بلومبرج: في أي حرب مقبلة.. الرد سيكون داخل الأراضي الأمريكية لأول مرة | ترجمة في دقائق

بلومبرج: في أي حرب مقبلة.. الرد سيكون داخل الأراضي الأمريكية لأول مرة | ترجمة في دقائق

17 Jan 2022
الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال هال براندز في بلومبرج.


بالنسبة للأمريكيين، تحدث الحرب عادة في بلدان أجنبية بعيدة عن حدودهم، بعدما منح مزيج من القوة والجغرافيا للولايات المتحدة أمنًا داخليًا أكبر من أي دولة رئيسية أخرى تقريبًا.

نعم، تعرضت الولايات المتحدة للهجوم من قبل، فأحرق البريطانيون واشنطن في حرب 1812، وضرب اليابانيون هاواي في 1941.

لكن هذا تاريخ. وبينما خاضت أمريكا العديد من المعارك، خصوصًا في العراق وصربيا، كان العدو يفقد أي قدرة على الرد بالمثل.

ربما يوشك هذا أيضا أن يصير ماضيا.

في أي نزاع مستقبلي، لن تكون الأراضي الأمريكية آمنة؛ لأن الولايات المتحدة تدخل حقبة من الضعف الداخلي، بينما تتيح التطورات التكنولوجية للأعداء الجيوسياسيين – وليس فقط الجماعات الإرهابية – نقل الحرب إلى الداخل الأمريكي.

الوضع تغير

الآن، يتزايد المنافسون الذين يمكنهم تهديد الولايات المتحدة بأسلحة نووية في أي صراع.

الصين، التي كانت تمتلك تقليديًا ترسانة نووية صغيرة ومعرضة للخطر، ازدادت قوة، وأصبحت ترغب في التأكد من قدرتها على ضرب الولايات المتحدة في أي صراع على تايوان أو أي نقطة ساخنة أخرى.

كوريا الشمالية على وشك امتلاك، أو ربما تمتلك بالفعل، صواريخ ذات رؤوس نووية يمكنها ضرب أهداف في الولايات المتحدة.

وبينما كان لدى خصوم أمريكا مخاوف قوية تمنع شن مثل هذه الهجمات النووية، من بينها التهديد برد نووي أمريكي مدمر، فاليوم، على عكس ما حدث أثناء الحرب الباردة، يمكنهم ضرب الداخل الأمريكي بطرق أقل خطورة، وبالتالي أكثر قابلية للتطبيق.

آليات الاستهداف الجديدة

تمتلك كل من روسيا والصين، أو تعملان على تطوير، القدرة على ضرب أهداف أمريكية برؤوس حربية تقليدية مثبتة على صواريخ بعيدة المدى – سواء كانت صواريخ كروز أو مركبات انزلاقية تفوق سرعة الصوت أو ربما صواريخ باليستية عابرة للقارات.

هناك قلق متزايد من أن الصين قد تستخدم أسرابًا من الطائرات الصغيرة بدون طيار، التي يمكن إطلاقها من سفن الحاويات، لضرب أهداف على الساحل الغربي للولايات المتحدة أو هاواي.

ربما لن تسبب هذه الهجمات دمارًا كارثيًا، لكن يمكنها تعطيل الخدمات اللوجستية والاتصالات والتعبئة الأمريكية أثناء النزاع – أو ببساطة منح موسكو أو بكين وسيلة لردع الضربات الأمريكية ضد الأراضي الصينية أو الروسية أو الرد عليها.

الهجمات السيبرانية

الشكل الأكثر احتمالا للهجوم على الولايات المتحدة لن ينطوي على عنف صريح على الإطلاق، حيث يمكن للهجمات الإلكترونية ضد البنية التحتية الحيوية أو الأنظمة المالية أن تعيق الحياة اليومية وتعوق أي رد على العدوان من الجانب الآخر من العالم.

أمريكا ذاقت عينة: عندما استهدف هجوم سيبراني خط أنابيب فتسبب في نقص الغاز عبر الساحل الشرقي الربيع الماضي،

فتخيل تكرار الأداء، ولكن على نطاق أوسع بكثير في خضم أزمة دولية كبرى حول تايوان أو أوكرانيا أو دول البلطيق.

مثل هذه الهجمات ستكون جذابة للمخططين الروس والصينيين، وهي تؤدي لنتائج شبيهة بما تستطيع الضربات العسكرية المباشرة القيام به.

كما يمكنهم إشعال الاضطرابات المحلية لإبطاء سرعة الولايات المتحدة في بداية الصراع، عندما تتسابق بكين أو موسكو لتحقيق أهدافهما العسكرية في أوروبا الشرقية أو غرب المحيط الهادئ.

كيفية المواجهة؟

لا يوجد حل مثالي لهذه المعضلة.

يمكن للدفاعات الصاروخية، على سبيل المثال، أن تساعد في حماية الأهداف الرئيسية، لكنها باهظة الثمن ولا يمكن الاعتماد عليها لتوفير أي حماية شاملة.

أفضل ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة هو التخفيف من نقاط ضعف الأمن الداخلي من خلال مزيج من الدفاع والهجوم والمرونة.

سيتطلب ذلك استثمارات أكبر وأكثر منهجية في ما كان يُسمى سابقًا “الدفاع المدني”، وهو يعني تقوية البنية التحتية الحيوية والمرافق اللوجستية وشبكات الاتصالات ضد الاضطراب الرقمي.

ستحتاج واشنطن إلى الإعلان بشكل أفضل، في وقت السلم، عن قدرتها واستعدادها للانتقام من الهجمات الإلكترونية التي ترعاها الدول، هذا سيجعل الخصوم يتساءلون كيف يمكن للولايات المتحدة أن ترد على الهجمات الأكبر – سواء كانت مادية أو رقمية – أثناء الحرب.

ومع ذلك، لا يمكن تجنب حقيقة أن الحماية المطلقة مجرد وهم، فقد يكون قبول احتمالية أعلى لوقوع هجمات على أرض الوطن، وتطوير المرونة الاقتصادية والمجتمعية اللازمة لاستيعابها، هو ثمن التأثير العالمي في عالم لا توفر فيه الجغرافيا حصانة.

ستكون تلك رسالة يصعب على الأمريكيين سماعها، خصوصًا أنها ستثير نقاشات حادة حول تكاليف وفوائد الوجود الأمريكي العالمي، لكن من الأفضل أن يبدأ هذا النقاش الآن بدلاً من أن يدرك الأمريكيون ضعفهم فقط بعد بدء الصراع.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك