تبنى الإخوان المسلمون موقفا ملتبسا من الغزو العراقي للكويت. حيث رأوا في الغزو فرصة لمد نفوذهم السياسي. يمكن أن تقرأ مزيدا في هذه الرواية الصحفية من دقائق:
غزو الكويت دشن المشروع الإخواني القطري
يقول لاكروا إن الغزو العراقي للكويت خلق أول أزمة كبرى في علاقة إخوان السعودية بالدولة.
انتقدت غالبية فروع الإخوان علانية الوجود العسكري الأمريكي في السعودية بدعوة من الملك فهد، ليبدأ بعدها تيار الصحوة حملة محلية للمطالبة بإصلاحات سياسية جذرية، بما في ذلك عدة رسائل مفتوحة مباشرة إلى الملك.
ورغم سيطرة النظام على الحملة (1994 – 1995)، لكنها أثارت مخاوف السعودية من طموح الإخوان مجددًا، بعدما حملتهم مسؤولية هذه الحلقة غير المسبوقة من المعارضة.
أطلقت الحكومة بعدها إجراءات للحد من أنشطة تيار الصحوة. طردت شخصيات بارزة إخوانية أو قريبة الصلة من الإخوان بشكل غير رسمي، وبينهم محمد قطب، شقيق سيد قطب الذي كان يُدرس في جامعة أم القرى.
وفي 2002، وفي انتقاد علني ، اتهم الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية آنذاك، جماعة الإخوان بأنها “مصدر كل الشرور في المملكة”، لكن معظم المراقبين اعتبروا التصريحات “وجهة نظر شخصية وليست سياسة حكومة”.
في السنوات التالية رممت الجماعة والسعودية علاقاتهما. أعيد دمج تيار الصحوة في المجالات الدينية والاجتماعية، مقابل تجنب قادتها انتقاد الحكومة، ضمن تحالف اضطراري يبرره لاكروا بوفاة ابن باز وابن عثيمين، وحاجة الدولة السعودية إلى تيار الصحوة كمؤسسة دينية بديلة توفر شرعية للحملة ضد الجماعات الجهادية مثل القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
محمد قطب مثلًا، الذي طٌرد إلى قطر، عاد إلى السعودية ، كما تحسنت علاقة المملكة بالإخوان خارجها في نفس التوقيت، وأعيد تأسيس الاتصالات المعلقة.
لكن مع اندلاع التظاهرات في عدة دول محيطة في 2011، حاول تيار الصحوة استغلال الفرصة بنشر العديد من الرسائل المفتوحة منذ أواخر فبراير 2011 تحمل تعليقات سياسية وانتقادات للنظام.
وصل الإخوان إلى السلطة في مصر، وأجرى محمد مرسي زيارته الرسمية الأولى كرئيس إلى السعودية، لكن الخطوة لم تخفف قلق المملكة، مع تصعيد ضغوط إخوان السعودية من جهة، وتقارب إخوان مصر مع إيران.
ينقل ستيفان لاكروا عن مسؤول استخباراتي سعودي لم يسمه إن كثيرين في دوائر العائلة المالكة بدوا مقتنعين بأنه كان على الإخوان الاختيار بين السعودية وإيران؛ “باعتبارهم إسلاميين قبل أن يكونوا سنة”.
أطيح بالإخوان في مصر في ثورة 30 يونيو، ووقعت جميع الشخصيات الرئيسية في تيار الصحوة عرائض وبيانات تدين الإطاحة بمرسي، وبعبارات أكثر أو أقل وضوحًا، دعم الحكومة السعودية للنظام الجديد. وبينما تمسك بعض رجال الدين، مثل ناصر العمر، بالنص الديني البحت، بحجة “حرمة التمرد ضد حاكم مسلم” وأن ما يحدث في مصر هو “صراع بين المشروع الإسلامي والمشروع الغربي المعادي للإسلام، صاغ آخرون حججهم بعبارات سياسية واضحة.
وبعد فض رابعة، استبدل الآلاف من نشطاء إخوان السعودية بصورهم الشخصية علامة رابعة تضامنًا مع الإخوان.
هنا – بحسب لاكروا – تأكدت مخاوف السعودية، التي ردت بتقديم دعم إضافي للنظام الجديد في مصر، وحملة ضد تيار الصحوة في المملكة نفسها.. خصوصًا في الجامعات ومعارض الكتب.
الإجراء الأكثر حسمًا كان المرسوم الملكي الذي قضى بالسجن على من ينتمي أو يدعم أو يتعاطف أو يمول مجموعات فكرية أو دينية متطرفة أو مصنفة إرهابية محليًا أو إقليميًا ودوليًا، قبل أن تدرج السعودية الإخوان على لائحة المنظمات الإرهابية.
30 يونيو.. محطة تغير التحالفات ولحظة سقوط الأقنعة
صراع ٣ يوليو خارج الحدود المصرية: أمريكا والخليج | س/ج في دقائق