أجرى علماء الآثار حفريات بالقرب من منطقة المطرية (مدينة هليوبوليس القديمة) كشفت المزيد من المعلومات حول معبد الشمس الذي كان قائمًا في مصر القديمة.
بنى هذا المعبد الملك المصري، خبير كارع نختنيبف، المعروف باسمه اليوناني نخت أنبو الأول (380 الى 363 قبل الميلاد)، مؤسِّس الأسرة الثلاثين.
ومن المتوقع أن تحوي هذه المنطقة على العديد من المعابد الفرعونية، فهليوبوليس، التي تعني "مدينة الشمس"، كانت واحدة من أقدم مدن مصر القديمة، وكانت مركزًا لعبادة الشمس.
صاحب هذا الاكتشاف هو فريق من علماء الآثار من معهد علم المصريات في جامعة لايبزيغ الألمانية.
اكتشف علماء الآثار في موقع أبو غراب في شمال مصر بقايا معبد آخر للشمس يعود تاريخه إلى منتصف القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد.
الآثار المكتشفة حديثة وجدت مدفونة تحت معبد بناه لنيوسيرا، سادس ملوك الأسرة الخامسة، الذي حكم مصر من 2400 إلى 2370 قبل الميلاد، وسبق اكتشافه - أي هذا المعبد - في عام 1898.
عالم الآثار سيميليانو نوزولو، مدير التنقيب عن المشروع، قال إن علماء الآثار في القرن الـ19 اعتقدوا أن الأساسات الحجرية الكائنة أسفل معبد نيوسيرا هي مرحلة بناء سابقة لنفس المعبد، لكن الاكتشافات الجديدة أثبتت أنه مبنى مختلف تمامًا.
شملت تلك الاكتشافات التوصل إلى أنقاض "معبد الشمس" القديم منقوش عليها بأسماء الملوك، بالإضافة إلى رواقة المدخل وأجزاء من العتبة الحجرية وعشرات من أباريق البيرة السليمة.
وحتى الآن، فمن غير المعروف هوية الفرعون الذي بُني المعبد المكتشف حديثا لأجله.
وفقًا لموسوعة بريتانيكا، فإن النقوش القديمة تؤكّد أن فراعنة الأسرة الخامسة في مصر بنوا ستة معابد للشمس.
وعلى عكس الأهرامات، التي اعتقد المصريون القدماء أنها ستؤكد مكانة الملك كإله في الحياة الآخرة، أُنشئت معابد الشمس لتُظهر الحكام كامتدادٍ للآلهة، وهم لا يزالون على قيد الحياة.
بعد الاكتشافات الأخيرة، يكون علماء الآثار قد نجحوا في اكتشاف 3 معابد من الستة التي بناها ملوك الأسرة الخامسة لعبادة الشمس.
المعابد المكتشفة كلها مبنية من الطوب اللبن في الوقت الذي كان فيه استعمال الحجر في البناء شائعًا في هذا الوقت.
لهذا خمّن العلماء أن المعابد المكتشفة لم تُبنَ خصيصًا لعبادة الشمس، بل صُنعت لأغراضٍ أخرى في الماضي قبل أن يحوّلها ملوك مصر لـ"معابد شمس" لاحقًا.
ولا تزال أعداد معابد الشمس التي بناها ملوك الأسر الأخرى -بخلاف الأسرة الخامسة والأسرة الثلاثين- مجهولة حتى الآن.
تُعيد هذه الاكتشافات الجديدة الوجه البحري للعودة إلى بؤرة الاهتمام الأثري، وعلى رأسه منطقة مصر الجديدة نفسها.
قال الدكتور ديتريش راو، أمين المتحف المصري بجامعة لايبزيغ، إن نقوش معبد المطرية تعطينا نظرة ثاقبة عن ظروف إنشاء المعبد في أوائل صيف عام 366 قبل الميلاد، وكذلك مواصفات المعبد من حيث أبعاد البناء والمواد المستخدمة في تدشينه.
وهو ما يُزيد من حصيلة ما نعرفه عن "عبادة الشمس" في مصر القديمة، وعن قيمة ما تدفنه أراضي الوجه البحري في مصر من كنوز أثرية لم يُكشف عنها النقاب حتى الآن. حيث حافظت البيئة الصحراوية الجافة للصعيد على الآثار، بينما اختفى جزء كبير من آثار الوجه البحري في البيئة الزراعية الرطبة.
علماء الآثار يكتشفون معبد الشمس المصري “المفقود” الذي يعود تاريخه إلى 4500 عام (سميثسونيان)
دراسة تكشف عن رؤية جديدة لمعبد شمس المطرية المصري القديم (هيرتيدج دايلي)