تلوث المياه هو عبارة عن تحول جذري في خصائص ونقاء الماء على نحو يجعلها غير صالحة للاستخدام.
وقد يحدث التلوث بطريقة مباشرة من فعل الإنسان، أو بطريقة غير مباشرة من بعض عوامل الطبيعة.
وفي كلا الحالتين هي كارثة وأزمة تعاني منها العديد من الدول وتؤثر على النمو الاقتصادي والنظام البيئي.
فهو بمثابة ناقوس خطر يهدد حياة الكائنات الحية على كوكب الأرض.
بحث عن ترشيد المياه والكهرباء قابل للتحميل بصيغة بي دي إف | خاتمة عن ترشيد استهلاك المياه
المياه هي أساس حياة جميع الكائنات الحية على كوكب الأرض، وهي توجد بنسبة ٦٠% في تكوين الخلية الحية، وبنسبة ٧٠% إلى ٩٠% في الخضروات والفواكه.
وخلال السنوات الأخيرة ازدادت مصادر تلوث المياه بمختلف أنواعها من بحار، وأنهار ومحيطات، وأيضًا المياه الجوفية.
أصبح للإنسان تدخل في حدوث ذلك سواء بإضافة مواد ملوثة وعناصر كيميائية، أو نتيجة الإهمال بمختلف أنواعه على نحو يسبب خلل في النظام البيئي.
وتتحدد معيار إذا كان المياه ملوثة من عدمه وفقًا لمدى تنوع الكائنات الحية الموجود بها من أسماك، ولافقاريات.
كلما زاد تنوع الكائنات واستمرت في دورتها يؤكد بأن المياه نقية وقليلة التلوث.
أما في حالة تركز نسبة كبيرة من المواد والعينات الكيميائية سواء التي تنتج بسبب عوامل الطبيعة أو الإنسان يعد الماء ملوثًا.
تتنوع مصادر تلوث المياه بين عوامل الطبيعة والتغيرات الكونية، وبين تدخلات خارجية يكون الإنسان عامل أساسي فيها، ومن أكثر مصادر التلوث شيوعًا ما يلي:
يوجد مصادر من فعل الطبيعة تسبب تغيير درجة نقاء الماء؛ مثل زيادة ملوحتها أو تأثير درجة حرارة المناخ مما يسبب تبخر الطبقات السطحية منها.
فضلًا على احتواء الصخور والتربة في المياه على مواد ينتج عنها تلوثها، ولكن تلك المصادر لا تُشكل خطرًا فعليًا وكارثة مثلما يحدث من التلوث الذي يسببه الإنسان.
على الرغم من كونها من عوامل الطبيعة التي تنتج بسبب مجرى الماء الناتج عنه تجريف التربة؛ إلا أنه ينتج عنه تفاقم الطين وزيادة كثافة حجمه على نحو يمنع مرور أشعة الشمس للكائنات البحرية؛ مما يسبب هلاكها، فضلًا عن تعكير صفو ونقاء المياه لتصبح ملوثة.
موضوع تعبير عن تلوث البيئة للصف الاول الاعدادي بالعناصر | خاتمة موضوع تعبير عن تلوث البيئة
يعد طريقة التخلص من مياه الصرف الصحي من أكثر مصادر التلوث شيوعًا، يوجد بعض الدول التي تتخلص من مخلفات الصرف الصحي لجميع المناطق السكنية والمخلفات البشرية دون معالجة مسبقة لها في البحيرات القريبة أو من خلال المصارف الزراعية.
وهي من طرق التلوث الأشد خطورة نتيجة احتواء تلك المخلفات على ملايين الفيروسات الناتجة من الفضلات البشرية والتي تتمثل في بكتيريا السالمونيلا، والشيجلا، الإيشيريشيا وغيرها من أنواع البكتيريا التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض المعدة والنزلات المعوية والتيفود.
بالإضافة إلى احتوائه على نسبة من بكتيريا الفيبريو الخطيرة، وأيضًا بكتيريا اللبتوسبيرا التي تتلف الكلى والكبد.
ذلك الأمر الذي يهدد دورة الحياة البيولوجية سواء للكائنات البحرية وأيضًا للإنسان عن طريق تناوله للأسماك المتواجدة في تلك المياه.
بمجرد التخلص من مياه الصرف الملوثة في المحيطات يؤدي إلى تضاعف نسبة التلوث وتزايد الطحالب الضارة، التي تقتل الأسماك.
وهي أخطر أنواع التلوث المنتشر في جميع دول العالم، وهو تلوث المياه بالمواد الكيميائية السامة نتيجة مخلفات المصانع الكيميائية والمصانع المتخصصة في استخراج المعادن التعدين بمختلف أنواعه، ومخلفات السفن وجميع النفايات الناتجة من عمليات تحويلية ينتج عنها مواد خطيرة.
حيث يتم تصريف كمية هائلة بشكل يومي من المخلفات التي تحتوي على إشعاعات كيميائية، ومعادن ثقيلة لا يسهل التخلص منها، ومركبات عضوية في مياه البحار والمحيطات.
وبعض المصانع تحتوي مخلفاتها على عناصر سامة ترتكز في أجسام الكائنات البحرية والأسماك وينتقل إلى الإنسان، مثل مصانع التعدين مخلفاتها تحتوي على زئبق ورصاص، والزرنيخ والكادميوم وغيرها من العناصر السامة.
فضلًا عن قيام محطات توليد الكهرباء بالتخصص من نفاياتها بشكل مباشر في المياه، مما يسبب إصابة الأسماك بالسرطان وبالتالي ينتقل للإنسان.
وخلاف ذلك إلقاء المنتجات البلاستيكية التي تلتهما الأسماك وتتسبب في قتلها.
بحث عن التغيرات المناخية وكيفية الحد من آثارها السلبية | خاتمة عن تغير المناخ وتأثيره على البيئة
تعد النفايات النفطية من مصادر تلوث المياه التي صدرت حديثًا وتسببت بكوارث عديدة في حق الحياة البحرية والبشرية أيضًا.
ويحدث التلوث النفطي عادةً نتيجة تسرب المواد الكيماوية إلى المسطحات والبحار وأيضًا طبقات المياه العميقة، عبر عمليات التنقيب في البحار وأيضًا حوادث العبارات والسفن الناقلة للمواد النفطية، أو إلقاء المخلفات في المياه بشكل مباشر.
حيث تحتوي النفايات النفطية على العناصر الهيدروكربونية التي تنتقل إلى للأسماك و تصيبها بالأمراض الخطيرة ومن ثم تنتقل الى الإنسان.
وهناك الكثير من الحوادث التي تسببت بالتسرب النفطي؛ ومن اشهرها
حادثة غرق سفينة بترول في سواحل فرنسا عام ١٩٧٨م.
وفي عام ١٩٩١م تسرب النفط في الخليج العربي مما تسبب في تغطية ساحل الكويت، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، بالنفط وتسبب في أحداث أضرار تلوث المياه بشكل بالغ.
وأيضًا في عام ٢٠١٠م حدوث تسريب في خليج المكسيك بما يعادل ٤٥٠٠ برميل نفطي.
هل البلاستيك الصناعي المجرم الأكبر؟ وهل الورق والبلاستيك الحيوي أفضل منه؟ | س/ ج في دقائق
من أشهر وأكثر أنواع التلوث هي المخلفات الزراعية سواء عن طريق المبيدات الحشرية التي شاع استخدمها في الزراعة، أو من خلال مخصبات الزراعة.
ويتركز الضرر الناتج عن استخدام المبيدات الحشرية؛ في حالة حدوث تسريب من الأراضي التي تستخدم أنواع المبيدات لقتل الآفات الزراعية إلى البحيرات والمياه القريبة مما يسبب تلوثها.
أو من خلال التأثير الغير مباشر من انتقاله في الهواء للأراضي القريبة من البحيرات.
أو بواسطة إلقاء النفايات الخاصة بعملية الرش مباشرةً في المياه.
وينتج عن تلك المبيدات قتل الأسماك والكائنات البحرية وحدوث خلل في التوازن البيئي، وأيضًا ينتقل الضرر للإنسان ويسبب له الأمراض السرطانية، وأمراض الربو والتحسس التنفسي، وتليف الكبد وغيرها.
وجديرًا بالذكر بأن هناك صورة أخرى لعملية تلوث المياه من خلال المخصبات الزراعية؛ والتي تحتوي على نسبة عالية من الفوسفات والبوتاسيوم، بغرض توسيع الرقعة الزراعية وزيادة خصوبة التربة.
ولكنها تؤثر على المياه بشكل غير مباشر، حيث يتم تصريف المياه الزائدة عن الري وحاجة النبات في الصرف وهي تحتوي على نسبة عالية من الفوسفات الذي يعد مركب كيميائي سام.
والبعض أيضًا يستخدم احماض النيتروجين في التربة الزراعية، التي تزيد من التلوث.
اتضح مما سبق بأن ينتج عن تلوث المياه تغيير في نظام البيئة بشكل عام، وتهديد دورة الحياة لجميع الكائنات، حيث ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز” وجعلنا من الماء كل شيء حي”.
وبالتالي فأن تلوثه يؤثر على جميع الكائنات الحية بدايةً من تسمم الكائنات البحرية وصولًا لانتقال ذلك التلوث للإنسان مسببًا له الأمراض الخطيرة التي قد تؤدي بحياته.
وهناك بعض الإجراءات الوقائية التي يمكن اتباعها لتخفيف درجة التلوث؛ ومنها الآتي:
لابد من إجراء معالجة لمياه الصرف الصحي على نحو يجعلها أقل ضررًا، وبالتالي عند وصولها للمسطحات المائية لا ينتج عنها موت الأسماك وتكاثر الطفيليات والطحالب الضارة.
من خلال تمريرها بعدة مراحل للتخلص من المواد الصلبة والغير عضوية الموجودة بها.
أو عن طريق استخدام مواد لتحليل العناصر العضوية الضارة التي تسبب التلوث.
فضلًا عن ضرورة بناء المصانع في مناطق بعيدة عن المسطحات المائية.
وفيما يخص مصانع الطاقة؛ ينبغي التخلص من نفاياتها بدفنها في الصحراء للحد من الكوارث التي تسببها.
المنتجع السعودي الجديد على البحر الأحمر | منتجعات البحر الأحمر السعودية
من خلال تقليل المزارعين استخدام المبيدات الحشرية، والأسمدة التي تحتوي على عناصر الفوسفات والنيتروجين.
منع استخدام الكيماويات المسرطنة في ري الأراضي، لتجنب انجرافها في مياه الصرف أو البحيرات المجاورة.