ظل وضع تركيا في الأعوام الأولى من حكم أردوغان جيدًا: الاقتصاد ينمو، والسياحة تتحسن، وتكونت لدى العالم صورة ذهنية جيدة نوعا ما عن تركيا، وهو ما احتاجه العالم حينها ليحكم بأن الإسلام من الممكن أن يتقبل الديمقراطية، إضافة إلى العلاقات الإقليمية الجيدة والشراكات الواسعة مع محور إيران – سوريا، وفي نفس الوقت العلاقات الإيجابية مع السعودية ودول الخليج، والعلاقات الطبيعية مع إسرائيل.
لكن فجأة انقلب الوضع رأسا على عقب. تورطت تركيا في سوريا وصراعاتها، وفي شرق المتوسط مع اليونان ومصر، وتوترت علاقتها بالاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بدأ محادثات رسمية مع اليونان لإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في اليونان، تماشيا مع استعداد أمريكي لنقل قاعدة إنجرليك الجوية من تركيا إلى اليونان. وغير ذلك هناك الصراع في الفناء الخلفي لتركيا بين أرمينيا وأذربيجان، يهدد مصدر الغاز الرئيسي الذي يبدأ من بحر قزوين مرورًا بتركيا إلى أوروبا، فضلًا عن علاقة تركيا المتوترة مع الخليج والتي تتسم بالتوتر.