متظاهرون مناهضون للاجئين في تركيا يحطمون منازل ومتاجر وسيارات يملكها سوريون في أنقرة بالتزامن مع حادث طعن.. المتهم فيه لاجئ سوري.
مشهد ربما تعبره الميديا سريعًا. لكنه مرشح للتكرار كثيرًا في الفترة المقبلة، مع تصاعد المشاعر المعادية للاجئين في تركيا لسنوات مع تدهور الأوضاع الاقتصادية، لكن ما زاد من وتيرة هذه المشاعر هو وصول آلاف الأفغان الفارين من هجوم طالبان.
س/ج في دقائق
لماذا اندلعت أزمة اللاجئين السوريين في تركيا مؤخرًا؟
اندلعت الاشتباكات الأخيرة في منطقة يوسف باشا في إسطنبول التي اجتذبت المهاجرين واللاجئين الفارين من الحرب من جميع أنحاء العالم.
لكن السوريين تحديدًا كانوا الآكثر ظهورًا في الحياة اليومية بشكل واضح.
أداروا معظم المحلات والمطاعم ووكالات السفر. وباتت معظم الأسماء والإعلانات مكتوبة بالعربية بجوار التركية، بما اعتبره أتراك “عنصر استفزاز”.
اشتباكات أغسطس 2021 تحديدًا بدأت عندما انخرطت مجموعة من اللاجئين السوريين في تركيا في شجار مع سكان محليين، أسفر عن مقتل شاب تركي.
تجمع مئات الأتراك في المنطقة واندلعت أعمال شغب شهدت تخريب المتاجر وإشعال النار في منازل وسيارات السوريين.
وتسببت الأحداث في مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا الذين يتجمعون في أماكن ومدن تركية أخرى من تكرار المشهد.
كيف تغير وضع اللاجئين السوريين في تركيا بمرور السنوات؟
عندما بدأت أزمة اللاجئين السوريين اتبعت تركيا سياسة الباب المفتوح.
في دراسة لمركز أبحاث الهجرة والسياسة في جامعة هاسيتيب 2014، قدم 31% من الأتراك مساعدات لدعم اللاجئين السوريين.
وجدت الدراسة نفسها أن قبول اللاجئين السوريين من المجتمع في تركيا مرتفع عمومًا، حيث واجهت فكرة “إعادتهم إلى سوريا” “معارضة شديدة”.
مع ذلك، عندما اتضح أن الكثيرين من اللاجئين السوريين ينوون البقاء، بدأت المشاعر في تركيا في التحول.
بدأت التوترات عبر السوشال ميديا بهاشتاجات مثل “ليخرج السوريون إلى الجحيم” و”لا أريد سوريين في بلدي”.
بالتزامن مع دراسة أجرتها جامعة قادر هاس كشف أن “الاستياء من وجود اللاجئين السوريين في تركيا” ارتفع من 57.7% في 2016 إلى 67.7% في 2019.
في تلك الفترة، حذرت مؤسسات دولية من أن الآراء المعادية للهجرة قد تتطور إلى عنف.
اجتماع المخابرات السورية التركية.. تركيا تجهز للخروج من سوريا؟ | س/ج في دقائق
لماذا كل هذا التغيير؟
موقع تركيا الجغرافي مثالي للجوء؛ إذ تعتبر “بوابة” أوروبا من تراقيا الشرقية إلى غرب البلقان.
وتشير التقديرات إلى أن تركيا تستضيف نحو 4 ملايين لاجئ، 3.6 مليون منهم من اللاجئين السوريين. بجانب لاجئين من أفغانستان والعراق وإيران.
يتمتع اللاجئون بوضع الحماية المؤقتة الذي يتيح الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية وسوق العمل.
ووفقًا لـ CBS News، أوقفت أنقرة العديد من تصاريح عمل اللاجئين السوريين. هذا دفعهم للبحث عن عمل غير قانوني بمقابل أضعف كثيرًا مما يحصل عليه الأتراك.
بهذه الصيغة، زاد الاعتماد على اللاجئين السوريين ليسود اعتقاد بأنهم يسرقون الوظائف، وفق 56.1% من المشاركين في دراسة مركز أبحاث الهجرة بجامعة حجة تيب.
ثم أتت أزمة تركيا الاقتصادية ثم كورونا لتتفاقم الأزمة، وتبدأ اشتباكات متقطعة ضد اللاجئين السوريين خصوصًا في مناطق زاد عددهم فيها عن عدد الأتراك أنفسهم.
رغم أرقام الإيكونوميست التي تضع 70% من اللاجئين السوريين في تركيا بين توصيفي “فقراء” أو “شبه فقراء، وجدت دراسة جامعة هاسيتيب أن 70.7% من المشاركين يعتقدون أن الاقتصاد التركي يعاني بسبب رعاية هذا العدد الكبير من اللاجئين”، بخلاف اتهامهم في عدد من الجرائم، وبينها السطو.
“لم أر تفككًا بهذا الحجم” | لماذا تطلب السوريات الطلاق فور وصولهن أوروبا؟ | ترجمة في دقائق
كيف أضرت أزمة أفغانستان اللاجئين السوريين في تركيا ؟
مع سيطرة طالبان على أفغانستان، فر آلاف الأفغان للجوء في إيران، وحاول المئات من هؤلاء العبور إلى تركيا بشكل غير قانوني. لتلجأ تركيا لبناء جدار خرساني على الحدود الإيرانية.
وفي 14 أغسطس 2021، أعلنت هيئة الهجرة في إسطنبول ترحيل 12,000 أفعاني هذا العام.
ويتخوف العديد من الأتراك من زيادة عمليات العبور غير الشرعية على الحدود الإيرانية.
خبراء مثل رئيس جامعة فان يوزونشي ييل ومدير مركز دراسات السكان والهجرة الدكتور أورهان دينيز حذرا أن الهجرة غير النظامية التي تواجهها تركيا ستترك عواقب اجتماعية واقتصادية وديموغرافية طويلة المدى.
كل ذلك أدى لتنامي المشاعر المعادية للمهاجرين الذي لم تكن اشتباكات اللاحئين السوريين إلا إشارة لها.
غزوة البطاطس | كيف أسقطت طالبان “نسخة جيش أمريكا الملعوب في دفاتره”؟ | ترجمة في دقائق
هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟