أصل سكان غور الأردن | لماذا سمي غور الأردن بهذا الاسم | معلومات عن غور الأردن

أصل سكان غور الأردن | لماذا سمي غور الأردن بهذا الاسم | معلومات عن غور الأردن

20 Feb 2023
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

ما هو أصل سكان غور الأردن وما أهميته التي جعلته مطمع لبعض الدول؟ فهو من أكثر سهول العالم انخفاضًا تحت مستوى سطح البحر،  يمتاز بكونه سهل خصب ذات موقع استراتيجي مميز حيث يقع بين الدولة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية.

يقع على امتداد نهر الأردن ويبلغ مستوى انخفاضه ما بين 200 إلى  400م تحت سطح البحر؛ مما يجعله وادي غني بالأراضي الزراعية والموارد المائية ويمتاز بزراعة أنواع عديدة من الأشجار إذ يطلق عليه سلة الغذاء.

إلى جانب ذلك يحتضن أهم مناطق تاريخية وسياحية بالأردن، ويمتلك العديد من المميزات الاقتصادية والصناعية لا حصر لها.

أين يقع غور الأردن

يتضح من اسم غور الأردن بإنها منطقة تابعة للمملكة الأردنية الهاشمية ولكنه في الواقع يمتد في العديد من المناطق التي يتبع البعض منها الأردن والبعض الآخر دولة فلسطين بخلاف المناطق التي تخضع لاحتلال القوات الإسرائيلية.

حيث يقع الوادي على امتداد نهر الأردن ويبلغ مساحته 400كم2 ونتيجة لمستوى انخفاضه الذي جعله يمتد من بحيرة طبرية منحدرًا نحو البحر الميت ووادي عربة جزءً من صدع البحر؛ نتج عنه أخدود وادي الأردن والأخدود الأفريقي العظيم.

بناءً على ذلك يضم الغور حدود الضفة الشرقية والغربية لنهر الأردن والتي تفصل بين المملكة الأردنية والأجزاء التي تدخل في مساحات الأراضي الفلسطينية.

نتج عن الموقع الجغرافي الذي ينفرد به الغور تعدد موارده المائية؛ فينقسم من الشمال وحتى الجنوب إلى أربع أحواض طبيعية، الأول “حوض الخولة وطبريا” وهو من الأحواض التي تمتاز بكثرة الينابيع والمياه الجوفية، يحيط به من جهة الشمال السفوح الجنوبية لجبل حرمون، ومن جهة الشرق هضبة جولان، ومن الغرب يحاط به جبل الجليل.

الحوض الثاني “حوض نهر الأردن” وهو يمتد مسافة 100كم بين بحيرة طبريا والبحر الميت، يحيط به من الشرق نهري اليرموك والزرقاء، ومن الشمال وادي القارعة والعوجة بينما من الغرب يصب في روافده نهر الحارود.

والحوض الثالث “حوض البحر الميت” والذي يتراوح طوله من 74 إلى 93كم وعرضه 20كم، يقع بين مصب نهر الأردن وقاع الصافي.

الحوض الرابع ” حوض وادي عربة” وهو يبلغ طوله 150كم ويبدأ امتداده من شمال قاع الصافي وحتى جنوب خليج العقبة.

أصل سكان غور الأردن

معلومات عن غور الأردن

إن أكثر ما يشتهر به غور الأردن هو تكونه جيولوجيًا من ملايين السنين ليُشكّل أعمق نقطة في بقاع العالم والتي يقدرها البعض أكثر من أربعمائة متر تقريبًا في قاع البحر الميت، فضلًا عن أراضيه التي تمتاز بكونها رسوبية عميقة وكلما اتجهنا ناحية الشمال زادت خصوبة أراضيه.

يمتاز أيضًا بالتاريخ العريق؛ فإنه يعود أصل سكان غور الأردن في أشهر الأماكن الأثرية به وهي منطقة “فحل” للعصر البرونزي والعصر الحديدي، إضافةٍ للمواقع التي تعود للعهد الروماني والبيزنطي، وكذلك للعرب المسلمين بدايةً من القرن الثاني حتى الرابع عشر ميلادي.

كما تُعد الأغوار الشمالية والوسطى مناطق جاذبة لاهتمام العديد من المسلمين فهي بمثابة منطقة سياحية دينية لهم؛ وذلك لضمها مقامات العديد من الصحابة مثل: معاذ بن جبل، أبو عبيدة، شرحبيل بن حسنة وغيرهم الكثير.

ومن الجدير ذكره بأنه يضم الكثير من الأماكن السياحية الخلابة وتأتي في المقدمة ” البحر الميت” الذي يعد أكثر الأماكن شهرةً في العالم؛ فمنذ آلاف السنين وهو الواجهة المفضلة للسياحة الصحية والعلاجية لجميع السياح من مختلف بقاع الأرض.

ولاسيما الشلالات التي يصل ارتفاعها 120م والينابيع الساخنة التي توجد في حمامات ماعين التي تقع بالقرب من مدينة مأدبا الأردنية، ولابد من ذكر ” محمية وادي الموجب” وهي وادي يصب في البحر الميت، فهي تعد أخفض محمية طبيعية على وجه الأرض ومن أجمل الأماكن الطبيعية في الأردن كاملةً.

شملت الأماكن السياحية التراثية مدينة “دير العلا” التي تشتهر بمتحف الدير العالي الأثري؛ فهو يحتوي على قطع نادرة وحفريات إغريقية ومقتنيات تعود لآلاف السنين منذ تاريخ اكتشاف الدير، بخلاف المواقع ذات معالم رومانية وقصور فاخرة.

أصل سكان غور الأردن

أثر التنوع الجغرافي الذي يشهده الغور لانقسامه لمناطق الغور الشمالية والوسطى، والجنوبية، فهو يتمتع بموقع جعله يمتد ليربط بين مناطق عدة؛ حيث تقع حوالي 30% من مساحته في الأراضي الفلسطينية، أما مدنه المأهولة بالسكان فهي تابعة لأراضي المملكة الأردنية الهاشمية، وجزء آخر يعرف بالمنطقة “ج” وهي منطقة عسكرية تخضع للاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967م.

الأجزاء التابعة للمملكة الأردنية تسمى لواء الأغوار فهي منطقة سكنية يبلغ عدد سكانها وفقًا لإحصائيات عام 2020م 35,500نسمة، ومن أشهر مدنها هي مدينة الكرامة التي كانت أرض لمعركة الكرامة التي انتصر فيها الحيش الأردني على إسرائيل، وأصل سكانها هم عشائر الرشايدة، الزكاروة، العجاجرة، المحاسرة، التعامرة.

وأن أصل سكان غور الأردن الشمالي يعود لنسل عشائر “بني حميدة العربية”؛ وهي قبائل انتقلوا إلى شمال وشرق الأردن، وانتقل نسلهم الذي يسمى قبائل الريحانة للعيش في مناطق الأغوار الشمالية وبسطوا نفوذهم على الأراضي الزراعية.

أما سكان غور الشونة الجنوبية فهي تضم العديد من العشائر مثل: العساف والعدوان الكايد والسكر، وعشائر القرضة الريشة والحجاج وابو درعان، وعشيرة السبعاوية والعطاونة.

أما سكان المناطق التي يمتد فيها الغور داخل فلسطين تؤكد الأبحاث والاستكشافات بأن أصلهم بدو الشعب الفلسطيني الذين تعرضوا بمرور السنوات للترحال ليتقلص عددهم بسبب الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم بناء حوالي 200 مستوطنة على جانبي الضفة الغربية في عدة مناطق منتشرة من الغور.

لماذا سمي غور الأردن بهذا الاسم

سمي غور الأردن بهذا الاسم نسبةً لطبيعته التي جعلته يمثل أكثر منخفض تحت سطح الماء؛ فإن مصطلح الغور في معجم اللغة العربية يعني شدة العمق وهو بالفعل يمتلك أشد نقطة عمقًا في العالم.

فعادةً تنفرد تلك المناطق بمناخها الدافئ شتاءً وحار صيفًا مما يجعلها ملاذً للسياح على مدار العام، ويطلق على أصل سكان غور الأردن بالأغوار نسبةً لطبيعة مكان نشأتهم.

ما أهمية غور الأردن

تكمن أهمية الغور في قيمته الاقتصادية التي جعلت الأردن في صفوف الدول العالمية والعربية، فهو من أكثر المناطق في العالم حيوية حيث تقوم بإنتاج أنواع متنوعة من المحاصيل الزراعية الهامة.

عند التمعن في تاريخ استيطان الإنسان وأيضًا تاريخ أصل سكان غور الأردن نجد بانهم أحسنوا استغلال خصوبة أراضيه وقاموا بزراعة مساحات شاسعة من الحمضيات، والخضار كمحاصيل السبانخ والخبيزة، وأيضًا محاصيل الموز التي أشتهر بها الغور منذ قديم الأزل.

إضافة لما سبق كثر زراعة أراضي النخيل بصورة جعلت الأردن مركزًا لأنواع التمور الفاخرة التي حققت نجاحا عالميًا؛ حيث تنتج أراضي الغور أصناف “المجهول، دجلة نور، البرجي” تلك الأنواع التي تنفرد المملكة الأردنية فقط بزراعتها وتصل حجم حبة التمرة حوالي مائة غرام.

ولا تقتصر أهمية غور الأردن في الجانب الزراعي فقط ولكن له دور في دعم اقتصاد المملكة الهاشمية؛ حيث تم تأسيس على مجراه مشروع خاص بتوليد الطاقة يسمى ” مشروع روتنبرغ”، بالإضافة لاستغلال طبيعة مياه البحر الميت فائقة الملوحة في إنتاج أملاح البوتاس منذ عام 1930م، ومصانع إنتاج المغنيسيوم والملح الصافي التي لعبت دورًا ملحوظًا في الصادرات الأردنية.

إلى جانب مصانع الأسمدة، وأملاح البروميين التي وضعت خطى المملكة نحو مجال الصناعات الكيماوية العالمية.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك