تشير تقديرات دولية إلى أن احتياطات منطقة شرق المتوسط تصل إلى نحو 122 تريليون قدم مكعب من الغاز.
لكن تحليلًا لـ هآرتس، نشرته في سبتمبر 2018، قال إن الفوائد الكبيرة لأنشطة الطاقة قد لا تصل إلى أي شيء إذا تدخلت تقلبات السياسة في المنطقة.
إحدى تدخلات السياسة تتعلق بتركيا. أردوغان أعلن صراحة أن بلاده “لن تقبل” محاولات استخراج الموارد الطبيعية، سواء “في بلادنا أو قبرص أو في شرق البحر المتوسط”.
ولتعزيز استفادتهم من الثروة المكتشفة مقابل أطماع تركيا، أعلنت مصر وقبرص واليونان، بالإضافة إلى إسرائيل عن تعاون في مجال الغاز، بهدف مد خط أنابيب يقدم بديلًا لأوروبا في الحصول على الغاز الطبيعي.
خط الغاز يمثل ثروة اقتصادية تقدر بحوالي ٧٠٠ مليار دولار. يمتد من إسرائيل إلى المياه اليونانية القبرصية، ثم عبر جزيرة كريت اليونانية، إلى أراضي اليونان، وصولًا إلى أوروبا من خلال خط الغاز في إيطاليا.
مثل هذا التعاون يضر تركيا لأنه سيسحب إحدى الأوراق السياسية والاقتصادية التي تلاعب بها تركيا أوروبا عبر توصيل الغاز إليها.
المشروع يواجه عقبة ارتفاع تكاليف إنشائه الذي تقدر قيمته بـ سبعة إلى تسعة مليارات دولار، وبالتالي ارتفاع سعر المنتج.
بتدخلها في ليبيا، تضيف تركيا عائقًا آخر، إذ تقطع خط إمداد المشروع.
مذكرة تفاهم السراج – إردوغان: هل هي ضربة سياسية لمصر؟ | س/ج في دقائق
تحركات تركيا والإخوان في البحر المتوسط.. كيف تؤثر اقتصاديًا على المواطن المصري؟ س/ج في دقائق
تركيا تصعد توتر قبرص.. كيف بدأت أزمة شرق المتوسط وإلى أين تتجه؟ س/ج في دقائق
دخول أمريكا على خط غاز المتوسط: هل ينهي مشروع إردوغان وعناصره المحلية؟ | محمد زكي الشيمي
أردوغان وجد الطريق الأقصر لإرباك التعاون الإقليمي يبدأ من ليبيا. والغرض النهائي، حسب رويترز، إما إجبار الدول على التفاوض مع تركيا لكي لا تفقد ورقتها السياسية كمصدر رئيسي للغاز إلى أوروبا، أو إثناء هذه الدول عن المشروع لكثرة معوقاته.
ديلي صباح التركية ركزت كذلك على موقف إسرائيل. استعادت ذاكرة منتدى غاز شرق المتوسط. قالت إنها عملت مع مصر وقبرص واليونان في الماضي ضمن المنتدى، لكنها لم توقع على البيان التأسيسي. أضافت أن الامتناع عن التوقيع يبقى “سؤالًا مهمًا يستحق مناقشته بمزيد من التفصيل”.
واعتبرت أنه رغم كل التوترات بين تركيا وإسرائيل، فإن “هناك المزيد من التفاؤل حول ذوبان محتمل في العلاقات التركية الإسرائيلية”. عرضت عدة قرائن لذلك من ضمنها عودة رحلات شحن شركة العال الإسرائيلية إلى تركيا، والتي توقفت منذ حادث مرمرة.لعبة غاز شرق المتوسط.. هل أزاحت إسرائيل مصر لصالح اليونان؟| محمد زكي الشيمي
هدف تركيا من الحرب في ليبيا هو اتنزاع حصة من غاز شرق البحر المتوسط. من هنا، تصبح إسرائيل مفتاح نجاح تركيا إذا ارتضت بفك الارتباط بخط الغاز المصري، وأعادت توجيه غازها عبر تركيا. هذا لا يبدو قريبًا حتى اللحظة، بالنظر إلى بيع إسرائيل الغاز إلى الأردن، وإرساله إلى مصر للإسالة ثم إعادة التصدير.
دعائيًا، تروج تركيا إلى أن إسرائيل منحازة لقائد الجيش الوطني خليفة حفتر في حرب ليبيا. تقول جيروزاليم بوست إن لجان تركيا الإلكترونية أضافت علم إسرائيل إلى قائمة “المتحاربين” الذين يدعمونه في معركة طرابلس على ويكيبيديا، بجانب السعودية وفرنسا والإمارات ومصر والسعودية وغيرهم، كواحدة من “المتحاربين” المفترضين.
وكما هو ظاهر في الصورة المرفقة، يعتمد إدراج إسرائيل على 4 مصادر. المصادر هي: ميدل إيست آي، والعربي الجديد، وميديل إيست مونتيتور، والجزيرة، وكلها من وسائل إعلام الحلف العثماني.
محاولة إقحام إسرائيل في ليبيا تأتي من إدراك تركيا أن لإسرائيل دورًا حاسمًا في إنجاح حملتها في طرابلس، هذا النجاح الذي لن يتم إلا بحدوث تقارب بين الجانبين.
الديلي صباح ركزت على أن الخطاب الذي من الممكن أن يجمع الطرفين يدور حول أن “وكيل إيران حزب الله اللبناني يحارب الجنود الأتراك في إدلب، ويحارب الإسرائيليين في جنوب سوريا”، الصحيفة ترى أن هذه قضية ذات اهتمام مشترك من الطرفين يمكن استخدامها.
القائم بالأعمال الإسرائيلي لتركيا، روي جلعاد، كتب مقالاً لموقع هاليميز التركي الإخباري يقول فيه إن وجود إيران في سوريا عمل ضد مصالح أنقرة وأن جماعة حزب الله اللبنانية لعبت دورًا مهيمنًا في معركة في إدلب التي قتل فيها أكثر من 50 جنديًا تركيًا.
وأضاف جلعاد أن فيروس كورونا والتحديات الأخرى قد تعمل لصالح تطبيع العلاقات بين البلدين من حيث التجارة والسياحة والطاقة والتعاون الأكاديمي.
جلعاد قال إن “الكرة في الجانب التركي”، لأن تركيا هي التي طردت سفير إسرائيل في مايو 2018 بعد أعمال عنف في غزة تلت نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس.