7 دروس من شباك التذاكر في صيف 2018 – (جزء 1)

7 دروس من شباك التذاكر في صيف 2018 – (جزء 1)

6 Sep 2018
حاتم منصور
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

الصيف إجازة مستمرة لملايين الطلبة والأطفال، والطلبة هم الشريحة الأكبر في زيارة السينما، طبقًا لاحصائيات أغلب الدول. وبالتالي هو الموسم الرئيسي لعرض الأفلام الضخمة، التي تأمل شركات الانتاج معها في تحقيق إيرادات جبارة.

في كل عام تحدث مفاجآت. البعض ينجح تجاريًا بشكل يفوق كل التوقعات. البعض يفشل بشكل يخالف كل التوقعات. لكن في النهاية كلها دروس مستفادة تترك علامات في الطريقة التي تصنع وتروج بها هوليوود أفلامها في المواسم التالية.

ما هي إذًا أهم الدروس المستفادة من شباك التذاكر في صيف 2018؟

Avengers: Infinity War

الإيرادات عالميًا: 2,046 مليار دولار.
الإيرادات في أمريكا وحدها: 680 مليون دولار.
التصنيف: أعلى من المتوقع.


اكتساح الفيلم لشباك التذاكر لم يكن محل خلاف، بسبب شعبية أفلام مارفل العالية، ونجاح أول فيلمين أفنجرز في تحقيق 1.5 مليار دولار في المتوسط. وهو رقم يضعهما في قائمة أنجح 10 أفلام في التاريخ، إذا تجاوزنا حسابات فرق التضخم.

اقرأ أيضًا: كل شيء ولا شيء في “أفنجرز انفينيتي وور”

الجديد هنا ليس فقط ارتفاع الإيرادات إلى ملياري دولار، لكن تحول الفيلم نفسه لنقطة انطلاق قوية جدًا دعائيًا، للفيلم الرابع المنتظر عرضه في صيف 2019. هذه المرة لم تضع مارفل في نهاية فيلمها مجرد مشهد لجذب الجمهور لما هو قادم، بل ببساطة قررت صناعة الفيلم نفسه كجزء أول غير مكتمل الأحداث، سنشاهد بقيته في الفيلم التالي.

يمكن القول أن مارفل نجحت في إقناع جمهورها، أن السلسلة الآن أقرب لمسلسل ضخم نشاهده بانتظام على شاشات السينما، وأنه من العادي جدًا أن تشاهد حلقة من هذا المسلسل، بنهاية معلقة!

اقرأ أيضًا: لدغة مارفل أضعف في Ant-Man and the Wasp

هوليوود فعلت ذلك سابقًا في أفلام مثل The Matrix Reloaded عام 2003. وبالطبع يمكن ذكر ثلاثية Lord of the Rings كنموذج لأفلام متصلة بحدوتة واحدة، ننتظر تكملتها في الفيلم المقبل. لكن في كل حالة كانت للمغامرة الإنتاجية والتسويقية أسبابها (شعبية الفيلم الأول في حالة ماتركس – طبيعة الروايات وشهرتها في حالة ملك الخواتم). وفي الحالتين كنا نعرف مسبقًا العدد الإجمالي المنتظر (ثلاثة أفلام).

مارفل تقدم هنا الدرس التجاري الأكبر لباقي شركات الإنتاج، وتسبح بأفلامها وجمهورها ناحية نفس قواعد عالم الكومكس. وكأنها تقول نحن غير ملزمين بإكمال الحدوتة كمقابل عادل لتذكرتك كمتفرج. الشيء الوحيد العادل الذي يمكنك أن تطلبه هو التسلية. التسلية مستمرة. العرض مستمر. الحدوتة مستمرة. وعلى الجمهور أن ينتظر، وأن يضع فيلمنا المقبل في جدول مشاهداته، تمامًا مثلما يتقبل مدمن الكومكس فكرة شراء عدد كل شهر، لمتابعة باقي الحدوتة!

إلى أي مدى سيستفيد فيلم أفنجرز الرابع من هذه اللعبة؟ لننتظر وسنرى.

Mission: Impossible – Fallout

الإيرادات عالميًا: 650 مليون دولار
الإيرادات في أمريكا وحدها: 207 مليون دولار
التصنيف: في إطار المتوقع.

نموذج جيد لتراكم الثقة في اسم سلسلة، وللمردود التجاري لصناعة فيلم ممتاز. في العامين الماضيين أخفق توم كروز في تحقيق إيرادات عالية، سواء في محاولاته المتوسطة التكلفة إنتاجيًا Jack Reacher: Never Go Back – American Made أو في نسخة المومياء الجديدة The Mummy ذات التكلفة العالية.

مع سلسلته المهمة: مستحيلة تبدو الأمور مختلفة. كروز كمنتج وممثل يزداد مهارة في صناعتها، وفي هذا الفيلم الذي أخرجه كريستوفر ماكويري، وصل إلى سقف إتقان يثير الحسد في مشاهد الأكشن. الإشادة النقدية والجماهيرية العالية، ستُترجم قريبًا بعد تجاوز حاجز الـ700 مليون دولار – وهو ما سيحدث بالتأكيد خلال أيام من توقيت كتابة هذه السطور – ليصبح هذا الفيلم هو الأنجح في تاريخ السلسلة.

اقرأ أيضًا: كيف حقق توم كروز المستحيل في Mission: Impossible – Fallout؟

الدرس الهام هنا ليس في مكاسب هذا الفيلم وحده، لكن فيما يضمنه كروز وشركة بارامونت تجاريًا في الجزء السابع المقبل. بصياغة أخرى اصنع فيلمًا جيدًا جدًا، واكسب بالإضافة لأرباحه، إصرار الجمهور على مشاهدة التالي. هذه سلسلة تحافظ على أسهمها، ولا يعرف فريقها أبدًا الاستسهال.

The Meg

الإيرادات عالميًا: 466 مليون دولار
الإيرادات في أمريكا وحدها: 123 مليون دولار
التصنيف: أعلى بمراحل من المتوقع.


مسيرة طويلة من النحس لازمت هذا الفيلم المرتبط بأسماك القرش. اشترت ديزني حقوق الرواية المقتبس منها عام 1996 بحوالي مليون دولار، ثم تماطلت في التنفيذ، إلى أن سبقتها شركة وارنر بعرض فيلم آخر عنوانه Deep Blue Sea عام 1999 عن فكرة مقاربة، فقررت ديزني إلغاء المشروع.

اقرأ أيضًا: ديناصورات سبيلبرج بدون طفرات في Jurassic World: Fallen  Kingdom

عادت الحقوق للكاتب، وظهرت محاولة أخرى للتنفيذ عام 2005 ثم انتهت بالإلغاء أيضًا. وأخيرًا، قررت وارنر تنفيذ الفيلم في أواخر 2016 بميزانية مرتفعة تخطت الـ130 مليون دولار، ولا تتناسب للدرجة مع اسم جيسون ستاثام، كنجم متخصص في أفلام الأكشن الدرجة الثانية متوسطة الميزانيات.

تأجل العرض عدة مرات، ولم تقتنع وارنر نهائيًا أنها تملك فيلمًا يمكن أن يستعيد تكلفته. ومع ظهور الإعلانات الأولى للفيلم والمردود الخافت لها، ازدادت هذه القناعة رسوخًا. لكنها قررت المقامرة بضخ أكثر من 100 مليون دولار إضافية للتسويق، على أمل نجاح رهانها في إنقاذ الموقف، واستعادة الفيلم تكلفته الإجمالية إنتاجيًا وتسويقيًا.

رهان وارنر أثبت نجاحه في شباك التذاكر مع أول أسبوع عرض في أمريكا. أكثر التوقعات تفاؤلًا كانت تدور في فلك الـ 20 مليون دولار، لكن فاجأ الفيلم الكل، والتهم أكثر من 45 مليون دولار، مسجلًا أعلى افتتاحية في قائمة أفلام ستاثام كنجم رئيسي. مع أرقام نجاحات أكبر في الصين وغيرها. حاليًا أصبح النصف مليار دولار رقم مؤكد كإجمالي عالمي، ومن الوارد أن يكسر الفيلم حاجز الـ 600 مليون.

الدرس المستفاد لهوليوود من هذا النجاح التجاري، يتعلق بعدم اليأس أولًا. في التسويق يمكنك أن تسجل هدف التعادل أو الفوز في الوقت بدل الضائع. والدرس الثاني أن الجمهور لا يزال يعشق هذه النوعية البسيطة من أفلام المغامرات والأكشن. صراع بقاء ضد أسماك قرش؟ مشاهد يتم فيها التهام بشر بوحشية؟ هذا عرض لا بأس به نهائيًا، في صيف مزدحم بأفلام السوبرهيرو!

لقراءة باقي القائمة – (جزء 2): اضغط هنا.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك