أشباح – شياطين – وحوش – مسوخ – مصاصو دماء – سفاحين. يعشق كثير من المتفرجين مشاهدة أفلام الرعب من وقت لآخر، والتعرض لجرعة العواطف والانفعالات المرتبطة بها. مسألة ورثتها السينما مما سبقها، إذا وضعنا في الاعتبار أن كل العناصر السابقة ظهرت أولاً في حواديت وأساطير وروايات مختلفة الأصل والثقافات.
الجحيم هو “نحن” في Us | حاتم منصور
القائمة هنا مختصة بأنجح أفلام الرعب تجاريًا، لكن قبل أن نبدأ نحتاج لتوضيح بعض النقاط:
1- تعريف أفلام الرعب لا يخلو من اختلاف الآراء. بالنسبة للبعض تندرج أفلام مثل (جودزيلا – كينج كونج) مثلًا تحت هذا التصنيف. بالنسبة لآخرين – ومنهم كاتب هذه السطور – تنتمي هذه الأفلام أكثر إلى تصنيفات مثل (الكوارث – الأكشن)، وتخلو من التأثير المرعب.
2- القائمة مُرتبة طبقًا للإيرادات بعد حساب فروق التضخم. الفيلم الذي حقق مثلًا 200 مليون دولار في السبعينيات، أكثر مبيعًا من حيث عدد التذاكر مقارنة بفيلم يحقق 400 مليون دولار في 2020.
3- يصعب احتساب فروق التضخم من حيث الإيرادات العالمية، لذا سنكتفي بعرض الأرقام الخاصة بالسوق الأمريكي في هذه الجزئية، وفي تحديد الترتيب العام هنا. كل الأرقام المذكورة مصدرها موقع Box Office Mojo وتقرير نشره موقع Business Insider.
الإيرادات الأمريكية سنة العرض: 76,606,280 دولارًا.
ما يعادلها حاليًا بعد حساب فرق التضخم: 238,156,900 دولار.
الإجمالي العالمي سنة العرض: غير محدد
اهتم الإعلام وقتها بلقاء السحاب المنتظر بين المخرج توب هوبر صاحب فيلم The Texas Chain Saw Massacre وعملاق هوليوود ستيفن سبيلبرج الذي شارك في الفيلم أولًا كسيناريست ومنتج فقط، لكن لم تسر الأمور على ما يرام بينهما، وأكمل سبيلبرج إخراج وتنفيذ جزء غير محدد من الفيلم.
ديناصورات سبيلبرج بدون طفرات في Jurassic World: Fallen Kingdom
على كلٍ، وأيا كان صاحب الفضل الأكبر من الطرفين، فقد أقبل الجمهور على الفيلم وقتها، ولا يزال حتى الآن يصنف واحدًا من أقوى أفلام الرعب. يمكن القول أيضًا أنه فيلم ثمانيناتي الطباع بصريًا، ويحمل بالتأكيد جينات الخدع السينمائية التي ميزت هذه الفترة، وبصمة سبيلبرج في هذا الشأن.
أنتجت هوليوود أجزاءً أخرى لاحقًا، لكن لم يكرر أى منها نجاح الأصل.
الإيرادات الأمريكية سنة العرض: 140,539,099 دولارًا.
ما يعادلها حاليًا: 252,859,700 دولار.
الإجمالي العالمي سنة العرض: 248,639,099 دولارًا.
الفيلم الذي أسس لانتشار مدرسة جديدة في سينما الرعب، تعتمد على فكرة العثور على مواد فيلمية تخص أحداثًا مرعبة، أو الـ Found Footage بالمصطلح الغربي. وهي المدرسة التي ظهر بفضلها لاحقًا أفلام وسلاسل مثل Paranormal Activity – Cloverfield – Unfriended وغيرهم.
10 مشاهد صنعت أمجاد هوليوود عام 2018
لعب فريق الفيلم على الدعاية وقتها بفكرة أن الأحداث حقيقية، وأن البحث جارٍ عن أبطال الواقعة باعتبارهم مفقودين. هذه اللعبة الدعائية جعلت من هذا الفيلم الذي تكلف 60 ألف دولار لا غير، وحش شباك التذاكر في سينما الرعب عام 1999، قبل أن ينتزع منه اللقب فيلم آخر سنتعرض له لاحقًا هنا.
الإيرادات الأمريكية سنة العرض: 60,922,980 دولارًا
ما يعادلها حاليًا: 261,425,400 دولار.
الإجمالي العالمي سنة العرض: غير محدد.
رهان شركة فوكس على المخرج التليفزيوني بالأساس وقتها ريتشارد دونر أثار دهشة عديدين، لكن نجاح الفيلم أثبت أنه كان رهانًا أكثر من ممتاز. مشاهد عديدة أيقونية يذكرها ملايين، وموسيقى تصويرية تركت تأثيرًا أبديًا على أفلام الرعب، ومنحت الموسيقار جيري جولدسميث الأوسكار لاحقًا.
10 أفلام مُنتظرة العام القادم في سباق أوسكار 2020
كالعادة حاولت هوليوود استنساخ النجاح في أجزاء أخرى، وأعادت إنتاج الفيلم في نسخة جديدة عام 2006، لكن الأصل وحده ظل العلامة والأيقونة حتى اليوم.
الإيرادات الأمريكية سنة العرض: 155,464,351 دولارًا.
ما يعادلها حاليًا: 263,614,800 دولار.
الإجمالي العالمي سنة العرض: 291,420,351 دولارًا.
زيارة المخرج والمنتج المعروف روبرت زيميكس صاحب أفلام Back to the Future – Who Framed Roger Rabbit – Death Becomes Her – Contact لسينما الرعب والشد العصبي، حملت نفس بصمته المعتادة من حيث توظيف الخدع البصرية بشكل مبتكر.
كلينت إيستوود يحارب الزمن فيThe Mule | حاتم منصور
وصف زيميكس الفيلم وقتها باعتباره محاولة لتخيل ما كان من الممكن أن يقدمه هتشكوك لو عاش في عصر التقنيات السينمائية الحديثة، وهو وصف لا يخلو من منطق. النقطة الأخرى التي أفادت الفيلم جدًا هي أداء ميشيل فايفر التي سحبت الأضواء تمامًا من هاريسون فورد، رغم كونه نجم الشباك الأثقل.
الإيرادات الأمريكية سنة العرض: 80,931,801 دولار.
ما يعادلها حاليًا: 287,472,600 دولار.
الإجمالي العالمي سنة العرض: 104,931,801 دولار.
لفترة ظل هذا المشروع قيد التحضير مع المخرج المعروف والتر هيل، قبل أن ينتقل لاحقًا للمخرج المستجد وقتها ريدلي سكوت. ترددت شركة فوكس عدة أشهر في التنفيذ، وهو ما سمح لسكوت برسم عشرات الاسكتشات لتوضيح الشكل البصري الذي يستهدفه للفيلم.
المفترس يلتهم نفسه في The Predator
بفضل هذه الرسومات فقط حسمت فوكس ترددها، بعد أن أوشكت على إلغاء المشروع تمامًا. ورفعت الميزانية المسموحة أكثر وأكثر ليصنع سكوت ما يريده، ويخرج الفيلم من حيث الديكورات والماكياج بهذا الشكل الثوري جدًا وقتها. الأهم من ذلك الحملة الإعلانية المبتكرة التي استخدمت عبارة (في الفضاء لا يمكن لأحد أن يسمع صرخاتك)، والتي ساهمت بالتأكيد في وصول إيرادات الفيلم لهذه الأرقام.
لا يمكن اعتبار Alien أول لقاء بين سينما الرعب والخيال العلمي، لكن يظل بالتأكيد من أهم علامات هذه النوعية. وبفضله ظهرت سلسلة كاملة تحمل نفس الاسم، وعشرات الأفلام الأخرى التي استنسخت طابعه البصري والسردي.
الإيرادات الأمريكية سنة العرض: 86,432,000 دولار.
ما يعادلها حاليًا: 314,736,400 دولار.
الإجمالي العالمي سنة العرض: غير محدد.
أقل أفلام القائمة هنا من حيث الخلود السينمائي أو التميز، لكن رواج الكتاب المقتبس منه الفيلم وقتها، والحملة الإعلانية الجيدة، جعلت للجمهور رأيا آخر في شباك التذاكر.
ظهرت سريعًا أجزاء وأعمال أخرى، وأعادت هوليوود إنتاج الفيلم عام 2005، لكن النجاح لم يتكرر.
الإيرادات الأمريكية سنة العرض: 327,481,748 دولارًا.
ما يعادلها حاليًا بعد حساب فرق التضخم: 333,688,600 دولار.
الإجمالي العالمي سنة العرض: 700,381,748 دولارًا.
رواية ستيفن كينج الشهيرة سبق تقديمها في فيلم تليفزيوني متوسط المستوى عام 1989، لكن تأثيره على ما يبدو فاق كل التخيلات، وجعل من شخصية الشرير Pennywise أسطورة من أساطير الشر.
بمجرد ظهور أول إعلان لنسخة 2017 على موقع يوتيوب، ظهرت أرقام قياسية من حيث عدد المشاهدات، وأصبح من المؤكد أن شركة وارنر على مشارف تحقيق نجاح تجاري ضخم، لكن أحدًا لم يتخيل إيرادات من هذه النوعية.
إجمالًا، It نموذج لمعادلة نجاح تجاري جمعت كل العناصر تقريبًا. اسم مهم وسط عشاق الرعب، وحملة إعلانية بارعة، وسمعة نقدية وجماهيرية ممتازة من أول أيام العرض. سنعرف قريبًا في سبتمبر 2019 هل سينجح الجزء الثاني في تكرار نفس النجاح أم لا.
الإيرادات الأمريكية سنة العرض: 293,506,292 دولارًا.
ما يعادلها حاليًا: 526,273,200 دولار.
الإجمالي العالمي سنة العرض: 672,806,292 دولارًا.
بروس ويليس أواخر التسعينيات كان يصنع خمسة أفلام سنويًا في المتوسط، واشتهر بكونه صاحب إخفاقات أكثر من النجاحات، لكنه ظل في النهاية اسمًا مطلوبًا جدًا في هوليوود، وفنانا جريئا لا يتردد في أن يغامر مع أسماء غير معروفة.
اختار ويليس كعادته في المغامرة، سيناريو بعنوان الحاسة السادسة للتنفيذ؛ لأنه راق له. سيناريو كتبه وقتها شاب هندي الأصل عمره 27 عامًا اسمه نايت شيمالان، سبق له إخراج فيلم واحد غير ناجح بعنوان Wide Awake.
في عيده الـ 20.. كيف احتفظ “الحاسة السادسة” بعنفوانه كل هذه السنوات؟ | حاتم منصور
أوائل صيف 1999، لم يحظ الحاسة السادسة باهتمام إعلامي أو تغطيات فنية يذكر، وصُنف قبل عرضه كفيلم آخر باهت من أفلام ويليس التي تتوالى دون نجاح أو أهمية، لكن عندما بدأ عرض الفيلم في أغسطس كان للجمهور رأى آخر.
أصبح الفيلم ثاني أنجح أفلام السنة بعد فيلم سلسلة Star Wars المُنتظر، ونال لاحقًا 6 ترشيحات أوسكار تتضمن أفضل (فيلم – مخرج – سيناريو – ممثل مساعد – ممثلة مساعدة – مونتاج) في إنجاز لا يحدث عادة لأفلام الرعب.
الأهم من ذلك أنه دشن مع فيلم The Blair Witch Project الذي سبقه بفترة بسيطة برهانًا حيًا لهوليوود أن سينما الرعب لا تملك فقط عناصر النجاح، لكنها تملك أيضًا ما يكفي لتنافس أفلام المغامرات والأكشن والخيال العلمي على صدارة شباك التذاكر.
إجمالي الإيرادات الأمريكية: 232,906,145 دولارًا.
ما يعادلها حاليًا بعد حساب فرق التضخم: 943,326,200 دولار.
الإجمالي العالمي: 441,306,145 دولارًا.
رواية ويليام بيتر بلاتي التي صدرت عام 1971 حققت مبيعات ممتازة، لكن حتى مع هذا النجاح لم يتخيل أحد أن الفيلم المقتبس منها، يمكن أن يحقق ولو عُشر هذه الإيرادات عند صدوره.
استفاد الفيلم بالتأكيد من إعلاناته المبتكرة التي سبقت عرضه، لكن مع بداية العرض وانتشار أخبار عن تعرض بعض المتفرجين لفقدان الوعي والقيء والإجهاض وخلافه، وظهور حملات واعتراضات تطالب بمنعه، اكتسب الفيلم سمعته الفريدة كتحدي الرعب الذي يجب أن تشاهده لتثبت صلابتك!
Bird Box.. ظاهرة سينمائية أم مجرد فقاعة؟
أثار الفيلم جدلًا آخر بسبب طبيعة القصة الدينية، وساهم هذا في نجاحه. ونال لاحقًا 10 ترشيحات أوسكار، تتضمن أفضل (فيلم – إخراج – ممثلة – ممثلة مساعدة – ممثل مساعد – تصوير – ديكور – مونتاج)، وفاز بالفعل بجائزتين كأفضل (سيناريو مقتبس – صوت).
بصفة عامة، يمكن تلخيص نجاح الفيلم بالأساس لكونه ببساطة نجح في اكتساب سمعة مضمونها أنه لا يماثل أي شيء آخر شاهدناه من قبل.
أعادت شركة وارنر عرض الفيلم في العقود التالية عدة مرات، وفي كل مرة عاد الجمهور بنفس الحماس ليضيف ملايين جديدة لإيرادات الفيلم.
الإيرادات الأمريكية سنة العرض: 260,000,000 دولار.
ما يعادلها حاليًا بعد حساب فرق التضخم: 1,170,640,400 دولار.
الإجمالي العالمي سنة العرض: 470,653,000 دولار.
الفك المفترس بالاسم التجاري الشهير في المنطقة العربية، لم يكن مجرد فيلم صاروخي في شباك التذاكر، شيطانه الرئيسي سمكة قرش، بل كان ببساطة أنجح فيلم في التاريخ وقت عرضه، وعمل يمكن تقسيم تاريخ هوليوود من خلاله لـ (ما قبل – ما بعد).
باع الفيلم أكثر من 67 مليون تذكرة في أمريكا وحدها، أي أن ربع سكان أمريكا تقريبًا وقتها شاهده في السينما! وبفضل نجاحه بدأت الاستوديوهات في التركيز فنيًا ودعائيًا على فيلم محدد ضخم للعرض في الصيف؛ أملًا في أن يحقق مبيعات عالية محليًا وعالميًا. وظهر مصطلح بلوكباستر Blockbuster لوصف هذا النوع من المشروعات.
7 دروس من شباك التذاكر في صيف 2018 – (جزء 1)
وضع الفيلم أيضًا مخرجه الشاب ستيفن سبيلبرج الذي صنعه وعمره 28 عامًا فقط ضمن قائمة الكبار في هوليوود، وهي القائمة التي لم يخرج منها حتى اليوم، بفضل عشرات الأفلام المهمة الأخرى.
ربما سيختلف البعض في استحقاقه للانضمام هنا لقائمة (أفلام رعب) لكن بالنسبة لملايين ومنهم كاتب هذه السطور، فالفيلم يستحق هذا التصنيف عن جدارة من حيث تأثيره على المتفرج.
سؤالي الختامي للقارىء العزيز وبعيدًا عن لغة الإيرادات فيما سبق: ما هو أكثر فيلم أثار رعبك؟!
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
