نقلاً عن مقال رضا شاهاني في أوراسيا ريفيو.

على شاشة التلفزيون الأبيض والأسود، رأيت المجاهدين يستخدمون أسلحة ثقيلة ضد مواطنيهم لاحتلال أفغانستان اليسارية السوفيتية.. بينما كانت باكستان “دولة وشعبًا” ماضية في طريق الرغبة في التباعد.

استولت طالبان على كابول في 1996. اعترفت بها باكستان فورًا، بينما استضافت الحركة تنظيم القاعدة الإرهابي الدولي، الذي حول الأراضي الأفغانية إلى قاعدة لاستهداف المصالح الأمريكية في الدول المختلفة، وأخيرًا، فجر البرجين في أحداث 11 سبتمبر.

رفضت طالبان المناشدات والتحذيرات الأمريكية بالانفصال عن القاعدة وتسليم قيادتها للولايات المتحدة، وبعد أن اضطرت الولايات المتحدة إلى قصف نظام طالبان والقاعدة، طلبت من باكستان الانضمام إلى التحالف الدولي ضد المنظمة الإرهابية ومضيفها.

اتفاق الولايات المتحدة – طالبان | هل تتحول طالبان إلى حزب الله أم فيتنام أم كولومبيا | س/ج في دقائق

باكستان تتورط في الحرب

لكونها دولة ضعيفة، لم تستطع باكستان مقاومة مطلب الولايات المتحدة، فانضمت إلى قوات التحالف، كدولة على خط المواجهة ضد طالبان والقاعدة، على غير رغبة منها

استمرت الحرب عقدين، ودخلت المعارك الأراضي الباكستانية، وكانت تكلفة الحرب على باكستان لا يمكن تصورها – من حيث الضحايا والتكاليف المادية على حد سواء – فحطمت حياة الشباب، وأضاعت طموحاتهم.

وعندما انتهت الحرب بعد عقدين من الزمان، كان الشاب الباكستاني المولود في التسعينيات، والذي وصل الآن إلى سن العمل والزواج، يتوقع السلام والفرص في بلده.

مع ذلك، فإنهم يرون مرة أخرى أسلحة طالبان ويتوقعون حربًا جديدة.

في خضم ذلك، يحتفل نظام عمران خان والمستفيدون من النظام بمكاسب طالبان في أفغانستان.

عمران خان وطالبان

من المفارقات، أنه حتى دخول السياسة، أمضى عمران خان حياته يراقص النساء ويشرب النبيذ في النوادي والحفلات وعلى الشواطئ في الغرب.

صوره ومقاطع الفيديو الخاصة به مع العديد من صديقاته الغربيات منتشرة على الإنترنت.

ومع ذلك، كان عمران خان يعلم تمامًا أن الإسلام سلعة يمكن بيعها بسهولة للباكستانيين، وخاصة للبنجابيين.

استشعر ميلًا نحو حكم طالبان، فلبس زي معلم التقوى.

تولى عمران خان دور اللسان السياسي لطالبان، وكان هذا هو السبب الذي دفع طالبان إلى ترشيحه رئيسًا لفريق التفاوض الخاص بهم لإجراء حوار مع الحكومة الباكستانية.

ملفات FinCEN | هل قام صهر أردوغان بغسل أموال الإباحية وتمريرها لطالبان؟| س/ج في دقائق

عباءة الدين تنشر التطرف

رغم أن عمران خان فشل في حكمه، إلا أنه نجح في إخفاء فشل حكمه تحت عباءة الدين، وكان أول ما فعله هو شراء مسلسل قيامة أرطغرل التركي.

هذا المسلسل الدرامي كان مبنيًا على “الجهاد” وتعظيم ثقافة الطعن بالظهر، وهذه الثقافة مفتون بها سكان البنجاب، الذين يشكلون أكثر من 50% من سكان باكستان.

علاوة على ذلك، كان الأسلوب المضلل التالي الذي استخدمه عمران خان هو المبالغة في موضوع الإسلاموفوبيا، والذي أسر أيضًا سكان البنجاب.

وكانت نتيجة أفعال خان المزيد من التطرف في المجتمع إلى حد الإرهاب والتمرد على الدولة.

في بلوشستان، اختطف الإرهابيون عمال مناجم الفحم الشيعة من الهزارة وقطعوا رؤوسهم، كما ملأ مئات الآلاف من المتظاهرين المتظاهرين شوارع جميع مدن البنجاب تقريبًا لإجبار الحكومة على عزل السفير الفرنسي.

كان المتظاهرون متطرفين لدرجة أنهم قتلوا، وضربوا بوحشية، وسحلوا رجال الشرطة في الطرقات لما يقرب من أسبوع، وما كان من الدولة إلا انصاعت لهم، ووقعت اتفاق سلام معهم، ووعدت بمناقشة قضية السفير في البرلمان.

الانسحاب الأمريكي من أفغانستان | هل يعيد جو بايدن إحياء تنظيم القاعدة؟ | س/ج في دقائق

التطرف سيولد المزيد من العنف

مع تمكن طالبان من أفغانستان المجاورة، ومع طول الحدود وكثرة الثغرات بها، فإن المجتمع الباكستاني المتورط في التطرف بالفعل سيصبح أكثر راديكالية.

باكستان ليست مجتمعًا متجانسًا، وهي مقسمة على أسس طائفية، لذا فإن العنف الطائفي سيعود، وستغرق المخدرات والأسلحة البلاد.

وبصرف النظر عن كل الجرائم المذكورة أعلاه لنظام طالبان في أفغانستان، فإن السيناريو المخيف هو أن تعتدي طالبان على مناطق البشتون في باكستان، لأن سكان هذه المناطق مرتبطين مع الأفغان بالدم واللغة والتاريخ والثقافة والجغرافيا.

ما يفصل طالبان عنهم هو خط دوراند الذي رسمه البريطانيون خلال القرن التاسع عشر، ولذلك في حال اصطدام الجيش الباكستاني بطالبان، فإن هذا السيناريو سيطبق لأن العرق سيتورط في معركة الدين.

دبلوماسي هندي: بايدن يعتمد على إردوغان “مشغل الجهاديين” في أفغانستان وروسيا| ترجمة في دقائق