غزوة البطاطس | كيف أسقطت طالبان “نسخة جيش أمريكا الملعوب في دفاتره”؟ | ترجمة في دقائق

غزوة البطاطس | كيف أسقطت طالبان “نسخة جيش أمريكا الملعوب في دفاتره”؟ | ترجمة في دقائق

15 Aug 2021
أفغانستان
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن تقرير نيويورك تايمز: جيش أفغانستان بني في 20 عامًا.. كيف أسقطته طالبان بهذه السرعة؟


خلال الأيام القليلة الماضية، انهار جيش أفغانستان بالكامل تقريبًا تحت ضغط تكثيف زحف حركة طالبان الذي بدأ في مايو 2021 ووصل إلى اقتحام كل شيء: من العاصمة كابول إلى الممرات الحدودية مع دول الجوار.

معادلة بسيطة: هجوم سريع من طالبات يتسبب في استسلام جماعي لقوات جيش أفغانستان الذي انهار فجأة رغم ضخ الولايات المتحدة أكثر من 83 مليار دولار في الأسلحة والمعدات والتدريب على مدى 20 عامًا.

بعض القوات حاولت المقاومة، فاندلع قتال عنيف لأسابيع في بعض الضواحي. لكن طالبان تجاوزت الخطوط الدفاعية في نهاية المطاف، ثم دخلت معظم المدن بمقاومة قليلة أو معدومة.

والنتيجة: طائرات هليكوبتر ومعدات عسكرية بملايين الدولارات، كانت مقدمة من الولايات المتحدة إلى جيش أفغانستان أصبحت الآن تحت تصرف طالبان!

بعد انسحاب بايدن | طالبان – الحرس الثوري.. هل يستمر شهر العسل ؟| س/ج في دقائق

فشل أمريكي بعد 20 عامًا

بناء جيش أفغانستان كان أحد المكونات الرئيسية في استراتيجية إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للانسحاب من البلاد قبل ما يقرب من عقد من الزمان.

تلك الجهود أنتجت جيشًا على صورة الجيش الأمريكي. قوة قتالية قوية ومستقلة. قادرة على وراثة مهام الولايات المتحدة فور سحب قواتها من أفغانستان.

ثم؟!

انهارت الجهود التي تواصلت لعشرين عامًا. وبات واضحًا أن جيش أفغانستان يتلاشى تحت زحف طالبان قبل حتى أن تتم الولايات المتحدة انسحابها.

على الورق، يصل تعداد قوات الأمن الأفغانية إلى حوالي 300,000 عسكري.

على الأرض: أثبتت الأيام الأخيرة أن القوت العاملة فعلًا لا تتجاوز سدس هذا الرقم وفقًا لمسؤوليين أمريكيين.

تلك القوات “المحدودة” لا تملك أي سبب للقتال!

جيش أفغانستان الذي أصر الغرب على بنائه كجيش حديث بالكامل “مع كل التعقيدات اللوجستية والإمدادات التي يتطلبها” ثبت أنه قوة غير مستدامة، وأنها معتمدة كليًا على وجود الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو.

فلما بدأ الانسحاب، وأعادت طالبات فرض السيطرة على الأرض الخالية، زاد الاعتقاد أن القتال من أجل حكومة الرئيس أشرف غني “لا يستحق الموت من أجله”.

الانسحاب الأمريكي من أفغانستان | هل يعيد جو بايدن إحياء تنظيم القاعدة؟ | س/ج في دقائق.

طالبان تتقدم

طالبان بدأت الهجوم بالاستحواذ على بؤر استيطانية فردية في المناطق الريفية، حاصروا فها جنود جيش أفغانستان ووحدات الشرطة، بعدما قطعوا عنهم الامدادات ونفدت ذخيرتهم.

وعدوهم بالمرور الآمن إذا استسلموا وتركوا معداتهم وراءهم، بما منح متمردي طالبات ببطء المزيد من السيطرة على الطرق الرئيسية، ومنها إلى مناطق بأكملها.

غالبًا ما كان المسؤولون الأفغان يدركون كل هذا من لحظاته الأولى، لكنهم فضلوا غض الطرف عما يحدث، من منطق “عد غنمك يا جحا” مدركين تمامًا أن عدد القوات المسلحة العاملة الحقيقية أقل بكثير مما كان موجودًا في السجلات!

على أحد خطوط المواجهة في مدينة قندهار، انهارت القوات جوعًا؛ بعدما لم تصلهم وجبات البطاطس التي كانت حصة إعاشتهم اليومية. قطعت طالبان الطريق؛ فعجزت قوات الأمن عن صد الهجوم المدمر!

لاحقًا، وبعد اكتمال سيطرة طالبان على المناطق الريفية، صدرت الأوامر إلى جيش أفغانستان بتركيز الدفاع على عواصم الأقاليم الـ 34.

لكن القوات المحدودة لم تكن كافية لصد قوات طالبان التي تصل التقديرات بعددها إلى 100,000 مقاتل، فاجتاحت المدينة تلو الأخرى، حتى استولت على نصف عواصم المقاطعات خلال أسبوع، قبل أن يأتي الدور على كابول.

أشهر الهزائم حدثت عندما سقط مقر قيادة الفيلق 217 بأكمله في يد طالبان في مدينة قندوز الشمالية، حيث استولى المتمردون على طائرة هليكوبتر حربية، ونشروا على الإنترنت صور طائرة مسيرة أمريكية استولوا عليها مع صور لصفوف من العربات المدرعة.

بعد سقوطه، اتهم الجنرال عباس تواكولي، قائد الفيلق 217، السياسيين وأعضاء البرلمان بأنهم السبب فيما يحدث.

اتفاق الولايات المتحدة – طالبان | هل تتحول طالبان إلى حزب الله أم فيتنام أم كولومبيا | س/ج في دقائق

محاولات يائسة

يقول الطيارون الأفغان إن قيادتهم أصبحت تهتم بشكل أكبر بحالة الطائرات أكثر من اهتمامها بالأشخاص الذين يقودونها، كما أنها بدأت في نقل ما تبقى من قوات الكوماندوز النخبة، من مقاطعة إلى أخرى دون هدف واضح ودون ترك مساحة لهم للراحة أو النوم.

كما تم تجاوز الميليشيات المتحالفة عرقيًا والتي برزت كقوات قادرة على تعزيز الخطوط الحكومية.

في الوقت نفسه، يعزز عدد من القادة ذوي الرتب المتوسطة بقوات الأمن والجيش معنويات جنودهم ويتصدون بصور فردية لهجمات طالبان، وتحل قوات الأمن محل بعضها بعضًا، ففي مدينة لشكر جاه عندما استسلم رجال الشرطة وتلقى بعضهم أموالاً من طالبان، تدخلت قوات حرس الحدود وحاولت التصدي لطالبان بدلًا عنها، لكن المدينة سقطت في النهاية.

عمران خان + طالبان | أي كارثة ينتظرها العالم من تأسلم “الفتى اللعوب سابقًا”؟| ترجمة في دقائق

 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك