ولد أنور العولقي في 1971 في نيو ميكسيكو بالولايات المتحدة لوالدين يمنيين، وبعد 1977 عادت عائلته إلى اليمن، حيث درس في مدارس آزال الحديثة، وشغل والده منصب وزير الزراعة ورئيسًا لجامعة صنعاء.
عاد العولقي إلى كولورادو في 1991 بمنحة دراسية من الحكومة اليمنية وحصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة ولاية كولورادو 1994، وحصل أيضًا على شهادة الماجستير في القيادة التربوية من جامعة ولاية سان دييغو.
و عمل على درجة الدكتوراة في تنمية الموارد البشرية في جورج واشنطن وكلية الدراسات العليا جامعة التربية والتعليم والتنمية البشرية من يناير إلى ديسمبر 2001.
في 2001، كان مدير وكالة المخابرات المركزية السابق جورج تينيت، يتصل برئيس اليمن آنذاك علي عبد الله صالح، ليطلب منه إطلاق سراح سجين لم يذكر اسمه، كان محتجزًا لأنه على صلة بهجوم القاعدة على المدمرة الأمريكية يو إس إس كول في أكتوبر 2000، مما أسفر عن مقتل 17 بحارًا أمريكيًا وإصابة 37 آخرين.
رغم رفض تينيت تسمية الذي اتصل من أجله، إلا أن مصادر أخرى أكدت أن السجين المعني لم يكن إلا أنور العولقي،
محتوى المكالمات لا يترك سوى القليل من الغموض حول مدى اهتمام تينيت - وحكومة الولايات المتحدة - بالعولقي.
حين رد صالح بأن فريق مكتب التحقيقات الفيدرالي المكلف بالتحقيق في الحادث وصل بالفعل إلى صنعاء، وسأل عما إذا كان بإمكان أفراد مكتب التحقيقات الفيدرالي الاجتماع معه لمناقشة الأمر، رفض تينيت بشكل قاطع قائلًا:
"إنه رجلي.. هذه مشكلتي بشكل شخصي.. يجب إطلاق سراح الرجل. لقد تحدثت مع كل شخص معني في حكومتي، وأخبرتهم أنني سأجري هذه المكالمة معك.
أفرج عن أنور العولقي فعلًا.
وبات بعد هجمات 11 سبتمبر 2011 صوتًا بارزًا في مدارات الحكومة الأمريكية، رغم أن سلوكه العام والخاص كان يجب أن يثير شكوكًا جدية.
كان العولقي أحد أهم ممثلي الإسلام في واشنطن العاصمة، واعتبر صوتًا إسلاميًا معتدلًا لديه وجهات نظر إيجابية عن الولايات المتحدة والغرب. لم يتردد في التنديد العلني بالإرهاب الإسلامي وهجمات 11 سبتمبر، وفق ورقة بحثية نشرتها المكتبة الرقمية للأمن الوطني.
كان يدين الهجمات في تصريحات علنية، وأصبح العولقي أول إمام في التاريخ يؤدّي صلاة في مبنى الكابيتول الأمريكي، وبناء عليه حصل على امتيازات خاصة من الولايات المتحدة لسنوات.
نفس الرجل كان يوسع انتشاره على الإنترنت لترويج محتوى مرتبط بالتطرف، حتى أنه سُمي بـ"بن لادن الإنترنت".
المحير، أن الوثائق الواردة من نفس الفترة كانت تشير إلى أنور العولقي باعتباره عميلًا أمريكيًا، وثائق الحكومة الأمريكية كانت تشير تحديدًا لعلاقته مع المخابرات المركزية، وفي أواخر خريف 2003 حيث كان يعد أحد أصول المخابرات.
تكشف الوثائق التي تم الحصول عليها من خلال قانون حرية المعلومات أن العولقي كان يتبادل رسائل البريد الإلكتروني والرسائل الصوتية مع أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي.
في ذلك العام، تكشف وثيقة من خطاب وجهه وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي يكتب إلى آخر غير معلوم عن ارتكاب أيمن العولقي لما وصفه الرجل بـ "حماقة مقدسة: بعدما ظهر مع من وصفهم بـ "البغايا"، ليسأل المرسل إليه: "أليس هذا رجلك؟".
وفي وثيقة أخرى أخرى شكا عميل في مكتب التحقيقات الفيدرالي من محاولات لجنة 11 سبتمبر العديدة للوصول إلى العولقي.
ساهمت مثل هذه التقارير في تكوين أدلة على مساعدة حكومة الولايات المتحدة للعولقي. هذا الأدلة يرجحها كون الولايات المتحدة منحت الدعم المادي والشخصي للإرهابيين، وكان على رأسهم أسامة بن لادن الذي كان مدعوماً من قبل وكالة المخابرات المركزية مع بداية انطلاقه.
لم يمس أنور العولقي طوال هذه الفترة، رغم اتصالاته مع بعض اللاعبين الرئيسيين في هجمات 11 سبتمبر 2001، وخصوصًا نواف الحازمي وخالد المحضار وهاني حنجور، دون محاولة القبض عليه بسبب هذه الاتصالات، أو لمحاولاته المتكررة صيد العاهرات، أو حتى انخراطه في مشاريع تجارية فاشلة.
وحتى عندما تم ضبط المخطط الرئيسي لهجمات 11 سبتمبر، رمزي بن شيبة، وكان لديه رقم هاتف العولقي في قائمة جهات الاتصال الخاصة به، لم يمس العولقي.
كذلك، عندما تم التوصل لتورطه في مساعدة محمد عطا زعيم مجموعة هجمات 11 سبتمبر، نفى مكتب التحقيقات الفيدرالي وجود أدلة على قيام العولقي بشراء تذاكر طائرة للخاطفين.
أثبت العولقي أنه صوت مركزي في الدوائر المتطرفة في كل من الولايات المتحدة والشرق الأوسط.، حتى إن القائمة غير الكاملة للمتطرفين المتأثرين به مذهلة، وتضم:
- عبد الحكيم مجاهد محمد، مرتكب إطلاق النار من سيارة مارة على مكتب تجنيد عسكري أمريكي في أركنساس، والذي ادعى أن القاعدة في جزيرة العرب هي التي أرسلته، وقد تأثر بالعولقي.
- نضال حسن، الذي قتل 13 وجرح 30 في فورت هود، والذي كان قد حضر محاضرات العولقي في مسجد فولز تشيرش وتبادل معه ما يصل إلى 20 رسالة بريد إلكتروني قبل هجومه، وقد وصف العولقي حسن فيما بعد بأنه "بطل".
- يعتقد أن عمر فاروق عبد المطلب، "مفجر الملابس الداخلية" الفاشل، التقى به قبل أسابيع في اليمن.
- شريف موبلي: (الذي قتل حارس مستشفى يمنيا) بعد أن تم القبض عليه في غارة ضد القاعدة كان قد اتصل بالعولقي وذهب إلى اليمن للبحث عنه.
في النهاية، صدر حكم غيابي من محكمة يمنية بالسجن لمدة عشر سنوات ضد العولقي بسبب انتمائه لتنظيم القاعدة والتحريض على قتل الاجانب، كما أعلنت الأمم المتحدة إضافته إلى قائمة المنظمة الأممية السوداء، بصفته عضواً في القيادة العليا لتنظيم القاعدة.
كان العولقي هو أول مواطن أمريكي يتم تعقبه وقتله دون محاكمة منذ الحرب الأهلية الأمريكية، حيث قتل في اليمن بأوامر رئاسية في 30 سبتمبر 2011، حيث اعتقدت الإدارة الأمريكية أن قتله سيخلصها من شر نشره لللإرهاب، إلا أنه اكتسب أضعاف شعبيته في وسط الإسلاميين لاعتباره شهيدًا، قتلته طائرة هيل فاير الأمريكية.
محمد الشمراني.. المتطرف “الذاتي” مطلق النار في قاعدة فلوريدا | بروفايل في دقائق
سوديش أمان .. روج أفكارا إرهابية من التراث ثم نفذها بنفسه | بروفايل في دقائق
أنور العولقي.. هل تحول الجهادي إلى شهيد بعد وفاته؟(إنترناشيونال بوليسي دايجست)
زُعم أن مدير وكالة المخابرات المركزية قال عن أنور العولقي “هذا أمر شخصي” (ذا أمريكان كونسيرفتيف)