التهاب الدماغ الحاد المنتشر الذي يصيب خلايا المخ، يرجع حدوثه إلى الإصابة بعدوى فيروسية عن طريق الحشرات خاصةً البعوض، كما أنه أحيانًا يصيب الحبل الشوكي؛ مما يعمل على اضطراب وظائف النخاع الشوكي، وأحيانًا يكون السبب عدوى بكتيرية.
أحيانًا يظهر على مريض التهاب الدماغ الحاد المنتشر أعراض خفيفة شبيهة بأعراض الأنفلونزا مثل الحمى، وأحيان أخرى تكون شديدة مثل ألم العضلات.
الجدير بالذكر أن الأطفال الرضع هم أكثر الفئات التي ينتشر بها المرض؛ فكلما زاد العمرقلت فرصة الإصابة به.
يعد التهاب الدماغ الحاد المنتشر واحدًا من الأمراض الناتجة عن إصابة المناعة بخلل ناتج عن التعرض للعدوى الفيروسية أو البكتيرية، وحتى الآن لم تتوصل أي أبحاث عن السبب الأساسي للإصابة به؛ إلا أن هناك نوعان من الالتهاب أساسيان نعرضهم فيما يلي:
أحيانًا تكون الإصابة ناتجة عن نشاط فيروس خامل منذ الإصابة بمرض من قبل، ويكون توجه الفيروس إلى المخ مباشرةً، ومن الممكن أن يصيب جزء منه أو ينتشر به بأكمله.
هذا النوع من التهاب الدماغ قد يكون بسبب خطأ رد فعل جهاز المناعة؛ فعند محاولته في التخلص من الخلايا المسببة للعدوى الفيروسية أو البكتيرية يحارب خلايا المخ السليمة؛ ويسمى ذلك بالتهاب الدماغ التابع للعدوى، وذلك بعد الإصابة بالعدوى الأولية بحوالي أسبوعين أو ثلاثة.
الجدير بالذكر أن التهاب الدماغ الحاد المنتشر يحدث بسبب بعض الفيروسات التي تصيب حديثي الولادة على وجه الخصوص، من هذه الفيروسات ما يلي:
فيروس هيربس.
وفيروس الحصبة والحصبة الألمانية.
فيروس النكاف.
داء الكلب.
شلل الأطفال.
الجدري.
هذه الفيروسات من الممكن أن تنتقل عن طريق مايلي:
رذاذ شخص مصاب بالفيروس
طعام محمل بالفيروس.
الحشرات الملوثة بالفيروس.
الطفيليات المعوية.
أشهر ادوية التهاب الاعصاب “آثارها الجانبية وعيوبها”
يختلف ظهور أعراض مرض التهاب الدماغ الحاد المنتشر حسب مكان الإصابة في المخ، كما تختلف حدتها ما بين الخفيفة والقوية؛ فتبدأ بظهور الأعراض الخفيفة المتشابهة إلى حد كبير بأعراض الأنفلونزا، وهي كالتالي:
سخونة شديدة تصل إلى الحمى.
آلام شديدة في الدماغ.
آلام تشمل الجسم عامةً.
صعوبة في الحركة.
التحسس من الضوء.
التحسس من الأصوات.
تيبس الرقبة.
إرهاق شديد.
الإغماء.
أحيانًا تكون أعراض التهاب الدماغ الحاد المنتشر شديدة، والتي تشمل مايلي:
إصابة الذراع أو الساق بالضعف، وأحيانًا الشلل.
إزدواجية الرؤية.
عدم القدرة على التكلم، وضعف السمع.
الدخول في غيبوبة.
أيضًا في بعض الأحيان قد يؤثر المرض على المصاب وتظهر عليه أعراض إدراكية، ومنها مايلي:
النوم لفترات طويلة.
التوتر والقلق
عدم القدرة على الفهم.
فقد الذاكرة.
التشوش.
الجدير بالذكر ظهور بعض الأعراض التي تظهر على الرضع وصغار السن بصفة خاصة، منها مايلي:
ينتفخ اليافوخ في الجمجمة.
التقيء، والغثيان المستمر.
تيبس في كافة أجزاء الجسم.
عدم القدرة على الرضاعة، والنوم المستمر.
الإستثارة بشكل سريع.
هل صحيح أن الإنسان يستخدم 10% فقط من الدماغ البشري؟ / مصطفى ماهر
أثبتت الدراسات أن نسبة الشفاء من التهاب الدماغ الحاد المنتشر ليست بسيطة، ولكن هذا يحتاج إلى وقت طويل، أما عن الإجابة عن السؤال أنه خطير أم لا؟ بالفعل هو مرض خطير حيث يمكن أن يؤدي في بعض الحالات إلى الغيبوبة، وغالبًا ما يؤدي إلى الوفاة.
كما تزاد خطورة إنتشار المرض وفقًا لبعض العوامل، منها مايلي:
تزداد الخطورة عند إصابة الرضع بالمرض، أو إصابة كبار السن.
تزاد الخطورة بالإصابة بمرض التهاب الدماغ الحاد المنتشر عند المصابين بالأمراض المناعية مثل مرض الإيدز، أو المصابون بأمراض مسببة لضعف المناعة.
تزداد خطورة الإصابة بالمرض في المناطق التي ينتشر بها البعوض والحشرات الناقلة للمرض.
يرتبط انتشار البعوض الناقل للمرض بدرجات الحرارة المرتفعة؛ مما يجعله ينتشر في فصل الصيف ويزيد من خطورته.
وتزداد خطورة المرض في حالة عدم التوجه إلى الطبيب للعلاج، وهنا تبدأ ظهور المضاعفات التي تظل مستمرة مع المريض لعدة أشهر أو طوال حياته، ومنها مايلي:
الشعور الدائم بالإرهاق.
ضعف عضلات الجسم.
زيادة النسيان الذي يصل إلى فقدان الذاكرة.
الإصابة بالشلل.
الجدير بالذكر وجود بعض الطرق التي يمكن من خلالها تشخيص الإصابة بالمرض، وذلك من خلال مايلي:
يكون ذلك من خلال الاشعة المقطعية، أو من خلال الرنين المغناطيسي.
يكون ذلك من خلال أخذ عينة من السائل الموجود حول الحبل الشوكي لفحصها، والتأكد من وجود عدوى، أو إصابة الجهاز المناعي للمريض.
فحص الدم، أو فحص البول للتأكد من وجود أي عدوى فيروسية بهم.
التخطيط الكهربائي للدماغ؛ وذلك من خلال وضع أقطاب صغيرة على الرأس، وفي حالة ظهور أي إشارة غير طبيعية فهذا دليل على الإصابة بالمرض.
إعادة إحياء الدماغ الميت.. هل تهرب البشرية من قابض الأرواح؟ | س/ ج في دقائق
بعد أن يتأكد الطبيب من الإصابة بالمرض تبدأ رحلة العلاج والتي تشمل عدة طرق، منها ما يلي:
بعد التعرف على الفيروس المتسبب في التهاب الدماغ الحاد المنتشر يبدأ الطبيب في إعطاء المريض جرعات محددة من مضاد الفيروس مثل آسيكلوفير؛ وهو النوع الأكثر تداولًا خاصةً في حالة عدم القدرة على تشخيص نوع الفيروس المسبب للمرض.
تفرض على المصاب الرعاية من أجل المساعدة على التنفس بشكل طبيعي.
يمد المصاب بالمحاليل من أجل ترطيب الجسم، ومده بالمعادن التي يحتاجها.
يعطى المريض جرعات من مضادات الاختلال من أجل السيطرة على النوبات.
مريض التهاب الدماغ الحاد المنتشر في حاجة إلى علاجات إضافية، منها مايلي:
جلسات علاج طبيعي ليقدر المريض على التحرك بشكل طبيعي ومرن.
علاج مهني للقدرة على الإستيعاب
جلسات لعلاج مشكلة النطق الناتجة عن المرض.
علاج نفسي من أجل القدرة على التحكم في اضطراب المزاج.
ومن هنا تبدأ ظهور علامات الشفاء من التهاب الدماغ، ولكن بنسب متفاوتة وذلك وفقًا للاستجابة للعلاج، وحدة المرض.
من أجل عدم الإصابة بمرض التهاب الدماغ الحاد المنتشر عليك اتباع بعض الطرق الوقائية، التي تشمل مايلي:
تشمل هذه الممارسات غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون لضمان تطهيرها لأبعد مدى.
عدم تبادل أي أدوات شخصية مع الآخرين.
المداومة على تلقي اللقاحات اللازمة خاصةً في حالة السفر من دولة إلى أخرى.
عليك ارتداء ملابس طويلة خاصةً في الأماكن المتواجد بها الحشرات مثل الحدائق.
عليك استخدام المبيدات الحشرية للتخلص من الحشرات بشكل دائم خاصةً التي تحتوي على مادة البيرمثرين، يمكنك رشها على الخيمة أو على ملابسك ولكن عليك مراعاة عدم ملامستها للجلد.
ابتعد عن الخروج في الأماكن التي ينتشر بها الناموس خاصةً في الفترات ما بين المغرب والفجر؛ حيث تنشط الحشرات في هذا الوقت من اليوم.
عليك التخلص بشكل مستمر من وجود المياه الراكدة بالقرب من منزلك؛ حيث تستخدمها الحشرات كمكان لوضع البيض بها.
من الممكن أن تتعرف على وجود فيروس في الجو من خلال رؤيتك للطيور الميتة، وفي هذا الوقت سارع بإبلاغ وزارة الصحة.
مضادات الاكتئاب والتركيز | استخدام مضادات الاكتئاب مدى الحياة .. ما هي أعراض انسحابها
من خلال هذه الفقرة نعرض لكم إحدى التجارب مع الإصابة بمرض التهاب الدماغ الحاد المنتشر؛ فقد قمنا بسؤال أحد المرضى عن الفترة التي أصيب فيها بهذا المرض، وأجاب أنه أصيب به في سن الرابعة عشر من عمره عندما كان في المرحلة الإعدادية، والتي أشار أنه لم يتذكر منها أي شيء لما أصيب به من فقدان للذاكرة الذي بدأ بنسيان لبعض الذكريات.
وأشار أنه وقتها بدأ يشعر بآلام شديدة في الدماغ واستخدم العديد من المسكنات التي لم تجدي أي نتيجة، إلى أن اصطحبته والدته إلى الطبيب والذي طلب بعض التحاليل، كما طلب أشعة رنين مغناطيسي على الدماغ والتي أفادت بالإصابة بالمرض، وبدأ العلاج على الفور باستخدام مضادات الفيروسات والعلاج النفسي وغيرها، وبعد مرور عدة أشهر بدأ الأمر في التحسن تدريجيًا، وإلى الآن مستمر في العلاج.