خطاب اليسار دفع الشباب لمقاطعة الإنجاب.. كيف يهدد ذلك بانهيار الغرب؟ | س/ج في دقائق

خطاب اليسار دفع الشباب لمقاطعة الإنجاب.. كيف يهدد ذلك بانهيار الغرب؟ | س/ج في دقائق

21 Apr 2022
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

بينما تحتاج دول الشرق الأوسط لتخفيض معدل المواليد؛ حيث تهدد الزيادة السكانية بتآكل الموارد المحدودة، يروج الإسلاميون هنا خطاب “تناكحوا تناسلوا”.

العكس تمامًا في الغرب: يحتاج لمواليد أكثر، حيث يهدد انخفاض نسبة الخصوبة بتآكل نتائج الطفرة الاقتصادية التي حققوها. وهناك يروج اليسار خطاب: “أنجب أقل.. ما ذنب الكوكب ليتحمل الانبعاثات الكربونية؟!”

ماذا يحدث هنا؟ وماذا يحدث هناك؟ من المتهم؟ وما النتائج؟

س/ج في دقائق


لماذا يمثل إنجاب المزيد من الأطفال مشكلة إقليمية؟

بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي، سيكون الشرق الأوسط وأفريقيا موطنًا لنحو 3.4 مليار شخص (أكثر من سكان الصين والهند مجتمعين) بحلول 2050.

أفريقيا وحدها ستصل إلى ملياري نسمة بحلول 2050. مع توقعات بتحطيم رقم 4 مليارات في 2100، بمعدل يتجاوز ثلث سكان العالم حينها.

هذا يمثل مشكلة في ظل ندرة موارد المنطقة وضعفها الاقتصادي. فبغض النظر عن مستوى التنمية الاقتصادية أو الدخل القومي، تواجه حكومات المنطقة ككل تحديات متزايدة في توفير الاحتياجات الأساسية لأعداد متزايدة من المواطنين – السكن اللائق والصرف الصحي والرعاية الصحية والتعليم والوظائف – ولمكافحة الفقر، وتحسين مستوى المعيشة.

عدد السكان في أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا

معدلات تزايد السكان في أفريقيا والشرق الأوسط


لكن بعض دول المنطقة غنية وتحتاج لقوة عمل أكبر.. أين المشكلة؟

بينما ينظر إلى النمو السكاني في الدول الأكثر ثراءً باعتباره حدثًا إيجابيًا يقلص الحاجة للعمالة الأجنبية، فإن النمو السكاني يمثل مشكلة في مناطق أخرى فقيرة.  تتلخص هذه المشكلة في 6 نقاط بشكل أوضح:

1- يتركز معظم النمو السكاني في أفقر دول المنطقة.

2- تعتمد معظم الاقتصادات على استخراج الموارد الطبيعية، وهي صناعة لا تخلق فرص العمل الكافية للسكان في سن العمل.

3- هناك احتمال قوي بأن يؤدي التوسع السكاني الهائل لتأجيج الصراعات والهجرة في السنوات المقبلة. وهذا سيترك تأثيره على الجميع.

4- تكشف دراسات المركز الوطني الأمريكي لمعلومات التقانة الحيوية، أن معدل الخصوبة لدى المتعلمين أقل من غير المتعلمين في العديد من البلدان.

5- هجرة الأدمغة: أعداد كبيرة من الأفضل تعليمًا وصحة وتدريبًا واستعدادًا للاستيعاب في اقتصاد السوق تغادر المنطقة إلى أوروبا وأمريكا الشمالية وأجزاء أخرى من العالم.

6- بالتبعية، تصبح نسبة السكان الناشطين اقتصاديًا في الشرق الأوسط الأقل عالميًا. وفقًا لمنظمة العمل الدولية، توجد البلدان الوحيدة التي لديها نسبة إعالة اثنين أو أعلى (بمتوسط ​​شخصين أو أكثر غير نشطين اقتصاديًا لكل شخص نشط اقتصاديًا) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وحتى الدول التي لا تواجه تحديا في النقاط السابقة، تقع في مشكلة الموارد المائية الشحيحة؛ إذ يملك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 1.4% فقط من المياه العذبة التي يمكن الوصول إليها في العالم، مع نصيب الفرد المتوقع إلى حوالي 1000 متر مكعب بحلول 2025، وهو الحد المعترف به دوليًا لندرة المياه.

الدول الأسرع نموا في أعداد السكان

الدول الأسرع نموا في أعداد السكان


لماذا خطاب الإسلاموية متهم في تلك الحالة؟

بحسب دراسة المركز الوطني الأمريكي، تسبب صعود الأصولية الإسلامية في تعقيد الوضع في الشرق الأوسط؛ باعتبار أن خطاب التيارات الإسلاموية يعتبر أن مصدر قيمة المرأة الوحيد هو البقاء في المنزل وإنجاب الأطفال بكثافة، وكذلك محاربة تجارب تنظيم الأسرة التي تبنتها بعض الدول.


العكس تمامًا في الغرب.. كيف؟

وفق الإحصائيات الجديدة، نصف النساء فوق الثلاثين في إنجلترا وويلز مثلًا بلا أطفال، ارتفاعًا من 18% في 1971. الأمر نفسه ينطبق على الولايات المتحدة مثلًا، كما تكشف الإنفوجرافيكس التالية، مع توقعات بأرقام أسوأ بين الأجيال الجديدة.

ارتفاع نسبة من يرجحون عدم الانجاب

ارتفاع نسبة من يرجحون عدم الإنجاب


لماذا قلتم إنها كارثة على الغرب.. هل تناقضون أنفسكم؟

بالعكس. كما ربطنا بين أزمة زيادة المواليد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالاقتصاد والأمن القومي، فإن أزمة تراجع المواليد في الغرب مرتبطة بالاقتصاد والأمن القومي كذلك!

لنأخذ الولايات المتحدة كمثال، التركيبة السكانية الأمريكية قدمت ميزة مهمة في سباق القوى العظمى؛ فعلى مدار الثلاثين عامًا الماضية، تمتعت أمريكا بمعدل مواليد أعلى من الصين وجزء كبير من أوروبا، وهذا يعني إنفاق أقل على دعم شيخوخة السكان، وإنتاجًا أكثر يفيد الاقتصاد.

لكن مع تقليل الإنجاب، سيعاني المجتمع من ارتفاع نسب الشيخوخة، مع انخفاض القوى العاملة. هذا يعني دافعي ضرائب أقل ونفقات أكثر، بما يعنيه من زيادة الضرائب الحالية وإنشاء ضرائب جديدة، ومن ثم القضاء على مزايا اقتصاد السوق تدريجيًا.

بالتراكم، ستصبح القوة البشرية في الصين أكبر ميزة لها في السباق. فبينما عكست الصين سياسة المولود الواحد وصارت تسمح بمزيد من زيادة المواليد، ستحتاج الولايات المتحدة إلى فتح باب الهجرة على مصراعيه للبقاء قادرة على المنافسة، بما يعنيه من تغيير ثقافي شامل.


ارتفاع تكلفة الإنجاب الناتج عن تضاعف تكلفة المعيشة عامل مهم. تتحدث بعض الدراسات الأخرى عن “الخوف من الأمومة” في جيل اعتاد على الراحة أكثر من أي جيل آخر عبر التاريخ.

لكن أكبر عدد من الأسباب يمكن تلخيصه في “خطاب اليسار”:

1- غالبية النساء في أجيال الشباب تنظرن إلى فكرة إنجاب الأطفال كتهديد لمساواة المرأة، والتالي اخترتن عدم الإنجاب أصلًا، أو اللجوء للإجهاض، الذي تضغط الأحزاب “الاشتراكية – التقدمية” لتوسيع شرعنته قانونيًا.

2- خطاب تغيير المناخ:

في بريطانيا مثلًا، بدأت حركة “الإضراب عن الإنجاب” كرد فعل على الدمار البيئي. بينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن ثلث الأمريكيين الأقل من 45 عامًا ليس لديهم أطفال أو يتوقعون إنجاب عدد أقل لأنهم قلقون بشأن تغير المناخ.

كذلك، نشرت الجارديان عدة مقالات ملخصها أن “أكبر مساهمة يمكن لأي فرد يعيش في الدول الغنية أن يقدمها لحماية الكوكب هي عدم إنجاب الأطفال؛ باعتبار أن إنجاب طفل واحد أقل يمنع 58.6 طنًا من انبعاثات الكربون سنويًا”.

3- خطاب الحرية الجندرية:

معارك التحرر الجنسي فتحت الباب أمام ظهور تصنيفات جندرية جديدة. لكنها قلصت فرص العلاقات الجنسية وتكوين الأسر بمفهومها التقليدي، وبالتالي خفضت معدلات الإنجاب. ورغم تزايد استهلاك المواد الإباحية، تقلصت معدلات ممارسة الجنس.


هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟

هل يريد جيل الألفية وجيل زد إنجاب الأطفال؟ (wsj)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك