الانسحاب الأمريكي من أفغانستان | هل يعيد جو بايدن إحياء تنظيم القاعدة؟ | س/ج في دقائق

الانسحاب الأمريكي من أفغانستان | هل يعيد جو بايدن إحياء تنظيم القاعدة؟ | س/ج في دقائق

18 Apr 2021
أفغانستان الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

الرئيس الأمريكي جو بايدن يقول إن الوقت حان لإنهاء أطول حروب أمريكا وإتمام  الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بالكامل، على أن يتزامن الانسحاب مع الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001.

مشكلات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان لا تتعلق بأفغانستان وحدها – التي ستعود لوضعها القديم تحت حكم طالبان غالبًا – بل سيمتد للداخل الأمريكي ولقائمة حلفاء وخصوم الولايات المتحدة في الشرق الأدنى والشرق الأوسط، حين يجد الإرهاب الدولي أرضًا جديدة مؤهلة بالفعل لإعادة النشاط.

س/ج في دقائق


هل أصاب بايدن بقرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان ؟

وليام روجر، مرشح ترامب لمنصب السفير في أفغانستان، يرى أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان من مصلحة واشنطن، إيذانًا بانتهاء أطول الحروب الأمريكية، بعدما حققت الأهداف الثلاثة التي ذهبت من أجلها: الدفاع عن المصالح الأمريكية، القضاء على القاعدة، والتخلص من أسامة بن لادن – معاقبة طالبان على دعم الدولة الذي وفرته لتنظيمات إرهابية.

لكن معهد الشرق الأوسط في واشنطن يصف قرار بايدن بـ “قصير النظر – ضيق الفهم للمصالح الأمنية الأمريكية على المدى الطويل”؛ إذ يمهد المسرح لحرب أهلية مفتوحة مدفوعة بالوكالة، ستخلق ملايين اللاجئين، ومن المرجح أن تزعزع استقرار المنطقة وتؤدي إلى مزيد من موجات التطرف، مؤكدًا إنه إذا كان الانسحاب من أفغانستان والمنطقة خطأً في التسعينيات، فهو أكثر من أي وقت مضى الآن، ففي التسعينيات لم يكن هناك الإرهاب العالمي أو الانتشار النووي في المنطقة، ولم يكن خصوم الولايات المتحدة مثل روسيا والصين وإيران قادرين على ملء الغياب الأمريكي.

مارفن جي وينباوم، مدير دراسات أفغانستان في المعهد، يقول إن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان من شأنه أن يقضي على أي احتمالات متبقية لسلام تفاوضي، ويؤدي إلى زيادة العنف، وتقويض الحكومة القائمة، وانهيار الاقتصاد الرسمي، وتعرض حقوق النساء الأفغانيات والأقليات الذين حصلوا عليها بشق الأنفس للخطر.


هل يقتصر التأثير على أفغانستان أم قد يمتد خارجها؟

الجنرال المتقاعد مايكل ناجاتا يقول إن نتيجتين ستترتبان على الانسحاب الأمريكي العسكري من أفغانستان:

1- إتاحة الفرصة للقاعدة وداعش لتوسيع نفوذهما، والبدء في الاستعدادات لأنشطة إرهابية عابرة للمناطق متى شاءتا، وخصوصًا أن القوات الأفغانية غير قادرة على صد هذه الجماعات دون مساعدة عسكرية أمريكية كبيرة.

2- الصعوبة المؤكدة التي ستواجهها جهود مكافحة الإرهاب الأمريكية إذا كان على عناصر المخابرات / الجيش الأمريكي محاولة القيام بعمليات في أفغانستان من قواعد بعيدة.


وما موقف باكستان من القرار الأمريكي؟

آن باترسون، مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة لشؤون الشرق الأدنى، تقول إن الحكومة الباكستانية ستعتبر إعلان الرئيس جو بايدن بمثابة إشارة إلى انتصار طالبان في أفغانستان، وستتصرف وفقًا لذلك.

كما سيثبت الانسحاب صحة استراتيجية باكستان المتمثلة في الإبقاء على خياراتها مفتوحة لمدة 20 عامًا بسبب مخاوف من عودة طالبان إلى السلطة.

تمدد طالبان في أفغانستان سيعرض المقاطعات الحدودية الهشة في باكستان للخطر، ويعزز تدفق اللاجئين، ويدمر أي احتمالات للاستثمار الأجنبي. نتيجة لذلك، ستتطلع باكستان بطبيعة الحال إلى الصين للحصول على الموارد والترتيبات التجارية لتقليل التأثير الاقتصادي.


وهل تتأثر الهند بالانسحاب الأمريكي؟

ترى شانثي مارييت ديسوزا، الباحثة في معهد الشرق الأوسط، إن قرار بايدن سيؤدي إلى زيادة القلق في الهند في مجالين:

أولاً: استمرار وجود الهند في أفغانستان والقدرة على الاستمرار في سياسة المساعدة فقط.

وثانيًا: العواقب المحتملة على الأمن القومي للهند، نظرًا لتأثير الحرب الإقليمية بالوكالة والحرب الأهلية في أفغانستان والفضاء غير الخاضع للحكم والذي سيكون متاحًا مرة أخرى للجماعات الإرهابية الدولية والمناهضة للهند للعمل في ذلك البلد.

وعلى الرغم من حتمية ذلك، فقد امتنعت نيودلهي عن ضبط سياساتها لواقع عودة طالبان إلى مركز السلطة في كابول. ويرجع ذلك أساسًا إلى أنها لا تزال تنظر إلى طالبان على أنها رصيد استراتيجي لمؤسسة المخابرات الباكستانية.

في الآونة الأخيرة، ضغطت إدارة بايدن من أجل دور الهند الموسع في عملية السلام، وأصبح لنيودلهي الآن مقعد في المحادثات المقترحة في اسطنبول.

ومع ذلك، من غير المرجح أن يساعد ذلك في معالجة مخاوف الهند من أن أي تغيير في سياستها الأفغانية يمكن أن يضفي مستوى معينًا من الشرعية على المتمردين ويضعف حكومة غني المحاصرة. لدى نيودلهي أسباب للاعتقاد بأن الانسحاب سيعزز القوة التفاوضية لطالبان.


وما وضع إيران في هذه المعادلة الإقليمية؟

تقول فاطمة أمان، الباحثة في معهد الشرق الأوسط، إن هناك قلقا حقيقيا في إيران من عودة طالبان إلى السلطة من خلال العنف والحرب وليس المفاوضات، وهناك أيضًا قلق من العدد المتزايد للجماعات المتطرفة، بالنظر إلى أن أفغانستان تشترك في حدود طولها 587 ميلًا مع إيران.

طهران، حتى لو كانت صامتة، تخشى أن الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من أفغانستان، إذا تم التعجيل به، يمكن أن يسهل ظهور الجماعات الإرهابية المسلحة. سيكون هذا مماثلاً لنتيجة انسحاب القوات الأمريكية من العراق في عام 2011 والذي أدى إلى ظهور داعش، حيث كانت قوات الأمن العراقية غير مستعدة وغير قادرة على تحمل مسؤولية أمن البلاد.

لكن هناك فرقا جوهريا بين العراق وأفغانستان، من حيث التركيبة السكانية. بعد إسقاط صدام حسين وحل الجيش العراقي استفادت إيران من الوجود الشيعي الغالب في العراق. على عكس أفغانستان التي يغلب عليها الوجود السني، وتتفوق ميليشياتها السنية تفوقا كبيرا.

 


وكيف يستقبل الشرق الأوسط الانسحاب الأمريكي من أفغانستان؟

يقول جيرالد فيرستين، النائب السابق لمساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، إن ردود الفعل الإقليمية حيال الانسحاب الأمريكية سترتبط بإمكانية أن يكون الخصمان إيران وتركيا قادرين على تأسيس موطئ قدم في أفغانستان بعد انسحاب الولايات المتحدة.

بالنسبة لدول الخليج العربي، فإن احتمال قيام إيران بتأسيس وجود مهيمن في كابول- عاصمة إقليمية خامسة تقع تحت نفوذ طهران – سيكون مقلقًا بشكل خاص.

كما أن من المتوقع أن يكون لتركيا دور في أفغانستان، فبناءً على طلب واشنطن، تستضيف تركيا محادثات رفيعة المستوى بشأن عملية السلام في أفغانستان للجمع بين الحكومة الأفغانية وطالبان، وقد عينت تركيا مبعوثًا خاصًا لتولي دور الوساطة.

إدارة بايدن ترى أن تركيا قادرة على ملء الفراغ الأمريكي لقدرتها على “تشغيل الجهاديين”، بحسب الدبلوماسي الهندي السابق بهادراكومار .

سيكون المنظور السعودي مهمًا في هذا الصدد، لكن ربما تكون وجهة النظر الإماراتية أكثر حضورا، فقد قاتلت القوات الإماراتية وضحت في أفغانستان لسنوات عديدة، لذلك فستحتاج قيادة الإمارات إلى قياس استثمارها في الدماء والأموال مقابل النتيجة التي حققتها.

دبلوماسي هندي: بايدن يعتمد على إردوغان “مشغل الجهاديين” في أفغانستان وروسيا| ترجمة في دقائق


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

خروج بايدن من أفغانستان سيعزز الأمن القومي للولايات المتحدة (ناشيونال انترست)

الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان (معهد الشرق الأوسط)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك