ربما تعتبرها الآن ساعات طويلة. لكن الوصول إلى تلك المرحلة لم يتحقق إلا بعد صدامات طويلة بين العمال وأصحاب العمل استمرت 100 عام، وتوجت بقضية هايماركت المثيرة للجدل
الرئيس الأمريكي جروفر كليفلاند حوَّل عيد العمال في بلاده خصيصًا من 1 مايو إلى 1 سبتمبر لأنه لم يرغب في ربط العطلة بتلك القضية.
تايم لاين في دقائق
بدايات القرن الثامن عشر
في وقت مبكر من القرن الثامن عشر، كان يوم العمل العادي في الولايات المتحدة يستمر 11/12 ساعة، يصل إلى 16 ساعة في حالة العمال العبيد.
1791.. المطالبة بالتقصير
دخل العمال إضرابات متتالية للمطالبة بيوم عمل أقصر. وكان اضطراب نجاري فيلادلفيا من أوائل الإضرابات المسجلة بهذا الصدد. لكنه فشل، وفقًا لوزارة العمل الأمريكية.
1822.. المطالبة بـ10 ساعات
بحلو عام 1822، دخل الميكانيكيون وعمال الطواحين في إضرابات للمطالبة بتثبيت يوم العمل عند 10 ساعات.
لم تنجح الإضرابات. لكنها جذبت انتباه الجمهور للقضية.
1835.. إقرار جزئي
بداية 1833، بدأ عمال نيو إنجلاند سلسلة من محاولات الضغط للمطالبة بـ 10 ساعات عمل.
بحلول عام 1835، نجح العمال في نيويورك وفيلادلفيا في فرض العمل لـ 10 ساعات يوميًا، لكن أرباب العمل أقروا ساعات العمل من 6 صباحًا لـ6 مساءً مع ترك ساعتين راحة للوجبات في المنتصف.
1836.. المطالبة بـ8 ساعات
في وقت مبكر من 1836، بدأ بعض العمال في تحويل المطالبة إلى يوم عمل لا يتجاوز 8 ساعات.
استغرق الأمر 6 سنوات أخرى قبل أن يصبح نجارو السفن في بوسطن من أوائل من وضعوا نظامًا لثماني ساعات عمل في اليوم.
1840.. الحكومة تقر 10 ساعات
في 31 مارس 1840، أصدر الرئيس الأمريكي مارتن فان بورين أمرًا تنفيذيًا ينص على العمل 10 ساعات يومًا للموظفين الفيدراليين.
1847.. التطبيق في الولايات
في 1847، أصبحت نيو هامبشاير أول ولاية تمرر قانونًا يجعل يوم العمل القانوني 10 ساعات.
ومع ذلك، فإن القانون انطبق فقط على أولئك الذين لم يكونوا مرتبطين بعقد خاص. لكن القرار لم يترك تغييرًا عند أغلبية العمال.
1864.. سلسلة الإضرابات
في عام 1864، كتبت مجلة Teen Vogue أن الرابطة الدولية للعمال أعلنت أن تقصير يوم العمل هو الخطوة الأولى في اتجاه تحرير الطبقة العاملة، ونتيجة لذلك بدأ العمال في إضرابات على مدى عقود، مطالبين بثماني ساعات عمل في اليوم.
في بعض الولايات، مثل إلينوي، مرر المشرعون قوانين محلية تحدد يوم العمل بثماني ساعات، لكنها تضمنت ثغرات جعلت القانون لاغيًا.
1869.. إقرار 8 ساعات للموظفين
وقع الرئيس الأمريكي يوليسيس جرانت إعلان القانون الوطني في 1869 محددًا يوم العمل بثماني ساعات، لكن التوصية انطبقت فقط على العمال الفيدراليين دون القطاع الخاص.
أنشأ العمال دوريات محلية تطالب بالعمل لثماني ساعات، ونظموا مسيرات، وسعوا إلى التغيير من خلال العمل السياسي.
ردًا على ذلك، أسس أصحاب العمل “جمعية العشر ساعات”. لكن جهدهم لم يكلل بالنجاح.
أول مايو 1886.. الإضراب
في عام 1886، دعا اتحاد المهن والنقابات العمالية إلى إضراب على مستوى الولايات المتحدة لثمانية أيام عمل في الأول من مايو، وهو اليوم الذي اختير عيدًا للعمال.
ذكرت أوهايو هيستوري سنترال أن آلاف العمال في المدن الكبرى انضموا للإضراب، مع مظاهرات رفعت شعار: “8 ساعات عمل – 8 ساعات راحة – 8 لنا”.
مايو 1886.. قضية هايماركت
خلال احتجاجات شيكاغو، قتل العديد من ضباط الشرطة وعدد غير معروف من المتظاهرين نتيجة انفجار.
ألقي اللوم على الفوضويين الذين تسببوا في التفجير، أعدم عديدون منهم، لكن الحادثة المعروفة باسم قضية هايماركت خلقت الزحم المطلوب للرضوخ لضغط العمال.
بداية القرن العشرين.. من التدين للعلمانية
واصل العمال الضغط لتقليل عدد أيام العمل في أسبوع مكون من ستة أيام من الاثنين إلى السبت، مع تثبيت ساعات العمل عند 8 ساعات.
بدأ الضغط برسالة دينية؛ باعتبار أن الوقت المقتطع من ساعات العمل سيستخدم لـ “التفكر الروحي”، قبل أن تتحول لخطاب عالماني اقتصادي؛ بدعوى أن العمل لساعات أقل سيزيد إنتاجية العمال، ويترك فرصة لزيادة الاستهلاك، لتدور عجلة الاقتصاد.
عشرينيات القرن العشرين.. خطة فورد
أدرك هنري فورد، مؤسس شركة فورد لصناعة السيارات، أن موجة المطالبة بالعمل 8 ساعات ستصل لمصانعه، فقرر تطبيقها قبل أن يطلبه العمال وأسماها “خطة تقاسم الرخاء”.
كان فورد يأمل في تعطيل تأثير قادة الإضرابات. كما رآها فرصة لإبقاء العمال في مصنعه بالنظر لسرعة تقاعد أو استقالة العمال عنده.
في النهاية نجحت خطته، وانخفض معدل تدوير العمالة بنسبة 90%.
1916.. إقرار الكونجرس
شجع فورد الرئيس وودرو ويلسون على إدراج العمل لمدة ثماني ساعات يوميًا في برنامجه الرئاسي لعام 1916، لكن ويلسون رفض.
ومع ذلك، في نفس العام، وافق الكونجرس على العمل لثماني ساعات لبعض عمال السكك الحديدية وكذلك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 16 عامًا الذين عملوا في التجارة بين الولايات.
1919.. المطالبة بالمزيد
بحلول عام 1919، كان ما يقرب من نصف العمال الزراعيين وأغلبية العمال المنظمين قد طبقوا العمل لثماني ساعات.
وبدأت بعض النقابات مثل اتحاد عمال المناجم معركتها لفرض العمل لمدة 6 ساعات يوميًا.
ثلاثينيات القرن العشرين.. الإقرار النهائي
في الثلاثينيات، بدأ عمال الصناعة الضغط من أجل 4 ساعات عمل في 4 أيام أسبوعيًا.
وخلال فترة الكساد الكبير، حدد أحد القوانين التي سنها الكونجرس كجزء من الصفقة الجديدة الحد الأقصى لساعات العمال.
على الرغم من إلغاء المحكمة العليا للقانون في 1935، فقد حل مكانه قانون معايير العمل العادلة في عام 1938، والتي فرضت أجرًا إضافيًا إذا عمل العمال أكثر من 44 ساعة في الأسبوع.
بعد ذلك بعامين، عدل النص إلى 40 ساعة، وبالتالي أصبح يوم العمل المكون من ثماني ساعات 5 أيام علامة في الولايات المتحدة والعالم من بعدها.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
