجة في برنامج الأولمبياد ثابتة؟
برنامج الأولمبياد متغير باستمرار. تخيل أن شد الحبل وصيد الحمام كانت مدرجة في البرنامج الأولمبي!
شد الحبل في الأولمبياد لندن 2008
حاليًا، هناك 28 رياضة أساسية “حتى الآن” ثابتة في برمجة الأولمبياد. لكن الأولمبية الدولية تحاول تحجيم العدد لـ 25 بمراجعة القائمة دوريًا لتحديد أولوية الاحتفاظ باللعبة بمعايير:
(انتشار المنشطات – إمكانية التلاعب – الانخفاض الهائل في الشعبية – تراجع نسبة المشاهدة).
الإنفوجرافيك يوضح الرياضات الأولمبية الأساسية، وموقعها من احتمال الاستبعاد:
المصارعة تحديدًا كادت تخرج بتوصية رسمية في 2013، لولا رفض المقترح في التصويت. ولا تزال مهددة حتى الآن.
كيف تدرج الرياضات في الأولمبياد عمومًا؟
اعتراف الأولمبية الدولية بالرياضة نفسها أساسي، عبر عملية طويلة مليئة بالبيروقراطية، تضمن بناء اتحادات وطنية وإقليمية ودولية، تضمن مكافحة المنشطات، وممارستها “على نطاق واسع” في +75 دولة في 4 قارات للرجال، و+40 دولة في 3 قارات للسيدات.
بعد ذلك، لدى الأولمبية الدولية قائمة من 35 معيارًا معظمها “غامضة”، تشمل مثلًا الحفاظ على الميثاق الأولمبي، وإضافة “قيمة وجاذبية”، وتطبيق التقاليد الأولمبية الحديثة “أعلى، أقوى، أسرع”.
كل هذا بشرط ألا تكون رياضة ذهنية بحتة (كالشطرنج) ولا تعتمد على الدفع الميكانيكي (كسباق السيارات).
ماذا لو انطبقت الشروط.. هل تضمن اللعبة الظهور الأولمبي؟
لا. هناك شرط مهم يتعلق بموافقة أغلبية أعضاء الأولمبية الدولية (105 تقريبًا).. هذا يتضمن الكثير من القواعد غير المكتوبة.
يتطلب الكثير من “التعامل السياسي” وبناء شبكة علاقات ولوبي ضعط داخل الأولمبية الدولية، وتحالفات مع الاتحادات الأعضاء. والأهم، أن تقنع دول أوروبا الغربية لأن منها معظم المصوتين.
بعد ذلك، يحتاج الاتحاد الدولي لضمان اهتمام الميديا، وحساب تكاليف الاستضافة والبث والعائد المتوقع، ومحاولة التكيف مع دفع الأولمبية الدولية نحو ترجيح المنافسات التي تعزز فرص النساء.
لماذا تكرر رفض إدراج الاسكواش إلى الأولمبياد مؤخرًا؟
الاسكواش لعبة أولمبية. لكنها لم تدرج أبدًا في جدول الأولمبياد بالدرحة التي دفعت لاعبين أسطوريين لدراسة مقاضاة الأولمبية الدولية، التي قالوا إنها تجاوزت بعض الشروط الرئيسية في إدراج التزلج على الألواح في أولمبياد طوكيو، لكنها تتشددت في “الشروط الفضفاضة” على الاسكواش الذين يعتبرونها أكبر قيمة من كرة الريشة مثلًا.
1- التوقيت السيئ:
حتى 2005، رفض اتحاد الاسكواش الدولي تقديم طلب الإدارج في الأولمبياد معتبرًا نفسه “غير مستعد للخطوة”. قبل هذا التاريخ كانت الفرصة أكبر. بعده، ازدادت المنافسة مع لعبات أخرى.
2- القيمة التجارية:
تكلفة تركيب ملاعب الاسكواش كبيرة. لكنها أقل ربحًا مقارنة بأقرب الألعاب للخروج من جدول الأولمبياد (الجولف والرجبي السباعي) بما يفقدها شرط تعزيز القيمة التجارية للأولمبياد.
3- صعوبة التصوير:
ملاعب الاسكواش ضيقة بما يصعب تركيب كاميرات عالية الجودة قادرة على تصوير حركة الكرة السريعة بدقة.
4- قابلة للخلط:
لا يزال عدد كبير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم يعتبرون الاسكواش مجموعة فرعية من التنس، بينما يعتقد البعض أن الاسكواش والراكيت هي نفس الرياضة.
5- عدم الانتشار
يمارس رياضة الاسكواش 20 مليون شخص في أكثر من 185 دولة. لكن المحترفين مركزون في “جيوب” مثل باكستان وبريطانيا وفرنسا وأستراليا، وهي الأزمة التي تضاعفت بسيطرة مصر كليًا في العقود القليلة الماضية.
دخول الإسكواش إلى الأولمبياد يتطلب كسر احتكار اللعبة في جيوب بعينها
حاليًا، يحاول اتحاد الاسكواش الدولي استخدامكاميرات عالية الدقة لإظهار الكرة، وتسهيل البنية التحتية ليمكن بناء الملاعب خلال 24 ساعة وتفتكيها ونقلها في وقت أقل، في مساحة أقل من 6.000 متر مربع، تستوعب 5,000 متفرج، وأخيرًا إعلان مبدأ الحيادية الجنسية باعتبارها توفر فرصًا متساوية للذكور والإناث.
لكن البريك دانس دخلت الأولمبياد. أليس الإسكواش أحق؟
البريك دانس استخدم طريقًا أقل وأسهل من الاسكواش في الوصول إلى الأولمبياد:
1- المدينة المضيفة:
يحق للمضيف ترشيح قائمة رياضات للإدراج في نسخته، بهدف منحه مزيدًا من التحكم في المنافسات باختيار ألعاب ستجذب جمهورًا أكبر للملاعب – تستهدف تعريف العالم بها – ستحقق فيها ميداليات (الكاراتيه دخل أولمبياد طوكيو بهذه الطريقة وباريس اختارت البريك دانس).
البريك دانس عرفت طريق الأولمبياد عبر الجيل Z وهو ما لم تحققه الإسكواش
2- جذب المراهقين والشباب.
الاسكواش كان مرشحًا لعدة دورات. لكنه خرج دائمًا من القائمة القصيرة لهذا السبب.
في عهد توماس باخ، تستخدم الأولمبية الدولية أولمبياد الشباب لتجربة المنافسات التي قد تستحق الإدماج الأولمبي. وهذا تحديدًا كان طريق البريك دانس الذي خاص تجربة ناجحة في بوينس آيرس 2018، بما سهل قبول طلب باريس لإضافتها في 2024.
أهمية الإدراج المؤقت أنه يوفر تجربة عملية قد تصبح دائمة لو نجحت. هذا ينطبق على التنس والبيسبول (أضيفا في لوس أنجلوس 1984).
مشكلة الجيل Z: حتى الملاكمة ورفع الأثقال مهددتان.. كيف؟
ترى اللجنة الأولمبية الدولية أنها بحاجة لزيادة التركيز على جذب جيل الألفية والجيل Z للاهتمام بالأولمبياد.
يقول المراقبون إن هذا الجيل لا يهتم بألعاب الملاكمة ورفع الأثقال ومنافسات المضمار والميدان، بل برياضات مثل البريك دانس والسوفت بول وركوب الأمواج والتزلج على الألواح وسباقات الـ BMX، وهي ألعاب لا تحتاج كثيرًا من التكلفة ولا مرافق ضخمة.
ساخرون يعتبرون أن “الإستغماية” أقرب إلى الأولمبياد من الإسكواش
عامل الربح قد يخفف الضغوط على بعض تلك الألعاب. لكنه سيقلص مساحتها.
مثلًا: رغم إضافة منافسات جديدة، سينخفص العدد الإجمالي لميداليات الأولمبياد الذهبية من 339 في طوكيو إلى 329 في باريس. معظم التخفيضات ستأتي من برامج الملاكمة ورفع الأثقال.