ولد تيمورلنك في في 9 أبريل 1336 لقبيلة برلاس المغولية التركية في وسط آسيا "أوزبكستان حاليا".
كانت المنطقة وقتها تابعة لخانية الجاغاطاي، المنتسبة للابن الثاني لجينكيز خان،
بدأ الضعف يضرب الخانية، التي انقسمت بين عدة قادة ضعاف وضربتها حرب أهلية.
وبحلول 1360، حصل تيمورلنك على أول مسؤولية عسكرية مهمة، بقيادة حملات إعادة توحيد الإمبراطورية.
أحيانًا كان تيمو يغير ولاءه بين أكثر من جانب. في إحدى غاراته في بداية حياته العسكرية، انقلب على خانية الجاغاطاي في الجزء المعروف بما وراء النهر.
أصيب بسهم في ساقه فأصابه بالعرج. عندها، التصق به لقب الأعرج، ومنه حصل على اسمه الشهير "تيمور لنك".
بالنهاية، بات تيمورلنك هو القائد الفعلي في الخانية، وحمل لقب سلطان، بينما بقي سوياجاتميش، أحد أحفاد جينكيز خان، قائدًا صوريًا يحمل لقب خان في 1370.
ولزيادة شرعية سلطته، تزوج من إحدى حفيدات جينكيز خان حتى يحصل على لقب "جودخان" أي صهر الخان، وادعى أنه من أحفاد النبي محمد ولقب نفسه بـ"سيف الإسلام".
المرحلة التالية في تأسيس الإمبراطورية التيمورية كانت التوسع في خوارزم وخراسان، وتأسيس عاصمته في سمرقند، وغزو بلاد فارس وجورجيا التي نهب فيها العاصمة تبليسي وأجبر ملكها على اعتناق الإسلام.
أكثر الدول التي عانت ضربات تيمور في كل مسيرته الحربية كانت فارس وجورجيا التي دفن فيها آلاف المسيحيين أحياء، وبغداد التي ضربها المغول في 1401 للمرة الثانية بعد حصار ومجزرة تشبه المجزرة الأولى حتى الدولة العثمانية في الأناضول تلقت ضربة عرقلت نموها بعد هزيمة مذلة في معركة أنقرة تم فيها أسر السلطان العثماني نفسه.. لكن أشهر المجازر كانت مجزرة دلهي في الهند.
الهند كانت الهدف المفضل لدى المغول بسبب ثرواتها، ورغم أن أغلب الأرض تحت سلطة حكام مسلمين إلا أن هذا لم يمنع تيمورلنك من إعلان أن هؤلاء السلاطين والأمراء المسلمين ليسوا متدينين حقًا؛ لأنهم سمحوا بوجود الهندوس والبوذيين، وأن تيمورلنك يريد معاقبة الكفار والمشركين.
لكن الهدف الأصلي أن تيمورلنك وجد فيها فرصة ليوسع سلطته على حساب سلطنة دلهي الثرية الضعيفة، وينتقم في نفس الوقت لفشل القادة المغول السابقين في اقتحام دلهي، مما يثبت سمعته كوريث جينكيز خان.
في صيف 1398، كان جيش تيمور محملًا بالذهب والثروات التي نهبها من الأضرحة الهندوسية الهندية في طريقه إلى دلهي، التي شهدت سلسلة متعاقبة من الاغتيالات ضد سلاطينها، حتى وصل العرش إلى نصير الدين محمود شاه تغلوق، وقائد جيشه مالو إقبال.
في الطريق، أسر الجيش من قابلهم من السكان كعبيد. العدد كان ضخمًا بشكل هدد قدرة الجنود على حراستهم.
حاول سلطان دلهي استخدام الأفيال لصد جيش تيمورلنك كما كان يجري صد المغول سابقًا. لكن تيمورلنك واجهها بسلاحين: أولهما شكل بدائي من القنابل اليدوية وعدد ضخم من الجمال التي ربط فوقها حزم ضحمة من القش المحروق، وأطلقها لتركض في تجاه الأفيال التي خافت من النار، فانقلبت الأفيال على أصحابها، وسحقت الجيش الهندي في 17 ديسمبر 1398.
بعد المعركة، هرب سلطان دلهي وقائد جيشه، فأعلنت المدينة الاستسلام، وخطبت الجمع في مساجدها باسم تيمورلنك، الذي أعلن منح الأمان لساكنيها.
مع ذلك، دخل جيش تيمورلنك دلهي بمجازر وعمليات نهب، يقدر عدد ضحاياها بمليون، وفق الموسوعة البريطانية، بينما وصل عدد الأسرى إلى 100 ألف.
بحسب موقع "سكرول إنديا"، كانت المذابح المغولية في أسيا مألوفة, لكن ما حدث في دلهي يظل لحظة فريدة مرعبة في تاريخ الهند.
تبرأ تيمورلنك من عمليات النهب التي استمرت لأيام، زاعمًا أنها جرت دون أوامر.
لكنه عندما علم ببعض المقاومة داخل المدينة، أمر بقتل كل سكانها بداية من 21 ديسمبر، وعندما تركها تيمورلنك في 31 ديسمبر كانت المدينة خرابًا. ومن بقى من السكان عانى المجاعة والمرض.
بينما بقيت المدينة نفسها دون حكومة مستقرة لـ 15 عامًا تالية.
وبحسب كتاب قصة الحضارة، لم يكن تيمورلنك يظهر الرحمة للمسلمين أو الهندوس أو المسيحيين أو غيرهم، بل كان يسعى لبسط سلطته الشخصية
ولم يسع حتى لمد طرق تربط امبراطوريته ببعضها، كان الأمر يتعلق بالقوة المباشرة وحسب. لكنه احتفظ بكل مظاهر الثروة والحضارة التي استولى عليها في عاصمته سمرقند فقط.
كتاب قصة الحضارة – ويل ديورانت
معركة دلهي – الموسوعة البريطانية
مذابح تيمور مروعة بشكل فريد في التاريخ الهندي – سكرول إنديا